الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 05:43 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

النيل نجاشى

السيد محمد راشد
السيد محمد راشد

نهر النيل ينبع من سبع دول أفريقية، وهو يصب في البحر المتوسط ويقسم مصر طوليًا إلى قسمين على شاطئيهِ قامت أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية.
وهو يفيض كل عام في شهر (مسرة) وهو من الأشهر الفرعونية القديمة التي يحفظها الفلاح عن ظهر قلب، وهذا الفيضان السنوي يأتى محملًا بكميات هائلة من الطمى والأسماك، أما الطمى فيعمل على زيادة الرقعة الزراعية، أما الأسماك فكانت عوضًا للفقراء التي تغرق أراضيهم.
وما زال النيل يجرى محملًا بالخير لمصر ومايحيط بها من بلاد، وكلنا يعرف قصة جفاف النيل ورؤية فرعون وتفسير يوسف وزراعة وتخزين القمح لكل دول الجوار، وعبرت مصر الأزمة بسلام وتبعتها أزمات أخرى في عهود مختلفة بسب جفاف النيل،
ومنها: الأزمة التي حدثت في نهاية عصر المماليك قبل قدوم محمد على باشا إلى مصر وهذه الأزمة قد أخرت استلامه الحكم، وحدثت فيها مآسى وقصص مؤلمة أكل الناس فيها لحوم القطط والكلاب وأجساد الموتى.
وعندما أتى محمد على باشا واستتب له الأمر قرر التغيير،
قرر حفر الترع والرياحات وتوصيل مياه النيل إلى كل شبر في مصر وأدخل وسائل الرى الحديثة، مثل الساقية والشادوف والمنطال وزرع محاصيل جديدة كان من المستحيل زراعتها على المطر وتضاعف الإنتاج الزراعى مرات عديدة بفضل التطوير الجديد وإنشاء العديد من الكبارى على النيل وإنشاء نظام رى حديث بحيث يستفيد من كل نقطة مياه وجهز الجيش بحيث يستطيع الدفاع عن حق مصر في مياه النيل وقام بشراء أراضى كثيرة في أثيوبيا من أجل تأمين وصول المياه إلى مصر بدون مشاكل.
وعندما وصل جمال عبد الناصر إلي سيادة الحكم في مصر قام ببناء السد العالى وهو يولد كهرباء رخيصة ويخزن كميات هائلة من المياه بحيث يحمى مصر في حال الفيضان المنخفض وكان مشروع عبقرى نقل البلاد نقلة حضارية كبيرة وساعد في نشر النور ومحو الظلام من ربوع مصر.
بدأت دول المنبع في التفكير في إقامة سدود على النيل للاستفادة منها في توليد الكهرباء.
لماذا لا نبنى سد مثل مصر؟
بناء سد سوف يؤثر على تدفق المياة إلى كل من السودان ومصر حيث قامت حضارتهم وازدهرت بفضل نهر النيل.
وبدأت المحاولات في أثيوبيا وتبوء بالفشل بسبب أن المياه تنحدر في اتجاه الشمال بقوة وتجرف كل مايمنع تدفقها بقوة.
واستغلت أثيوبيا الأوضاع السياسية في مصر وقامت ببناء سد النهضة بغرض توليد كهرباء تستغل في التنمية.
ويقوم السد بتخزين ما يقرب من مائة مليار متر مكعب من المياه على مدار سنوات وطبعًا دا هيؤثر على حصة مصر من المياه وهى 54 مليار متر مكعب، والتي تقول عنها أثيوبيا أن البقر في أثيوبيا يستهلكها في الشرب وفعلا تأثرت مصر وأصبحت المياه لاتصل إلى نهاية الترع وبارت أراضى كثيرة ومنعت مصر الزراعات المستهلكة للمياه مثل الأرز والموز، واعتمدت مصر على المياه الجوفية التي ترفع نسبة الملوحة في التربة وتؤدى إلى بوار الأرض في النهاية.
ولجأت مصر إلى المفاوضات ولكنها لم تكسب شئ، وهناك من قال أن إسرائيل ترغب في أخذ حصة من مياه النيل، وتم إنشاء ترعة السلام والعديد من السحارات تحت قناة السويس من أجل هذا الغرض وهى نبوئة في التوراة تسعى الدولة العبرية إلى تحقيقها وتأمين أفضل أنواع المياه في الدنيا لمواطنيها.
وهناك من يقول أن هذه المياه من أجل تنمية سيناء والاستفادة من الإمكانيات الزراعية الهائلة هناك.
