بعد تكليفه لمرة الرابعة بالحكومة
مدير ”البحوث والدراسات العربية” الأسبق لـ”الطريق”: تأييد 64 صوتًا لسعد الحريري كشف موقف حزب الله من الحكومة المقبلة

مفاجأة غير متوقعة أعلن عنها في لبنان تفتح المجال أمام سعد الحريري للدخول مجددا إلى عالم السياسة، وتطرح تساؤلات عن ملامح المستقبل في ظل خلافات الحريري مع حلف يترأسه "حزب الله".
تكليف الحريري
استدعى الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الحريري وقرر تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، ذلك بعد حصوله على تأييد 64 صوتا نيابيا بالتزامن مع توجهه إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس اللبناني.
اقرأ أيضا: عاجل | سعد الحريري بعد تكليفه بالحكومة: إعمار بيروت وإعادة هيكلة البلاد اقتصاديا ”أولوية”
وأعلن سعد الحريري موافقته وقرر تولي مسؤولية الحكومة اللبنانية الجديدة، متعهدًا بسرعة تشكيلها، موضحا أن ذلك سيكون بناءً على المبادرة الفرنسية التي تعمل وقف انهيار البلاد، مؤكدا بعد تكليفه برئاسة الحكومة للمرة الرابعة أن الوقت يداهم لبنان من الناحية السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الفرصة لا تزال سانحة من توحيد البلاد.
إجراء قانوني
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية الدكتور أحمد يوسف، أن القرار الذي اتخذه الرئيس ميشال عون بتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة قانوني 100%، مشيرا إلى أن تكليف الحريري بتشكيل الحكومة يثير العديد من النقاط، فقد سبق أن ترك منصبه كرئيس للحكومة بسبب الحراك الشعبي في لبنان، وأكد حينها أنه يستجيب للإرادة الشعبية في لبنان.
وأشار يوسف في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن حصول سعد الحريري على 65 صوتا يعني أن حزب الله وحلفائه لم يعطوه أصواتهم، موضحا أن هذا يبشر بأن عملية تشكيل الحكومة قد تواجه بعض الصعوبات والتعقيدات وربما بطيئة، وفي حال تم تشكيل الحكومة، سيظل هناك إشكالية أخرى وهي طبيعة العلاقة بين سعد الحريري والحلف السياسي الذي يقوده حزب الله، وهذه العلاقة تشوبها خلافات سياسية عديدة.
موقف حزب الله وحلفائه
وحسب الدكتور أحمد يوسف فإن ذلك يستوجب من حزب الله وحلفائه التعامل بذكاء حيث إعطاء الفرصة لسعد الحريري لأداء مهامه ولا يتم التدخل للإضرار بمسار عمله، ومن المستبعد أن يحاول "حزب الله" القيام بأي أعمال تخريبية لعرقلة مهام الحريري.
تصدي حزب الله لأي أضرار
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن "حزب الله" لن يسمح لسعد الحريري أو غيره بالإضرار بمصالحه ونفوذه في لبنان بأي شكل من الأشكال، متطرقا لما حدث في 2008، فقد حاولت حكومة فؤاد السنيورة التخلص من شبكة الاتصالات الخاصة ببهذا الحزب نزلت قواته لمواجهة الأمر ومنعت حدوث ذلك، مما يدل على أنه إذا شعر بأي محاولة للإضرار به وضرب مصالحه فسيعمل على المواجهة ومنع هذا الضرر.
اقرأ أيضا: عاجل | تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
وفيما يتعلق بقضية صندوق النقد الدولي ورفضه إقراض لبنان أي أموال تساعده على مواجهة أزمته الاقتصادية نظرا لخوفه من أن تستغل هذه الميليشيات الأموال لتحقيق مطامعها، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية، أن رفض تأييد حزب الله لحكومة سعد الحريري قد يجعل مسؤولي الصندوق يعيدون التفكير، ويمنحون لبنان الاقتراض اللازم لحل أزماته الاقتصادية، فهو الآن أمام حكومة لا يدعمها "حزب الله"، منوها بأنه ينبغي على سعد الحريري التفكير بشكل دقيق وأن يتمكن من المناورة خلال المرحلة المقبلة لكي يتمكن من مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية.