فاسيليو.. لا يتجمل ولكنه يكذب

ها هو أهلي بيتسو موسيماني، بعد الحفاظ على الأرقام القياسية في دوري الموسم المنقضي، والفوز ببطولة دوري أبطال افريقيا، واقتناص كأس مصر، يبدأ نزيف النقاط في بطولة الدوري المصري هذا الموسم بعد 3 انصارات متتالية، على يد وادي دجلة بتعادل سلبي.

الأهلي استضاف دجلة في مباراة كان مفضوح أمرها بأنها لن تكون سهلة، ولن يُمسي ابناء النادي الاستثماري الذي يلعب تحت القيادة القبرصية للمدرب بابا فاسيليو لقمة سائغة في فم بطل الثلاثية، والفائز على 3 خصوم متتاليين من قبله خلال الموسم ذاته.

بدأ الأهلي مباراته بتشكيل متوقع، حسم الكثير منه الغيابات التي تضرب الفريق بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أسفر عن عزل 11 لاعب أهلاوي وطريقة لعب معهودة للأحمر، قابلها فاسيليو بطريقة غير معتاد عليها من دجلة، الفريق الذي يعتمد على بناء اللعب بدايًة من محمد عبد المنصف حارس المرمى، جاء اليوم ليعتمد على طريقة "ركن الأتوبيس".

تلك الطريقة التي تعتمد على الدفاع البحت بالـ10 لاعبين، وتحديد اللعب في الـ20 متر الأخير من الملعب، وصنع تكتلات بشرية في تلك المساحة الصغيرة، لصعوبة استقبال الأهداف، ومحاولة صناعة هجوم مرتد.. حاول الأهلي بشتى الطرق فك طلاسم الدفاع الدجلاوي وحل شفرات بابا فاسيليو ولكن تألق عبد المنصف تارة واستماتة اللاعبين تارة أخرى حال دون ادراك هدف واحد.

و"استماتة اللاعبين" هنا لا يقصد بها القتال على الكرة، ولكنها استماتة بتصنع الموت، فقد تعمد لاعبي وادي دجلة إهدار الوقت بطريقة غير مشروعة أغلب فترات المباراة، خاصًة في الشوط الثاني، للدرجة التي دفعت لاعبي الأهلي لاخراج الكرة مرات، وتجاهل الأمر مرات أخرى لإجبار اللاعب صاحب التمثيلية على الاعتماد على ذاته والنهوض دون توقف المباراة لاستدعاء الجهاز الطبي الذي بدوره لا يفعل شيء للاعب غير المصاب أصلًا، -وبالفعل كان يستكمل اللاعب اللقاء بشكل طبيعي-، ليس هذا فحسب، بل وزادت اعتراضات إداريو الأهلي وسيد عبد الحفيظ، على السقوط المتكرر، ومعه صيحات عدد من الجماهير القليلة الحاضرة، إلى أنت انتهت المواجهة بتعادل سلبي ونقطة ثمينة لوادي دجلة.

عزيزي القارئ هنا لا تكمن الأزمة، المشكلة تتمحور حول إنكار فاسيليو طريقة لعب فريقه، والذي رأها كل مبصر، وسمعها كل ضرير من أصوات المعلقين عبر وسائل نقل المباراة، ففي المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، سألنا القبرصي عن رده على ما غضب لاعبي وإداريي منافسه اليوم بسبب سقوط لاعبيه المتكرر، ليفاجئ الرجل الجميع بأن لاعبيه لم يتساقطوا اثناء المواجهة! ماذا!؟ عن أي مواجهة تتحدث ولماذا اعترض منافسيك إذًا.

في بداية الأمر ظننت فاسيليو يتجمل وينكر الأسلوب الذي حصل به على نقطة التعادل، لعدم رضاه عنه، ولكنني فوجئت به يستطرد في اجابته ويوضح أن فريقه كان يحرص على اهدار الوقت ولكن بطريقة شرعية وهي نقل الكرة ولكن لاعبي فريقه لم يدعوا السقوط.. كرر القبرصي ادعائه لدرجة انه كان ينقصه مُصحف ليقسم عليه.

ما لبث فاسيليو أن يهدأ من اجابة السؤال، حتى قابل سؤال تالي من زميل إعلامي دخل لتوه قاعة المؤتمر، يسأله عن سبب إهدار لاعبيه الوقت خلال المباراة، خاصًة وأن تلك الطريقة ليست المعتادة من فريقه، ليكرر القبرصي ادعائه عدم تساقط لاعبيه بمزيد من الغضب وبعدها يترك المؤتمر الصحفي وغادر منفعلًا.