الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 08:50 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حرب المومياء بين ”الفتوى والآثار”.. كريمة: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.. وحواس: رأيه لا يستند إلى الدين

زاهي حواس وأحمد كريمة
زاهي حواس وأحمد كريمة

حرب ضروس اشتعلت بين الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعالم الآثار زاهي حواس، وزير الدولة الأسبق للآثار، في الساعات الماضية، حول فتوى الأول عن حرمة انتهاك أجساد المومياوات بعرضها في المتاحف، مبينًا أنه أمر نهى عنه الله والرسول الكريم، إلا أن الأخير يرى أن هذه الفتاوى لا تنتطبق على عالم الأثار، وأن هدفها الوحيد الشهرة فقط.

 

أحمد كريمة: زاهي حواس عاوز يعمل مجد شخصي له

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الله عز وجل قال في القرآن الكريم في سورة عبس "أماته فأقبره" وفي سورة المرسلات قال: "ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا"، والتي تعني أن الأرض عيش عليها الأحياء وفي داخلها يُقبر الناس، كما أن العلماء قالوا أن القبر هو مسكن الإنسان بعد موته، كما كان له مسكن في الحياة الدنيا، بمعنى ألا يُخرج منه جثمانه وذلك لأنه حُرمة.

 

إخراج جثامين الموتى لغير الضرورة هو هتك لحُرمتها

وأضاف "كريمة" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام نهى عن نبش المقابر، والفقهاء قالوا أن إخراج الجثامين من المقابر لغير ضرورة هو هتك لحرمة الميت، قائلاً:"ضرورة واحدة لخروج جثمان الميت من القبر وهو أن واحد قتل والطبيب الشرعي عاوز يعمل تشريح ثم يُعاد الجثمان مرة ثانية".

عرض جثامين الموتى في "فاترينات" هو إهانة للميت

وتابع أن علماء الآثار يقولون أنهم يقوموا بالأبحاث العلمية على جثامين الفراعنة، وحينها يمكن لهم إجراء الأبحاث العلمية الخاصة بهم لمعرفة أسرار التحنيط على سبيل المثال، ولكن بعد إجراء البحوث الخاصة بهم لا بد من إعادة الجثامين إلى المقابر مرة أخرى، مؤكدًا أن عرض جثامين الموتى في "فاترينات" هو إهانة للميت، والإسلام لا ينظر إلى ديانة الميت أو لغته ولا إلى جنسيته.

 

اقرأ أيضًا: زاهي حواس يرد على تصريحات تحريم استخراج مومياوات الفراعنة

الأموال المٌحَصلة من المشاهدة جثامين الموتى "كسب خبيث"

وبين أن زاهي حواس يريد أن يصنع مجدًا شخصيًا له، مؤكدًا على الإسلام يحرم الإتجار بالبشر ومن ضمنهم أجساد الأشخاص، ولذلك فإن الأموال التي يتم تحصيلها من مشاهدة المومياوات في "الفاترينات" هو كسب خبيث تم النهي عنه في القرآن الكريم، في قول الله تعالى: "لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل".

"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.. عيب علينا أن إحنا يكون من مصادر الدخل إهانة جثامين الموتى من الفراعنة بعرضها في فاترينات.. وعرض جثامين الموتى مخالف للشريعة الإسلامية"، هكذا وصف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عرض المومياوات في "فاترينات".

وأكد أن مصر دولة دينها الإسلام وهو المادة الثانية في الدستور، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي في التشريع، وأن الشريعة الإسلامية تنص على عدم إخراج جثامين الموتى من القبور، لذلك لا بد أن نحترم الشريعة الإسلامية ولابد أن نحترم الدستور، مؤكدًا أن هناك مواد أخرى في الدستور تنص على أن جسد الإنسان له حُرمة لا تمس، لذلك فإن إقامة معارض في الدول مثل "فرنسا وإيطاليا" لعرض جثامين الموتى، كما أن الفطرة تدعو إلى أن تكون الراحة الأبدية للإنسان في قبره وليس عرضه على الناس، وهو ما يعد إهانة له.

 

زاهي حواس: رأي الشيخ أحمد كريمة غير صحيح ولا يستند إلى الدين

ومن جانبه، رد عالم الآثار زاهي حواس، وزير الدولة الأسبق لشئون الآثار، مؤكدًا أن فتاوى حُرمة خروج المومياوات من المقابر، ليس لها أساس من الصحة إطلاقًا، مبينًا أن هذه الفتاوى تنطبق على لصوص الآثار الذين يعبثوا بالمومياوات ويدمروها، ولكن عالم الآثار يُخرج المومياء ويرممها ويعيد ترميم التابوت الموجود عليها، ويجعل اسم هذا المتوفى عظيم أفضل من تركها بداخل بير وتتعرض للتلف.

وأضاف "حواس" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن عرض المومياوات قبل ذلك كان فيه قدر كبير من الإثارة، مؤكدًا أنه كان من بين المعارضين لعرض المومياوات بهذا الشكل، ولكن الطريقة الحديثة التي سيتم بها عرض المومياوات في متحف الحضارة فيها أسلوب حضاري للحفاظ على المومياوات.

وكشف عالم الأثار أنه لأول مرة سيتم عرض المومياوات بشكل يجعل الزائر يراها بطريقة علمية وليس طريقة فيها إثارة، حيث يتم عرض المومياء وبجوارها أعمال الملك وبجوارها معلومة عن التحنيط وأمامها معلومات عن دراسة الأشعة المقطعية والحمض النووي "دي إن أ".

وأكد "حواس" أن رأي الدكتور أحمد كريمة غير صحيح إطلاقًا، ويبدو أنه كون هذا الرأي دون الاستناد إلى رأي ديني، لأنه يتم الحديث عن عظمة الفراعنة وتاريخهم بعرض مومياواتهم.