”يحلق فوق سوريا”.. قصة الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة
كشفت تقارير إعلامية خلال الأيام الماضية عن احتمالية سقوط صاروخي صيني ضخم على سطح الأرض بعد خروجه عن نطاق السيطرة خلال دورانه حول الأرض قبل أيام، ومنذ ذلك الوقت وظهرت الآراء وردود الأفعال حول المكان المتوقع لسقوطه، ومدى إحتمالية أن ينجم عن ذلك من أضرار، وهو الأمر الذى يثير مزيدا من التساؤلات حول قصة ذلك "الصاروخ الصيني".
وبحسب موقع سبيس نيوز: "فإنه من المتوقع سقوط الجسم الصاروخي الضخم وهو المنصة الأساسية لصاروخ لونج مارش 5 بي "Long March 5B"، الذي أطلقته الصين الخميس الماضي، والبالغ ارتفاعه 30 مترًا، فى أي منطقة فى العالم من بينها المناطق المأهولة بالبشر خلال الفترة المقبلة".
وفى سياق متصل، أكد رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري، أن جسم الصاروخ الصيني يعبر فوق سوريا عند الساعة 2:48 فجراً وأنه قد يكون مشاهداً بالعين المجردة وسيأتي من الجهة الجنوبية الغريية باتجاه الشمالية الشرقية وأن الجمعية متابعة له بشكل كامل وستضع المتابعين بصورة كل جديد.
ويشار إلى أن الجسم الصاروخي "Long March 5B" يزن 21 طنا، وطوله 100 قدما، بينما يبلغ عرضه 16 قدما، حسبما ذكرت صحيفة "theguardian".
ومن الوارد أن يعود جسم الصاروخ الفضائي من خارج الغلاف الجوي إلى الأرض فى وقت ما خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما أفاد به الصحفي أندرو جونز، المسؤول عن تغطية برنامج الفضاء الصيني، لموقع "سبيس نيوز".
ويأتى إطلاق الصاروخ الفضائي الصيني الضخم فى إطار يهدف إلى تأمين وجود دائم للرواد الصينيين فى الفضاء، لذا أطلقت الخميس الجزء الأساسي لمحطتها الفضائية على متن صاروخ "لونج مارش 5 بي"، وستستمر عملية تجميع محطة الفضاء الصينية أكثر من عام وتجري نحو عشر مهمات متتالية بينها أربع رحلات مأهولة، ولا تهدف بكين إلى جعل المحطة الصينية مكانا لتعاون دولي مثل محطة الفضاء الدولية، لكنها أعلنت أنها منفتحة على التعاون مع الخارج.
ويسير صاروخ "Long March 5B" بسرعة 27600 كم / ساعة في مدار فاشل، مع وجود موقع تحطم نهائي غير معروف، بعد إطلاق محور المحطة الفضائية، وهو وجزء من صاروخ ضخم أطلق أول وحدة صينية لمحطة تيانخه الفضائية يتراجع إلى الأرض ويمكن أن يؤدي إلى عودة غير متحكم فيها عند نقطة هبوط غير معروفة.
وكان قد أطلق قلب صاروخ لونج مارش 5 بي "التناغم السماوي" الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترًا إلى مدار أرضي منخفض فى 29 أبريل من وينتشانج في مقاطعة هاينان الصينية.
ثم دخلت Long March 5B نفسها في مدار مؤقت، مما مهد الطريق لواحد من أكبر عمليات إعادة الدخول غير المنضبط على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: الصين تطور لقاح يمكن استنشاقه لمواجهة كورونا
خبراء: من الممكن سقوط الصاروخ الصيني على مناطق مأهولة
ويخشى بعض الخبراء من أنه يمكن أن يسقط الصاروخ على منطقة مأهولة، حيث قال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد: "من المحتمل ألا يكون الأمر جيدًا".
وأضاف: "في المرة الأخيرة التي أطلقوا فيها صاروخ لونج مارش 5 بي، انتهى بهم الأمر بقضبان كبيرة طويلة من المعدن تتطاير في السماء وألحقت أضرارًا بالعديد من المباني في ساحل العاج، واحترق معظمها، لكن كانت هناك قطع معدنية هائلة اصطدمت بالأرض، وكنا محظوظون للغاية ولم يصب أحد".
وكان ارتفاع الصاروخ الصيني قد انخفض إلى ما يقرب من 80 كيلومترًا، وقالت "SpaceNews" إن مراقبات الهواة كشفت أن حالته كانت تتدهور وليس تحت السيطرة.
بالإضافة إلى سرعته، والتى تجعل من المستحيل التنبؤ بمكان هبوطه عندما يسحبه الغلاف الجوي للأرض في النهاية، على الرغم من أن ماكدويل قال، إن النتيجة الأكثر ترجيحًا هي أنه سيسقط في البحر، حيث تغطي المياه حوالي 71 ٪ من الكوكب.
لكن ماكدويل يشير إلى أن بعض قطع الصاروخ عند إعادة الدخول ستكون "ما يعادل تحطم طائرة صغيرة مبعثرة على مسافة تزيد عن 100 ميل".
وأوضح ماكدويل، "أن الأمر السيئ هو أنه حقًا إهمال من جانب الصين، الأشياء التي يزيد وزنها عن عشرة أطنان، لا نتركها تسقط من السماء دون رقابة عن عمد".
واستنادًا إلى مداره الحالي، يمر الصاروخ فوق الأرض شمالًا مثل نيويورك ومدريد وبكين وإلى الجنوب حتى جنوب تشيلي وويلينجتون، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة دخوله فى أي نقطة داخل هذه المنطقة.
وذكر ماكدويل، أنه بمجرد أن يتضح يوم عودته إلى الأرض، يمكن للخبراء توقع وقت هبوطه فى غضون ست ساعات.
يذكر أن إطلاق الصاروخ كان جزءًا من 11 مهمة مخططة كجزء من بناء محطة الفضاء الصينية ، والتي من المتوقع أن تكتمل في أواخر عام 2022، ومن المتوقع أن تزن المحطة الفضائية على شكل حرف T حوالي 60 طناً، وهي أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية، التي أطلقت أول وحدة لها في عام 1998 وتزن حوالي 408 أطنان.
