الطريق
السبت 18 مايو 2024 02:47 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

التعدد في الإسلام وشروط وأحكام الزواج الثاني.. وأستاذ فقه: ليس واجبا ولا مندوبا ولا سنة

تعدد الزوجات
تعدد الزوجات

يعد الحديث عن تعدد الزوجات من الأمور الشائكة في المجتمع، كونه يواجه الكثير من الانتقادات من مختلف الفئات، وخاصة بعد أن فتحت الإعلامية دعاء عبد السلام، باب الجدل بشأن موقفها من تلك القضية.

 

 ونشرت دعاء عبد السلام منشورا على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلةً: "كلامي يتوافق لقول رسول الله "تنكح المرأة لأربع.. لمالها ولجمالها ونسبها ولدينها فاظفر بذات الدين وتربت يداك".. ومعظم اللي هتقولها تعدد هتلاقيها رفضت.. ولا ننسى أنه عندما عرضت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها الزواج على الحبيب المصطفى كان لا يملك شيئا من حطام الدنيا وتزوجها الحبيب المصطفى يعني القياس موجود ".

وتابعت في منشورها موجهة رسالة إلى السيدات: "متبقيش عايشة في الوهم وفاهمه نفسك إنك خلاصة الستات عيشي الواقع كدة وهيئي نفسك لما يرضي الله أحسن ما تطلقي علشان تجوزي وبردو تروحي تتجوزي واحد متجوز..بس هيبقى جواز عرفي علشان ماتضيعيش نفقة العيال ونفقة السكن والحضانة وتوهمي نفسك والمجتمع إنك استرونج ومش بس كدة وكمان إندبندنت".

اقرأ أيضًا: حكم الشرع فى الألفاظ الإباحية بين الزوجين خلال العلاقة الحميمة

 

حكم الزواج الثاني

أباح الفقهاء وعلماء الدين تعدد الزوجات، مدللين على ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى، "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا".

 

وأوضح علماء الدين، أن الآية الكريمة كان سبب نزولها، أن الرجل يمكنه أن يكون تحت رعايته بنت يتيمة فتكبر فيرغب أحيانًا في نكاحها فيجد الحرج في ذلك، فهو لا يدري هل يعطيها مهر وهو حق لها كغيرها، أم يجعل مهرها مقابل رعايته لها، فأنزل الله تعالى هذه الآية مبينًا إباحة الزواج من النساء مثنى، وثلاث، ورباع، فرفع الحرج عن الرجل.

 

شروط تعدد الزوجات

 

ويلزم للزواج الثاني عدد من الشروط، الواجب توافرها، وهم:

 

  • لابد من توافرالقدرة المالية والبدنية للرجل.

 

  • لابد أن يعدل الرجل بين زوجاته في القسمة بينهما والمساواة في كل الأمور ولا يميل لواحدة عن الأخرى.

 

  • يجوز أن يكون هناك شرط في عقد الزواج بين الرجل وزوجته الأولى ينص صراحة على عدم الزواج من أخرى، فلا يجوز للرجل إذا اشترطت عليه زوجته أن لا يتزوج عليها بأخرى أن يتزوج غيرها في السر أو العلن، وإلا اعتبر عقد الزواج باطلاً لفقدان أحد شروطه.

تعدد زوجات

ومن جانبه، قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، إن تعدد الزوجات مباح وجائز وليس ممنوعًا وليس واجبًا ولا مندوبًا ولا سنة، وذلك إذا وجدت المقتضيات والدواعي.

 

وأوضح "كريمة" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن أحد الأمثلة على المقتدضيات التي تحل للرجل الزواج مرة أخرى، إذا كانت الزوجة مريضة أو إذا كان دائم الاغتراب والتنقل من مكان لأخر، فهو في حاجة لمن يرافقه.

 

وتابع أستاذ الفقه المقارن، أن فقهاء الشافعية والحنابلة قالوا إنه يستحب للرجل أن يقتصر على زوجة واحدة، إذا لم تكن هناك ضرورة حتى لا يتعرض للمؤاخذة بعدم العدل، كما جاء في قول الله تعالى: "وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ"، وفي آية أخرى "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً"، وجاء في الحديث النبوي: "من كانت له زوجتان فلم يعدل بينهن جاء يوم القيامة وشقه مائل".

 

وأوضح "كريمة" أن بعض الصحابة لم يعددوا في زيجاتهم، مبينًا أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لم يعدد في زيجاته إلا بعد وفاة السيدة فاطمة ابنة النبي، كما أن النبي صلى الله عليه وسلمطوال حياته مع السيدة خديجة والتي تقدر بـ27 عام، لم يعدد الزيجات إلا بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها

موضوعات متعلقة