الطريق
الخميس 9 مايو 2024 08:50 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السيسي يواجه وحش نقص الغذاء.. والحكومة تنفذ خلال عامين

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

يتزامن الـ 19 من نوفمبر، مع يوم ميلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يشهد عهده، الكثير من الحلول والإنجازات، ومن بينها نقص الغذاء، وتآكل الرقعة الزراعية في مصر، ويرصد "الطريق" مواجهة السيسي لهذه المشكلة.

تآكل الرقعة الزراعية في مقابل تعاظم وحش الزيادة السكانية وتقلص نصيب الفرد من المساحة الزراعية، جميعها عوامل تهدد الأمن الغذائي وترفع من التهديدات والتحديات نحو المستقبل، وتشعل المعركة ىفي طريق التنمية، وهي المعركة التي وقف مواجهًا لها الرئيس عبدالفتاح السيسي كعادته، معلنا الحرب من أجل الغذاء من خلال إطلاق مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص العمل واستيعاب الزيادة السكانية، لتسارع الحكومة الزمن في تنفيذ المشروع خلال عامين فقط، والبدء الفوري فيه لاستزراع مليون ونصف المليون فدان جديد بمحور الضبعة، يضاف لسلة مصر الغذائية.

93% من أرض المشروع صالحة لجميع المحاصيل

هذا المشروع الضخم على الساحل الشمالى الغربى بمنطقة محور الضبعة، وينفّذ على مرحلة واحدة وينتهى خلال عامين، ويتميز، بحسب مجلس الوزراء، بمزايا فى غاية الأهمية، وأبرزها أن 93% من أرض المشروع صالحة لزراعة جميع أنواع المحاصيل، سواء الإستراتيجى منها مثل القمح والذرة والخضراوات، أو حتى محاصيل الأعلاف، حيث تم تحليل 20 ألف عينة من التربة الخاصة بأرض المشروع للتأكد من صلاحيتها للزراعة، هذا بخلاف أن المشروع قريب من الدلتا والموانئ وشبكات الطرق المختلفة، كما يتضمن إنشاء مجمعات صناعية كمحطات التعبئة والتغليف وتصنيع المنتجات الزراعية ومحطات للتصدير والإنتاج الحيوانى وتصنيع منتجات الألبان.

وقالت وزارة الزراعة إن مساحة المشروع مليون فدان، وتشمل الأرض الموجودة جنوب محور الضبعة نحو 688 ألف فدان، ومشروع مستقبل مصر فى حدود أكثر من 500 ألف فدان، وأيضا 250 ألف فدان لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمتداخلة مع منطقة الدراسة والثلاثة مشروعات مجمعة معاً تمثل الحد الأدنى مليون فدان، كما أن المشروع تشارك فيه وزارات الزراعة والموارد المائية والرى والهيئة الهندسية والإسكان، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ولا يسمح المشروع بتفتيت الحيازة الزراعية، وتوجد به ميكنة زراعية وتكنولوجيا ومجمعات سكنية وعمرانية وصناعية وكهرباء ومناطق لوجيستيات.

وشددت الوزارة على أن المشروع يوفر 5 ملايين فرصة عمل، لشباب الخريجين المتخصصين فى الزراعة ويتم عمل دورات تدريبية لهم مكثفة حتى يتم إكسابهم خبرات فى كيفية التعامل مع المناطق الصحراوية وطرق الرى الجديدة والتكنولوجيا الحديثة فى زراعة الصحراء، وما لم يتم دراسته فى الجامعة يتم اكتسابه من خلال مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة، إضافة إلى توفير فرص عمل لأنه فى التخطيط ستكون هناك مصانع للإنتاج الزراعى والحيوانى والداجنى.

اقرأ أيضًا: مصر السيسي ينهي حقبة الأربعين عاما طوارئ بقرار تاريخي

القمح والفول والعدس والكينواه والأعلاف محاصيل المشروع

 