يعنى باختصار الكلام كتير وتسعى أثيوبيا لو نجحت في تمرير هذه الخطوه أن تبيع المياه لمصر والسودان والكل تهيئ لذلك وأقر بأننا مقبلون على مرحلة الفقر المائى وأن القادم أسوء، وأنا قلت مستحيل أن تعطش مصر لأنها دولة ربانية مر بها جميع الأنبياء ونبعت زمزم كى تسقى إسماعيل وأمه المصرية التي تزوجت نبى الله إبراهيم عندما أتى إلى مصر.
وبدأ التفكير في حفر قناة بطول 3000كم من مستنقعات الكنغو، وهذا يستغرق وقت طويل ونفقات باهظة.
وبدأ الكلام عن كميات المطر الهائلة التي تسقط كل عام على مصر ولا يتم استغلالها وتجميعها للشرب والزراع وهى تفوق حصة مصر والواردة من أثيوبيا بمرات عديدة.
التفاوض يأخد وقت والزرع والإنسان يموت من العطش والمتحكم في وضع أفضل، ودقّة طبول الحرب وقامت مصر بعمل قواعد عسكرية في بعض الدول المجاورة استعدادًا لذلك، وهناك دول كثير ترغب في جر مصر إلى حروب وصراعات كما جرت عبد الناصر من قبل والهدف القضاء على التنمية والرغبة في أن تكون مصر دوله مستهلكة.
ويأتى الحل من عند الله وهو حل غير متصور وغير متوقع تهطل الأمطار على الخرطوم وتصل إلى متر ونصف وتغرق وتدمر بلاد كثيرة.
ما مصير هذه المياه؟
هذه المياه سوف تتسرب إلى نهر النيل وتصل إلى مصر وقد قدرها الخبراء 65مليار متر مكعب.
وهل معنى ذلك التخلي عن حقنا في مياه النيل؟
حقنا في مياه النيل لايمكن التنازل عنه وكمية المياه الواردة من السودان والتي سوف تصل في خلال أسابيع قليلة.
دى عبارة عن تصبيرة للإنسان والحيوان والزرع في مصر والمدن الجديدة، تقام وتأخذ في الحسبان مياه الأمطار وتقوم بتخزينها للاستفادة بها كى لا تعيق الحركة في الشوارع وتشل حركة البلد كلها وكأنها غرقت في شبر مية.
ودا حصل عندما أقدمت مصر على استضافة كأس العالم وجائت لجنة لمشاهدت التيسيرات وهطلت الأمطار وتوقفت الحياة في القاهرة وأصيبت بالشلل التام وحصلت مصر على الصفر الشهير.
دلوقتى مصر بتبنى على أعلى مستوى وبتحل جميع المشاكل التاريخية المزمنة، والكل متربص بها ويريد اشغالها بالحروب ولكن وعى القيادة السياسية يفوت عليهم الفرصة، ولكن التخطيط مستمر بهدف تدمير مصر لأن هناك حقيقة والكل يعلمها إذا استيقظت مصر نام العرب جميعًا وإذا نامت مصر استيقظ الأقذام جميعًا، الكل يحاول أن تنام مصر إلى الأبد، ويعربد الصغار في المنطقة.
العرب لما كانو بييجو مصر يجلس ملك مصر ويقف الجميع وراه والصور والألبومات تشهد بذالك.
وليس بغريب أن يقوم العرب بتمويل بناء سد النهضه من أجل تركيع مصر وقد تأمرت السودان معهم ضد مصر وقد كانوا دولة واحدة ومصلحة مشتركة، تجد السودان تتخلى عن مصر في هذه المشكلة.
وأمطار الخرطوم كانت كارثة على السودان بكل المقاييس، فقد دمرت الأمطار العديد من القرى ودمرت العديد من البيوت، وماحدث في السودان في الأيام الماضية يشبه انفجار بيروت لذى دمر ميناء بيروت الرئيسى ودمر بيوت كثيرة اللهم لا شماته، فمصر لا تشمت في أحد ولا تريد الشر بأحد، وخصوصًا أن السودان الجزء الجنوبى من مصر، والحضارة القديمة واحدة ولعائلات ممتدة في كلا البلدين وعندما يتآمر الأخ الأصغر ضد أخيه الأكبر فهى شقاوة أولاد.
وهناك ارتباط وثيق بين مايحدث في ليبيا ومشكلة سد النهضة فتركيا كانت ترغب في الضغط على مصر بمنع المياه عنها كما كانت تفعل مع السوريين، حيث تنبع الأنهار من الأراضى التركية ولكن مصر دولة كبيرة لايمكن تركيعها بهذا الشكل المهين.
الحكم لله يعطيه من يشاء ويمنعه عن من يشاء من يستطيع حكم مصر وقادر على حمايتها والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
أما احنا هنوقف الدنيا ومطلوب نبكى على ما راح وسوف لا يأتى في النهاية ولا يفيد البكاء على اللبن المسكوب، يجب أن ننخرط في البناء وندفع ببلدنا إلى الأمام بدل من إعاقة تقدمها.