الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 03:27 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مصر دولة ربانية

د. السيد محمد راشد
د. السيد محمد راشد

مصر دولة غير كل الدول التى على كوكب الأرض، لما اختصها الله بمجموعة من الهبات تميزها عن غيرها وتفضلها على سائر الدول.

لقد حصلت مصر على هذا الاسم نسبة إلى أحد أبناء نوح عليه السلام، ويدعى مصر بن حام بن نوح عليه السلام وهو شرف كبير لمصر فى بداية عمار الأرض.

عندما بنى نوح عليه السلام سفينته بتوجيه من المولى عز وجل وأمطرت السماء وتفجرت الأرض بالمياه صارت السفينة بين أمواج كالجبال، وعندما كانت تمر فوق دولة يقال ما اسم هذه الدولة يقال مثلا ليبيا يقول تحرسها الملائكة.

وعندما جاء إلى مصر وسأل عن اسمها قالوا مصر فقال يحرسها الله.

وقد ذكرت مصر فى أكثر من موضع في القرآن الكريم، لما لها من شرف وأفضلية على سائر الدول.

وقد تجلى المولى عز وحل على أرضها، عندما كلّم موسى وبها البقعة المقدسة وقد أمر الله موسى أن يخلع نعليه عندما يراها تكريما وتعظيما لهذه الأرض المباركة.

ومعظم الأنبياء أتوا إلى مصر وكانت لهم علاقة بمصر هاجر أم إسماعيل من مصر وتعتبر أم العرب جميعا.

وفى أغلب الأقوال إن زمزم نبعت من نهر النيل فى مصر تكريما وشرفا هاجر أم إسماعيل عليه السلام.

وأنا بدوري أقول محدش يقدر يعطش مصر ولا ياخد من حصتها متر مية.

دا ممكن الأمطار تهطل على مصر وتمسك عن إثيوبيا التى ظنت أنها امتلكت مياه نهر النيل.

كله إلا الهوا والميه مفيش حد يقدر يتحكم فيهم ولا يمنعهم عن حد.

دا مياه زمزم شعيرة إسلامية، إزاى دولة زى إثيوبيا تتحكم فى مياه نهر النيل وتمنع المياه عن زمزم.

وقد أرسل الله نبيه يوسف إلى مصر لينقذ أهلها فى السبع العجاف عندما أمسكت السماء وجف النيل واجدبت الأرض.

فقام يوسف بتوفيق من الله بتخزين القمح فى مخازن فى سنين الوفرة وأخرج منها عندما أجدبت الأرض فنفع الإنسان والحيوان وحفظهم من الهلاك. وقد قاس يوسف مياه النيل وهو أول من عمل ذلك.

وقد دعا موسى نبى الله على فرعون مصر عندما قال وهذه الأنهار تجرى من تحتى، فجاء الجفاف وأضر بأهل مصر فذهبوا إلى موسى فدعا ربه فجاء الفيضان مرتفعًا وهذه كرامة من كرامات موسى المولود على أرض مصر.

وبها النخلة التي وضعت مريم عيسى تحتها، كما ذكر القرآن الكريم وذكره جلال الدين السيوطي في كتابه، فضائل أهل مصر. علما بأن النخلة أخت آدم والتي خلقها الله من بقايا الطين التي خلق منها آدم زرعت بمصر.

ولمصر هربت مريم بولدها عيسى حتى زال الخطر وهناك مسار يسمى مسار العائلة المقدسة، وجرى ترميمه والكشف عنه ليكون مزارا سياحيا.

وذكر السيوطي في كتابه عن عجائب الحجارة والكنوز التى بمصر وسوف تتكشف مع الايام.

هناك حجر كان يوضع فى الزيت فيضيء المكان زى الكهربا، هذا بالإضافة إلى عروق الذهب التي تزخر بها أرض مصر.

وبقي أن تعرف أن القط معبود الفراعنة خرج للدنيا كلها من مصر وكذلك تمساح النيل، خرج من مصر إلى الدنيا كلها.