وأوضح محمد القرش، معاون وزير الزراعة، أن المشروع قريب من محور روض الفرج الذى سيكون شرياناً لهذا المشروع لأنه قريب من القاهرة والإسكندرية ومدن مطروح، بالإضافة إلى الموانئ التى ستخدمه على هذا الجانب، سواء كانت بحرية أو جافة بمعنى أن هناك عملاً كبيراً يتم على أعلى تكنولوجيا، ويستغرق من عام ونصف إلى عامين وفقاً لتكليف الرئيس السيسى، وأهم المحاصيل التى تُزرع عليه القمح والفول والعدس والكينواه والأعلاف والبرسيم والذرة وفول الصويا التى تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيوانى وصناعة الزيوت. وأشار إلى أن وزارة الزراعة انتهت من كافة الدراسات التفصيلية للتربة والتى أكدت أن المشروع واعد ويستوعب الزيادة السكانية، حيث يصلح لكافة المحاصيل المزروعة فى الدلتا.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى حسنين، أستاذ إدارة الأراضي والمياه، إن ظاهرة التعدى على الأراضى الزراعية أكبر خطر من المصريين أنفسهم على ذواتهم، فهى اعتداء على حقوق الأجيال القادمة، وإهدار لثروة مصر التى تكوّنت عبر ملايين السنين وهى الأرض الزراعية، مؤكدا أن الرئيس السيسى وضع على عاتقه منذ توليه المسئولية التصدى لظاهرة البناء على الأراضى الزراعية وتأتى فى إطار العهد الذى قطعه على نفسه بالحفاظ على الأراضى داخليا وخارجيا، بمفهوم شامل، وكان من بين ذلك مشروع الدلتا الجديد باعتباره من المشاريع الواعدة والتى تحقق الأمن الغذائى للمصريين وتعوض ما استنزفته العشرة أعوام الماضية من بناء جائر على الأراضى الخصبة، ومن بينها أيضاً مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى قارب على الانتهاء.

اقرأ أيضًا: كيف أنقذ الرئيس السيسي مصر من فخ الإخوان؟

فدان لكل 17 مواطنا

وأشار خلال حديثه لـ«الطريق» إلى أن مصر تفقد أكثر من 30 ألف فدان سنويا بالتعدى غير المرخص بالبناء على الأراضى الخصبة، وقد تناقص نصيب الفرد من الرقعة الزراعية بفعل الزيادة السكانية أولاً، والتعدى بالبناء إلى أقل من 0.1% من الفدان، والفدان من الأرض الزراعية يغطى غذاء 17 مواطنا على سبيل الحصر كمتوسط عام، وكحد أدنى الفدان ينتج 3000 كيلو قمح ومتوسط استهلاك الفرد فى مصر يبلغ 160 كيلوجراماً، ما يعنى أنه يغطى حاجة 17 مواطناً بالغاً. وينتج الفدان 2600 كيلوجرام أرز أبيض، ومعدل استهلاك الفرد 50 كيلوجراماً يعنى أنه يغطى غذاء 50 فرداً من الشعب المصرى، ومن الخضراوات 200 مواطن.

وأوضح «حسنين» أن الدلتا الجديدة أحد الحلول التى تمكن الأجيال القادمة من توفير الغذاء، وهى مشروع زراعى صناعى متكامل يشمل البنية الأساسية والخدمات والمرافق، بشكل حضارى يجذب السكان ويوطّنهم بشكل دائم فى الأراضى الجديدة المستصلحة، ويجب الاهتمام بالمطور الزراعى للمشروعات الزراعية كالمطور السكنى لتقليل الأعباء على موازنة الدولة فى تمويل استصلاح الأراضى، والاستفادة من المدخرات فى أنشطة إنتاجية بدلاً من الاستهلاك والعقارات التى تستنزف الاقتصاد.

وفي السياق ذاته، قال الحاج حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع الدلتا الجديدة يمثل ميلاد دولة زراعية جديدة، لافتًا إلى أن هذا المشروع سوف يضيف للرقعة الزراعية المصرية أكثر من مليون فدان تروى بنظم الري الحديث وتعتمد على المياه الجوفية.

وأكد أن اختيار مكان المشروع اختيار رائع ومثالي ويعظم الاستفادة منه، حيث يقع المشروع على امتداد طريق محور الضبعة الذي يقترب من أغلب محافظات الدلتا المصرية المكتظة بالفلاحين والمستثمرين الزراعيين المحليين، ويمتاز المكان بتربة زراعية مثالية، فضلا عن قربه من المواني والطرق الرئيسية ومعظم المحافظات المصرية.

طموح السيسي

وأوضح أن المنطقة تحتوي علي كميات كبيرة من المياه الجوفية المتجددة والصالحة لزراعة معظم المحاصيل الاستراتيجية مشيرًا إلى أنه سيخلق مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة وحديثة، ويساهم في إنشاء مناطق صناعية تقوم علي الإنتاج الزراعي، مما يدعم الأمن الغذائي لكل المصريين، ويوفر ملايين فرص العمل.

وأشار إلى أن المشروع إحدى حلقات سلسلة طموح الرئيس عبدالفتاح السيسي في التوسع الزراعي وزراعة واستصلاح 4 ملايين فدان لمواكبة الزيادة السكانية المستمرة وتلبية احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية، فضلًا على أن هذا المشروع يدعم ميزانية الدولة بالعملة الصعبة جراء تصدير الفائض من المنتجات الزراعيه، ويساهم هذا المشروع في استقرار أسعار المنتجات الزراعية، ويفتح آفاقًا جديدة للشباب المصري من الزراعيين والمهتمين بالشأن الزراع