الطريق
الخميس 9 مايو 2024 06:40 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في عيد ميلاده.. خبراء: السيسي قائد عصر القوة

السيسي
السيسي

في أغسطس من عام 2018، تولى الفريق أول عبدالفتاح السيسي، حينها، مسؤولية وزارة الدفاع خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي، لتدخل القوات المسلحة المصرية منذ ذلك التاريخ عصرًا جديدًا، عصر تحولت خلاله مصر إلى قوة عسكرية كبرى، تسير في إتجاهات متعددة متوازية، محققةً المعادلة الصعبة من تحديث التسليح وتقويته للوصول إلى مكانة وضعت الجيش المصرية بين أقوى جيوش العالم، إلى الحرب على الإرهاب في نفس الوقت ورد محاولات العدوان على حقوق مصر وحدودها، انتهاءً بتعزيز الوجود المصري في دول القارة السمراء.

الخطوة الأولى في السير نحو تحقيق قوة مصر العسكرية بدأت بعد ثورة 30 يونيو 2013، والإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، لتبدأ مصر في مواجهة عدد من التحديات، كان أولها محاولات الضغط عليها من حلفاء الجماعة الإرهابية في الخارج، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ففي أكتوبر من عام 2013، قررت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام سياسة "لي الذراع" لحماية حلفائها، حيث قررت تجميد جزء من مساعداتها العسكرية المقدمة لمصر والتي تصل قيمتها إلى 1.3 مليار دولار.

التقارب المصري الروسي

 

رد مصر على قرارات الولايات المتحدة الأمريكية وتدخلاتها في الشأن المصري ودعم جماعة الإخوان الإرهابية، جاء بشكل عملي، حين قرر التوجه نحو الشرق، واختيار الدب الروسي كأول محطة خارجية له، كرسالة واضحة وصريحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مفادها أن عصر "لي الذراع" والاستجابة للضغوط وقبول التدخلات ولّى بلا عودة، حيث مثلت الزيارة حينها انطلاقة جديدة في العلاقات المصرية الروسية وفتحت آفاقً جديدة للتعاون بينهما، ووضعت صيغةً للتعاون العسكري والتقني العسكري بين البلدين.

التقارب المصري الروسي لم يكن مجرد تهديد للولايات المتحدة الأمريكية أو رسالة ضغط، إلا أنه أصبح واقعًا مفروضًا لم تجد أمريكا نفسها إلا مجبرةً على قبوله، فعلى مدار السنوات الأخيرة، تعددت الزيارات المتبادلة لكل من الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين حتى وصل عدد اللقاءات بينهما إلى 12 لقاءً، وتوطدت العلاقة وتحولت إلى شراكةٍ قويةٍ، وفرضت نفسها على ساحة الأحداث، إلا أن مصر لم تكتف بروسيا كمصدر وحيد أو حليف لها في الطريق نحو بناء جيش قوي، حيث إتجهت إلى سياسة التنويع.

تنويع مصادر التسليح، منهجٌ إتبعته مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى وصلت إلى تحقيق طفرة تاريخية في تسليح الجيش المصري، فمصر في عهد السيسي إتجهت إلى فتح منابع عديدة للتسليح ومصادر متعددة، حيث إتجهت إلى عدة دول لإجراء صفقات تسليح مثل روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في طفرة لم تشهدها مصر في تاريخها الحديث، حولت الجيش المصري إلى واحد من أقوى جيوش العالم.

اقرأ أيضًا: السيسي يواجه وحش نقص الغذاء.. والحكومة تنفذ خلال عامين

الجيش المصري من أقوى جيوش العالم

 

الطفرة الهائلة التي شهدتها القوات المسلحة المصرية وضعت الجيش المصري في مكانة مميزة، فحسب تصنيف موقع "جلوبال فاير بور" الأمريكي، الصادر في شهر يونيو الماضي، احتل الجيش المصري المرتبة الأولى بين أقوى 15 جيشا في الشرق الأوسط، والمرتبة رقم 9 بين أقوى 138 جيشا حول العالم، حيث جاء ترتيب الجيش المصري قبل كل من تركيا، التي تحتل المركز الثاني في الشرق الأوسط، والـ 11 عالميا، وإيران، التي تحتل المركز الثالث والـ 14 عالميا، والسعودية التي تحتل المركز الرابع والـ 17 عالميا، بينما جاء ترتيب الجيش الإسرائيلي في المرتبة الخامسة بين جيوش الشرق الأوسط، والمرتبة رقم 18 عالميا.

الحرب على الإرهاب

 

بالتوازي مع تسليح الجيش، دخلت مصر في مواجهة وحرب معلنة مع الإرهاب منذ عام 2011، واشتدت رحاها في عام 2013، فوفقًا للهيئة العامة للاستعلامات، بدأت المواجهات الأمنية الحاسمة مع الإرهاب فى سيناء بعملية "نسر 1" عام 2011، ثم توالت العمليات العسكرية على أرض سيناء، فجاءت عملية "نسر 2" عام 2012، وبعد ثورة 30 يونيو تصاعدت حدة العمليات الإرهابية، لتشن قوات الجيش والشرطة حملات عسكرية موسعة، لتعقب العناصر الإرهابية في شمال سيناء، واستمرت العمليات ضد الإرهاب، حتى جاءت عملية "حق الشهيد"، عام 2015، لتشهد تحولا نوعيا فى استراتيجية مكافحة الإرهاب، حيث تحولت مواجهة الإرهاب من حالة الدفاع إلى مرحلة أخذ زمام الأمور، وهي الحالة التي تستمر حتى الآن وتحقق العديد من النجاحات.

مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة

 

مع التسليح والحرب على الإرهاب، سارت القوات المسلحة المصرية في خطٍ ثالثٍ موازٍ لنظيريه، تمثل في التدريبات المشتركة والمناورات العسكرية، في منطقة البحر المتوسط على وجه الخصوص، حيث أجرت القوات المسلحة تدريبات ومناورات مشتركة عديدة مع العديد من لدول مثل اليونان وقبرص وفرنسا والإمارات والسعودية وأميركا والبحرين والسودان والأردن وإيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة مع روسيا وعدد من الدول.

اقرأ أيضًا: مصر السيسي ينهي حقبة الأربعين عاما طوارئ بقرار تاريخي

السيسي يرسم الخط الأحمر

 

القوة المصرية في عهد السيسي ظهرت كذلك في عدة ملفات، جاء على رأسها ملف إيقاف الأطماع التركية في منطقة شرق المتوسط وليبيا، حيث أغلقت مصر الباب أمام مطامع تركيا، بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة أن القوات المصرية متأهبة دوما للدفاع عن الحدود الغربية، كما حدد السيسي خط "الجفرة-سرت" كخطٍ أحمر لا يمكن عبوره، لترسم مصر الخط بقوتها ولا يستطيع أحد عبوره، كما تصدت مصر بكل قوة وحزم لمطامع أردوغان في غاز شرق المتوسط والتنقيب عن الغاز بعقد تحالف مع اليونان وقبرص.

قوات مصرية في السودان لأول مرة

 

ومن الحدود الغربية إلى الحدود الجنوبية، استعرضت مصر قوتها العسكرية بتدريب "نسور النيل" في نوفمبر الماضي مع السودان، ووصلت إلى قاعدة "مروى" الجوية بجمهورية السودان الشقيقة وحدات من القوات الجوية وعناصر من قوات الصاعقة المصرية للمشاركة فى تنفيذ التدريب الجوي المصري السوداني المشترك "نسور النيل – 1"، والذى حدث لأول مرة بين البلدين، في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة.