الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 03:42 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هما ناس وإحنا ناس

 

هناك بلاد بترولية تمتلك ثروات هائلة من النفط وتمتلك أيضا احتياطيا هائلا وهى تحصل على أموال طائلة من بلاد الغرب المستهلك الرئيسى لهذا المورد الهام.

يعتبر البترول هو المورد الأول، ودونه تعود هذه البلاد إلى سابق عهدها رعاة للماعز والشاة.

هل تم استثمار هذا الموارد الاستثمار الأمّثل؟

*استهلاك الحرمان

من المقبول في بدايات ظهور البترول أيام الأجداد أن ينفق العائد على شراء السلع والخدمات المحرومين منها زى الأكل والشرب والسيارات وإقامة الطرق الهامة.

أما جيل الأبناء فشبع من الاستهلاك الترفي، وكان يجب أن يبحث عن التعليم ويستفيد من العلم المتاح في كل بلاد الدنيا، لكن للأسف الكل اعتمد على البترول، ظنا منهم أنه باقٍ إلى الأبد وسوف يستمرون في الرفاهية والخمول إلى الأبد.

وقد حدثت مشكلة مشابهة في مصر، لهذا اعتقد ملاك الأرض أن الزمن سوف يظل معهم طالما أنهم يملكون الأرض وباقي الناس تعمل عندهم أجراء، وظل الوضع على هذا الحال مدة من الزمن إلى أن دخل متغير جديد أنهى هذه الحقبة وهدم عرش ملاك الأرض.

ما هذا المتغير الجديد؟

تم إنشاء المدارس الإعدادية والثانوية في كل ربوع الريف، وتعلم أبناء الفلاحين وأصبح منهم المعلم والطبيب والضابط.

وهل تعلم أبناء ملاك الأرض؟

لم يهتموا بالتعليم ظنا منهم أن الأرض باقية والعز باق.

وماذا حدث؟ ظلت الأيدى العاملة المشتغلة بالفلاحة في تناقص وأجرها يرتفع إلى أن أصبحت نادرة فباع ملاك الأراضى أجزاء كبيرة اشتراها أولاد الفلاحين الذين تعلموا، وانتهت هذه الحقبة وأصبح ملاك الأراضى زى وأقل من الفلاحين الأُجرة الذين كانوا يعملون عندهم.

وأنا أرى أن الدول البترولية مقبلة على هذه الفترة، فهم لم يستفدوا من الفوائض البترولية في عمل بنية تحتية تسهل لهم الحياة، وتساعد في تعمير الصحارى الشاسعة وللأمانة جربوا بعض المشاريع الزراعية والحيوانية ونجت وحققت دخولا عالية وفتحت فرص عمل لكثير من الشباب.

يعنى الفوائض البترولية التي خزنت في بنوك الغرب كانت قرارا خاطئا؟

لو تم استثمارها على الأرض كأن تكون ذا فائدة للأجيال القادمة التي خزنت من أجلهم، لاختلف الوضع.

وهذه الأرصدة تهددها مخاطر عديدة منها خطر المصادرة زى ماحصل مع أرصدة القيادات العراقية الحالية.

والخطر الثاني أن قيمتها تتناقص مع مرور الوقت، لأن أمريكا تحصل منهم على مبالغ نتيجة حماية هذه الأموال بدل أن تعطيهم فوائد.

لو استخدمت هذه الأموال في إقامة الطرق التي تربط المناطق الوعرة لكانت عُمّرت.

لو تم زراعة الصحراء بالطرق الحديثة والبحث عن المياه لكانت هذه البلاد عبارة عن مروج خضراء، أنا مش مصدق وأنا بشوف طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى الذى تحول إلى زراعى بسبب التعمير الذي يحدث فيه من شباب مصر المكافح الذى تغرب في شتى بقاع الدنيا وحصل على الأموال واستغلها في شراء فدان بمرافقه على طريق الإسكندرية وسكن وزرع الأرض.

فين البترولية من مشاريع كهذه؟

الكل معتقد إن البترول باق والعز والاستهلاك باق بالرغم من حدوث ما ينبههم إلى الفوقان.

عندما حدثت مشكلة كورونا وتم منع الطيران والسفن من الحركة كانت هذه الدول تمتلك الأموال وتبحث عن الغذاء في كل مكان، وكانوا يجدونه بصعوبة لو استفادوا بأموال البترول في إقامة مشاريع زراعية زى مصر مكنوش تعرضوا لهذه المشكلة.

بدل صرف الأموال على المؤامرات وقتل المستضعفين لما لا تنفق على المشاريع الزراعية؟

مشروع تربية الأبقار وزراعة البرسيم في الأرجنتين خير دليل على أنهم من الكسالى.