ويقال أن قوم عاد سكنوا مصر وكانوا من العماليق ويقال إنهم بناة الأهرام قبل 70 ألف عاما وقد أرسل الله عليهم الريح فأهلكتهم وطمس حضارتهم ودا سر وجود أبو الهول مدفونا تحت الرمال وليس عليه أى نقوش من نقوش الفراعنة كما أن الهرم به ممرات عملاقة كانت لهؤلاء الناس ولهم مقبرة بجوار الأهرام سوف تكشف في الوقت المناسب. أما عن حجارة الهرم فقد اقتطعها من جبل المعادي المنطقة التي كانوا يسكنونها فى الضفة الشرقية من النيل.

أما الفراعنة فكانوا يبنون من الطوب اللبن والثرى منهم كان يبني بالطوب الأحمر وآية 38 في سورة القصص تخبرنا بذلك فأوقد لى يا هامان على الطين مقلوش ابن لى بالحجارة.

وقد بنى الهرم بهندسة ربانية مثل سفينة نوح وهما من المعجزات.

يقول أحد علماء الآثار إن الهرم بُنى على محاور الأرض ودى ميعرفهاش الفراعنة اللي كانوا فلاحين حرفتهم الزراعة وقد ذكر القرآن والتوراة أخبار الأمم السابقة، لدرجة أن اليهود قالوا محمد ناقل القرآن من التوراة فذكر القرآن قصة عاد التى لا توجد فى التوراة وده اللى خلى اليهود يخافون معالمها وآثارها وهما اللي ربطوا بين الأهرام والفراعنة لطمس حضارة قوم عاد التي لم تذكر في التوراة. ومرة ثانية يقول اليهود هم بناة الأهرامات من أجل نفس السبب.

وكما ذكرت في موضع آخر أن مصر بلد المتناقضات موقعها فريد فى قلب العالم وتتحكم فيه تجد فيها المياه العذبة والمالحة جنبا إلى جنب وبيوت الطين والأحياء الراقية محاصيل المناطق الصحراوية الرملية والأرض الطينية السمراء.

مفيش أى دولة تقدر تمنع النيل عن مصر لأنه منحدر باتجاه مصر وقوته جارفة يستطيع إزالة كل ما يقف فى طريقه.

وعندما تم بناء السد العالى فى منطقة سكون ولد ثقل رهيب على الأرض من ضغط المياه وحملها الثقيل فتولد عن ذلك عرق الذهب، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.

الكل خايف من سد النهضة وأنا مطمئن لأن مصر بلد ربنا مش أى بلد تقدر تمنعها من حقها فى الماء.

وحكام مصر هم من الصفوة المختارة من قبل المولى عز وجل وقد حكم مصر من أهلها ومن الوافدين عليها وكل واحد كان له دور ومهمة يؤديها. يهب الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء.

يعنى باختصار مش أى حد بيحكم البلد الرباني دى لازم يكون قوي ويستطيع السيطرة عليها وعلى أهلها.

الطيبة مش كفاية والرقة مش كفاية دى قلب الدنيا وتؤهل لأن تحكم الدنيا وتنشر فيها القيم وتدافع عن حقوق الضعفاء وتنصرهم على من ظلمهم. بلدنا كبيرة وحاكمها تختاره العناية الإلهية علما بأن قليلا من أبناء مصر من حكموها وعندما نستعرض الأسماء من أيام عمرو بن العاص ما فتحها تجد جمال عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك والسيسى هم فقط من أبناء مصر والباقي أجانب.

وقد وفد إلى مصر مايقرب من 15 ألف من صحابة رسول الله أيام أحداث الفتنة الكبرى والخلاف على الحكم وعاشوا وماتوا ودفنوا فى مصر وأعلم أنه لا توجد أسرة من مصر إلا وفيها عرق مبارك من الصحابة الكرام.

ومصر بها الأزهر الشريف منارة العلم وبه علماء كثر لا يستطيع علماء الدنيا منازلتهم في علمهم أحدثهم الشيخ الشعراوى.

وأعلم أن مصر تتسم بالتدين وإن بعُدت قليلا أو اقتربت قليلا فمصر هى الإسلام والإسلام بمصر وقد أعزها الله بالإسلام.