الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:39 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

أجمد زاهر.. جروب

طارق سعد
طارق سعد

لعبة التمثيل هي لعبة خطرة لا يستطيع احترافها إلا لاعب ماهر يملك مواصفات خاصة لا يقارن بمن يكتظ بهم الملعب ومن يتشوقون للنزول إليه، لاعب يتقن فنون اللعبة بكل تفاصيلها وأسرارها، مع الوقت يرتقي لأن يكون لاعب "جوكر" يصنع الفارق في الملعب ويؤثر مع فريقه، فهو القادر على تغيير الملعب وإحراز الأهداف من أنصاف الفرص، فيصبح نجم اللعبة ويبقى اسمه محفوراً في سجلاتها مدى تاريخها بحروف من ألماس.

"أحمد زاهر" أحد أهم رموز المهارة الفنية في التمثيل الحديث، مهارة لا تنضب وذكاء فني مراوغ ودهاء في الأداء يغلفه "كاريزما" وهبها له الله لتكون "باسوورد" عبوره دون عناء، فهو قادر على إبهارك بأي شيء يقدمه عميق أو بسيط بمنتهى السلاسة دون تعقيد، وفي نفس الوقت وخلف ستار ما تراه هناك مجهود بلغ الحد الأقصى في التحضير والبحث في تفاصيل دقيقة للشخصية التي يقدمها، وهو ما يجعل "زاهر" مميزاً بين أقرانه، فمهما كانت غزارة ظهوره على الشاشة أو عرض مبعثر لأعماله على القنوات المختلفة في نفس التوقيت، لن تجد "زاهر" هنا هو نفسه هناك، فمهارة ترك البصمة والخيوط الرفيعة بين الشخصيات المتعددة لا يملكها إلا داهية فنية من الطراز الأول، قادر على التلون السريع والمرن دون ترك أية مساحة للمشاهد للمقارنة بين شخصياته، فكل ظهور جديد هو بالفعل جديد و"زاهر".

"طارق نصار" في مسلسل "لؤلؤ" ختم وبصمة وراثية لكل هذه المهارات، فظهور "زاهر" هذه المرة شديد الاختلاف، وهي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يطل فيها بعيداً عن الأداء الحاد والشراسة وأيضاً الشر، وهي مكونات "زاهر" التي جعلته يتربع على عرش النجومية ويثبت عليها لسنوات طويلة، ولكن "طارق نصار" لم يكن مجرد شخصية عابرة في عمل يكمل أرشيف "زاهر"، ولكنها نقطة فاصلة يجب أن يتوقف الجميع عندها، وأولهم صناع الأعمال الفنية وعلى رأسهم "زاهر" نفسه.

كشف "طارق نصار" أن جعبة "زاهر" مكتظة بما لا ينتبه إليه الآخرون، وقدرته على تقديم شخصية تحمل كل المتناقضات تضطره للتنقل بينها ربما جميعها في مشهد واحد بكل مرونة غير طبيعية، مقنعاً بكل طبيعية أكدت أن "زاهر" أصبح كأسرار الفراعنة، سيبهرك كل يوم بجديد في نفس الوقت الذي قد تكون استسلمت لكل ما عرفته عنه.

"زاهر" الذي يقف على أعتاب البطولة المطلقة درامياً بعدما تخطاها سينمائياً، صنع مساحة شديدة الخصوصية تم حفرها بحروف اسمه سيتركها خلفه خالية خاوية، لن يستطيع أن يملأها أحد بعده بسهولة، وقد تظل مرفوعة عليها لافتة "شاغرة" لسنوات طويلة، فما فعله "زاهر" طوال مشواره وتحديداً مع "طارق نصار" رفع مستوى اللعبة لتكسر حاجز الصعوبة الذي يمثلها دائماً "ليفيل الوحش" كمواجهة أخيرة للتخطي، ليبقى "أحمد زاهر" نفسه هو هذا الوحش الذي سيصعب تخطيه ويصنع منه "أجمد زاهر".