الأراضى الخصبة كثيرة في ربوع العالم العربى والمياه متوفرة لماذا لا يتم زراعة هذه الأراضي وتشغيل الشباب بدال ما يهربوا بطرق غير شرعية إلى بلادهم.

وهل مصر تنبهت لهذه النقاط؟

أبناء مصر تعلموا هنا وهناك وحصلوا على الأموال والخبرات من هذه الدول ويستفيدون من هذه الأموال واستثمارها الاستثمار الأمثل في مشاريع زراعية وصناعية.

والحكومة الرشيدة تقوم بعمل بنية تحتية وتؤهل البلد لدخول عصر جديد خالى من العشوائيات والمناطق السرطانية المدمرة.

كل شيء جميل في مصر مشوه بالعشوائيات، الجزر النيلية تزرع بالمخدرات وعين الصيرة ذات المياه الكبريتية مكب نفايات، وشاطئ النيل أرض للعشش والخارجين عن القانون والبحيرات التي يمكن استغلالها في تربية الأسماك تُجفف ويتم صرف المجاري فيها.

كل دا بيتم نسفه حاليا ويتم تعمير واستغلال هذه الأماكن، وكلنا شفنا عين الصيرة والمتاحف والفنادق التي أقيمت فيها.

وشفنا إعادة بحيرة المنزلة إلى سابق عهدها وسوف يتم إدارتها على أسس عصرية.

الفرق بينا وبينهم، احنا بنينا مدينة العلمين والعاصمة الجديدة ووصلنا بينهم لقطار فائق السرعة ومطار في العاصمة ومطار سفنكس على حدود القاهرة، لو بصيت على ليبيا اللي بترولها وغازها غالى ومميز عن بترول الخليج، وشوف ليبيا استفادت منه في أيه هو كورنيش البحر المتوسط فقط وفلوس بترول ليبيا عمرت إيطاليا وفرنسا وألمانيا الدول اللي بيتخانقوا على أرض ليبيا ومش عايزين يغيروا في المعادلة ليستمر نهب الثروات بنفس الأسس القديمة، إنما لاعب جديد يدخل يقسم معاهم لا وألف لا. ولا السعودية اللي تستفيد من مداخيل الحج بـ20 مليار دولار معملتش قطار سريع بين مكة والمدينة أو بين جدة والمدينة ومكة.

ونفس الوضع في العراق، بلد بترولى زراعى ودجلة والفرات وشعب جعان مش لاقي ياكل فين فلوس البترول؟! صدام صرفها على حروب متعرفش هو عملها ليه والبلد في أمس الحاجة إلى مشاريع بنية تحتية زى الكبارى والطرق والمدن وتحلية المياه.

على أرض الواقع العراق خرابة ورئيس أمريكا صادر أموال الزعامات السياسة وهى مليارات عمرت بلاد الغرب وكانت وبالا على بلادنا.

مين فاكر مشروع النهر العظيم اللي القذافي ظل يفتخر به، هو المفروض كان هينقل ميه من الجنوب إلى العاصمة طرابلس القذافى كان دافع فيه 700 مليار دولار إلى الطليان، اللى ركبوا ماسورتين ولا كان فيه ميه ولا يحزنون وراحت فلوسنا على الأرض.

شوف بقى في مصر حصل أيه؟ تم إضافة مليون ونصف فدان إلى الرقعة الزراعية في أماكن مختلفة، وقامت القوات المسلحة بما لديها من إمكانات بشرية بزراعتها قمح إضافة إلى إنتاج مصر التي قاربت على تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح ويتم زراعة هذه الأرض بالخضروات مما حافظ على الأسعار وجعلها في ثبات في عز أزمة كورونا، وكانت الدول الأوروبية متوقعة حدوث مجاعات وخصوصا في مصر.

المجاعات حصلت عند الدول البترولية، ودا إنذار لها في رسالة أسرفوا على الإنتاج الزراعى ازرعوا أرض السودان والأرض اللى حوالين بحيرة السد في مصر، المنطقة دى قادرة على استيعاب ملايين البشر، لازم نستغلها قبل ما نقوم من النوم نلاقيها دولة مستقلة وهي التي عانت كثيرا من الإهمال والتهميش.

سؤال لو خزان سد النهضة انهار بـ100 مليار متر مكعب من المياه هل تغرق مصر؟

مصر بها بحيرة السد ومفيض توشكى وترعة السلام، وكلها قادرة على امتصاص هذه المياه وتحجز منها كميات هائلة تستخدم في مصر ودا الشغل الذي يتم في صمت في مصر.

هل تغرق السودان؟

نعم يغرق السودان من خمسة أو ستة مليار متر مكعب وقد حدث.