الطريق
السبت 20 أبريل 2024 02:28 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ما تخافوش على مصر

رغم أن البترول مظهرش في بلدنا بكثافة في السنين اللي فاتت، مصر أقوى اقتصاد والأقوى في الإنتاج وأكبر عدد سكان وأحسن بنية تحتية ودى تتفوق فيها على الدول العربية مجتمعة وسد عالٍ بيولد كهربا ويحمي البلد من خطر الجفاف ومطارات وطرق وصلت إلى الأماكن الوعرة بسرعة، وسهلت وصول الإنتاج من الأماكن البعيدة وكبارى على النيل اختصرت الزحام، ووصلتك إلى وجهتك مباشرة دون لف.

نبدأ من الأول:

عندما عين محمد على لحكم مصر كانت مصر تتعرض لفترة فيضان منخفضي أى قلة المياه الواردة من إثيوبيا بسبب قلة الأمطار هناك وكانت حالة البلد لا تسر عدوًا ولا حبيبًا ودى مش أول مرة النيل يعملها عملها قبل كده كتير وأقرب مرة كانت الشدة المستنصرية عام 1200م، ومن شدة قسوتها أكل الناس جثث الموتى ومات نصف عدد سكان مصر اللي كان 5 ملايين نسمة، وهجر الناس القرى والكل زحف على القاهرة يطلب العون والنجدة.

ومن أطرف ما قرأت فيه أرض حارة في منطقة الجمالية، بيعت بطبق من الدقيق، وسميت أم طبق، وهى موجودة بهذا الاسم إلى الآن.

وكان فيه ضابط من المماليك يزور منطقته على حصان، وكان رابط الحصان في الشارع، ولما خلص وجه ماشى ملقاش من الحصان غير الجبل والكل دبح الحصان وكله وملك مصر وقتها خلع رخام مقابر أجداده، وباعها من الجوع.

محمد على باشا حاكم مصر مش هيقدر ينزل مصر ويستلم الحكم غير لما فترة القحط تمر بسلام.

وبعد ما مرت والنيل زاد والخير عم، محمد على قال لازم أغير البلد دي، وأخليها رقم واحد في المنطقة كلها.

هتعمل أيه ياباشا؟

انتو اللي بنيتو الأهرامات دي؟

طبعا اللي هيعمل حاجة زى بنى الهرم هتاخد مجهود جبار وهختبر قوتكم وصلابتكم وقدرتكم على تنفيذ المستحيل وجمع الناس وقال لازم ميه النيل توصل لكل شبر في مصر، إزاى ومفيش معدات للحفر غير الفؤوس والدواب هنستخدم المتاح هو انتو استخدمتم الروافع في بناء الهرم؟

لا.

دا الحجر وزنه 20 طن إزاى رفعتوه فوق بدون رافع؟

الكل سكت وقال لهم الناس اللي بنو الهرم مش أحسن منكم.

الكل فهم وبدأ الحفر لحفر الترع والرياحات الموجوده دلوقتى والرياح عرضة 200 متر وتتفرع منه الترع زي الرياح المنوفى والبحيري والغربي وبيكون صالح للملاحة النهرية، وبعد شهر محمد علي استعجب إن الخطة مشيت بأسرع ماكان متصور، والترع بدأت تظهر وتبان وكان فيه البعض متضجر ويقول طول عمرنا بنزرع على المطر أيه لازمتها الترع.

وناس تقول اللي يعيش هو اللي هيشوف خيرها ودا لولادنا وولاد ولادنا زى الطرق اللي بتتعمل دلوقتى ومكن الأجيال القادمة هي اللي هتستمتع بيها.

أنا لما اشتغلت زمان في جامعة 6 أكتوبر في مدينة 6 أكتوبر وكان طريق الوصول لها من شارع فيصل والهرم كنت باخد المشار في 3 ساعات وبعدين المحور والدائرى اتعملوا بقي المشوار ياخد ساعة وفيه طريق بيتعمل من بلدنا يقصر المشوار لنصف ساعة.

دلوقتى طلبة الجامع بيسافروا يوميا لـ6 أكتوبر بسبب سهولة المواصلات وقصر زمن الرحلة.

المهم الناس بقت تشتغل وفى يوم الناس لقت ميت النيل في كل مكان في مصر، واللي كانوا بيموتوا من العطش بسبب بعد المياه الميه وصلت لكل مكان وفرحة عارمة دبت في كل أنحاء مصر وتم عمل الكبارى وبوابات المياه للتحكم في غلق الترع وفتحها.

وهنرفع المياه إزاى ياباشا لري الأرض؟

كان مجهز الشادوف والطمبور والساقية، وبدأت الناس تبدع في رفع المياه لرى الأرض والزراعة الموسمية بقت دائمة، وتم إدخال زراعات جديدة وتضاعف الإنتاج والدخل، والكل حس إن محمد على كان عنده حق.

وعرف ساعتها إن المصرى فرعونى جبار مفيش مستحيل يقدر يقف قدامه وأن بناء الهرم كان حلقة من سلسلة حلقات إبداع الشعب المصرى العظيم.

وبدأت بعض المشاكل وهى نقص المياه بسبب الفيضان المنخفض ودى كانت مشكلة محلهاش غير ابن مصر الزعيم جمال عبد الناصر باني نهضة مصر الحديثة وهيجى وقت الكل يذكره باللخير.

قرر جمال بناء السد العالى وعمل خزان أسوان لتلافي مشاكل نقص المياه بسبب الفيضان المنخفض، وبدأ حل مشكلة نقص المياه.

جمال قرر إنه يغير من الإنتاج الزراعي إلى الإنتاج الصناعي، من أجل زيادة الدخل وخلق ملايين من فرص العمل أمام الشعب المصرى.

وقبل الشعب المصرى التحدى مثلما قبله أيام محمد علي في حفر الترع، ولكن كان الوضع مختلفًا لأن الشعب المصرى ليس لديه خبرة في هذا المجال الحديث عليه.

وقرر جمال التنفيذ بعقول مصرية وبنى مئات المصانع الضخمة زى الحديد والصلب والألمونيوم وصناعة السيارات والصناعات الحربية وصناعة السكر والصناعات المكملة وصناعة الأجهزة المنزلية والصناعات الكهربائية، وأتم البناء على خير وبدأت الصناعة وزحف الملايين من أبناء الريف للعمل في الوظائف الجديدة واستوعب المصريون العمل وطوروه لحل بعض المشاكل والعيوب التي صدرت إلينا في ساعتها عرف العالم إن المصري دا إنسان عبقري ويستطيع عمل المستحيل وتطويعه للعمل من خلاله وبدأت المصانع في الإنتاج وبدأت دول نامية كثيرة على خطى مصر لكنها لم تنجح لأن معندهاش شعب زى الشعب المصرى قادر على قهر المستحيل.

وقرر جمال إمداد القرى بالمياه النقية في أكبر عملية على مستوى العالم لأن مصر بها 4000 قرية مصرية وتم إنشاء عملية لتغذية القرى بالمياه النقية وقرر عمل وحدة صحية بكل قرية لتوصيل الخدمات الصحية إلى جميع القرى، وأصبحت الوحدة بها طاقم من الأطباء وطواقم التمريض والطواقم الفنية كلهم من أبناء مصر وإنشاء المدارس الإعدادية والثانوي.