الحقيقة أن "أجمد زاهر" لم يتوقف عند حدوده الفنية كممثل، ولكن كمنتج أيضاً، ولكن إنتاج من نوع آخر خاص وفاخر، بدأ منذ فيلم "عمر وسلمى" بتقديمه ابنتيه "ملك وليلى" واللتان تحملان جينات المهارة من والدهما ببصمة وراثية لا تتكرر في الملامح والأداء، فظهور "ملك" بمشاهد قليلة في أحداث مسلسل "لؤلؤ" بعودة هي مفاجأة العمل الأول، كشف عن تجهيز نجمة صاعدة بقوة مضاعفة ينتظرها مستقبل كبير بأداء هو الأصعب، ففكرة أن الابنة الكبرى تقف أمام أبيها النجم بكل "وحشنته" تؤدي شخصية ابنة من الحرام غير معترف بها ثم موتها، هو وضع منتهى القسوة في المقابلة الدرامية الأولى على الطرفين، فدموع "زاهر" كانت حقيقية وحارقة، حتى تنهيداته ونفسه الذي يعلو وينخفض تكاد تسمع ضربات قلبه التي تشعر بها في أدائه معها، أما "ملك" بهذا الصمود والثبات والقوة وبتعبيرات صامتة اعتمدت على الوجه والنظرات في مشاهد عديدة وردود أفعالها، وتخطي كل مشاعرها الحقيقية في هذا السن الصغير أمام والدها الحقيقي بكل الارتباط العشقي المعروف بينهما، أكدت أنها فعلاً "جبروت" ولكنه درامياً ولن تندهش وستفيق سريعاً من هذا الانبهار بمجرد تذكرك أنها ابنة "الجبروت الأجمد" .. "زاهر".

أما "ليلى أحمد زاهر" فمنذ طلتها الأولى في فيلم "عمر وسلمى"، مروراً بكل ما قدمته في طفولتها، خطفت القلوب وتملكتها وتعلق بها الجمهور بشقاوتها وخفة دمها بشكل كبير أشبه بتعلق الجمهور بالمعجزة "فيروز"، لتلقب وقتها بـ "فيروز القرن"، وبعد ابتعاد المراهقة الذي أصر عليه "زاهر" لابنتيه للحفاظ على توازنهما النفسي، عادت "ليلى" فتاة شابة تلمع بقوة في مسلسل "الفتوة"، ثم تعود لشقاوتها المعهودة في مسلسل "في بيتنا روبوت"، ليبقى هذا العام هو الأقوى في مسيرة "زاهر" وهو نجاح "3D"، ويبقى هذا الـ "جروب" الفني العائلي هو المسيطر على قلوب الجماهير.

"جروب زاهر" يملك طاقة كبيرة تجمع الكل حوله، مصدرها الرئيسي هو "زاهر" نفسه، ولأنها قاعدة، ستجد وراء كل رجل عظيم امرأة، والعظمة هنا لم تتوقف عند الرجل ولكنها امتدت لإنتاجه الوراثي أيضاً، لتبقى العظمة في الـ "جروب" كامل يقوده "زاهر" ويؤمن ظهره الجندي "المعلوم" زوجته السيدة الفاضلة "هدى زاهر"، والتي شاركت مؤمنة بدورها مخلصة بكل كيانها في بناء هذا الكيان الحصين طوبة طوبة، وتصنع مع "زاهر – رجل المستحيل" مسيرة بمشوار يقف الجميع أمامه احتراماً وتقديراً فخراً واعتزازاً، وتظل السيدة "هدى" مثلاً ومثالاً للسيدة المصرية "الأصلية"، ومن الإنصاف وضعها بارزة في لوحة الشرف، وهو ما وضح من ارتباط الجمهور بالطلة العائلية مع "صاحبة السعادة" في لقاء حصري حميمي مع هذا الـ "جروب" المتفرد بناشئتيه تحت السن "منى ونور".

إنها حقاً عائلة محترمة ......

إنه حقاً "أجمد زاهر .. جروب".