الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:20 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل النوم أكثر من 6 ساعة ونصف يوميا يسبب تدهورا معرفيا؟

النوم
النوم

أظهرت دراسة أن النوم لأقل من 4 ساعة ونصف، أو أكثر من 6 ساعة ونصف، يمكن أن يؤدي إلى حالة من التدهور المعرفي، حيث أن الحصول على قسط جيد من النوم ليلا له فوائد مهمة للغاية للصحة العامة، أهمها، يسمح لعقلك بالاسترخاء وإعادة الشحن، ويحسن تركيزك ويقلل من فرصتك في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وعندما تنام بشكل سيئ، تصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2، واضطرابات الصحة العقلية، وتتأثر جودة حياتك بشكل عام، وكل هذه هي الآثار الصحية لقلة النوم.

لكن ماذا عن كثرة النوم؟ هل لها آثار صحية ضارة أيضًا؟، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في الولايات المتحدة، فإن النوم لأكثر من 6.5 ساعة في الليلة يمكن أن يؤدي إلى تدهور معرفي.

 

حول الدراسة

أجرى الدراسة باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن، أرادوا معرفة مقدار النوم الذي يؤدي إلى التدهور المعرفي، ونُشرت الدراسة في مجلة Brain Journal التي تنشرها مطبعة جامعة أكسفورد.

اشتملت الدراسة على 100 مشارك، كانوا جميعًا من كبار السن في منتصف السبعينيات إلى أواخرها، ودرسوا المشاركين على مدى أربع إلى خمس سنوات.

خلال الوقت الذي أجريت فيه الدراسة، أظهر 88 مشاركًا علامات الخرف، حيث تضعف قدرة الشخص على التفكير والتذكر واتخاذ القرارات، حيث من المفهوم أنه يؤثر على حياة الشخص اليومية.

كما أظهر المشاركون الـ 12 المتبقون علامات ضعف إدراكي حيث كان أحدهم يعاني من الخرف الخفيف، وكان الباقون في مرحلة ما قبل الخرف من ضعف إدراكي معتدل.

اقرأ أيضًا: علامة تظهر على الأصابع قد تشير إلى إصابتك بسرطان الرئة

كيف أجريت الدراسة ونتائجها؟

هكذا أجريت الدراسة: أجرى المشاركون مجموعة من الاختبارات المعرفية والنفسية العصبية الشائعة، وتم إجراء ذلك للبحث عن علامات الخرف والتدهور المعرفي.

تم بعد ذلك دمج نتائج الاختبارات المختلفة في اختبار يسمى درجة ما قبل السريرية لمرض الزهايمر المعرفي "PACC".

وأولئك الذين سجلوا درجات أعلى، مما يعني أن درجة PACC كانت أفضل، أظهروا أداءً معرفيًا أفضل، وهذه هي الطريقة التي تم بها قياس الأداء المعرفي.

لدراسة النوم، ارتدى المشاركون جهاز تخطيط دماغ أحادي القطب "EEG" على جبينهم، وسمح الجهاز للباحثين بتتبع نشاط الدماغ، مما يعني أنهم كانوا قادرين على تتبع ما إذا كان شخص ما نائمًا أم لا وكذلك جودته، أي مدى الراحة التي كان عليها.

تم قياس هذا لمدة أربع إلى ست ليال، وطوال فترة الدراسة، تم إجراء ذلك مرة واحدة، بعد ثلاث سنوات من إجراء المشاركين الاختبارات المعرفية لأول مرة.

تم أخذ عوامل أخرى، مثل العمر وعلم الوراثة وما إلى ذلك، في الاعتبار أيضًا عند قياس الأداء المعرفي للمشاركين.

النتائج

خلصت الدراسة إلى أن النوم لأقل من 4.5 ساعات في الليلة، أو أكثر من 6.5 ساعة في الليلة مع نوعية النوم الرديئة يؤدي إلى تدهور معرفي.

وكانت النتيجة الأخرى المثيرة للاهتمام هي أن تأثير مدة النوم على الأداء المعرفي كان مشابهًا لتأثير العمر، والعمر عامل خطر رئيسي في حالة الخرف، ومن ثم، تُظهر هذه الدراسة بوضوح أن كلاً من النوم، وكذلك الإفراط في النوم، سيئان فيما يتعلق بالأداء المعرفي.

أهمية النوم وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية "NSF"، يجب أن يحصل كل شخص بالغ على ما لا يقل عن سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا، وهذه المدة أكثر أو أقل حسب العمر.

وتشمل أهمية النوم: كمية النوم النوعية والمناسبة أمر بالغ الأهمية للوظائف المعرفية والسلوكية السليمة، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى تقلبات مزاجية متكررة وضعف التركيز وردود الفعل المتأخرة وانخفاض الإدراك، وفقًا للمؤسسة.

كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 والسمنة وارتفاع ضغط الدم وضعف الصحة العقلية.

كيف تنام بشكل أفضل؟

كما رأيت بالفعل، فإن القدر المناسب من النوم النوعي مهم للغاية للصحة الجيدة، وللحصول على ذلك، يجب أن تتأكد من ممارسة العادات الصحية فى النوم، مثل: حدد موعدًا محددًا للنوم، مما يعني الخلود للنوم والاستيقاظ في الوقت المحدد، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، كما توصي مؤسسة النوم.

حافظ على درجة حرارة مريحة لك حيث يمكن أن تؤدي الغرفة شديدة البرودة أو شديدة الحرارة إلى اضطراب النوم.

الضوء بنفس القدر من الأهمية، وبالتالي، تأكد من أن غرفتك مظلمة بدرجة كافية للمساعدة على النوم.

تجنب التواجد أمام الشاشة، سواء كان ذلك الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول أو التلفزيون، لبضع ساعات قبل الذهاب إلى السرير.

تجنب المنشطات مثل الكافيين أو الكحول قبل موعد نومك مباشرة، والشيء نفسه ينطبق على التبغ.

وبالمثل، تجنب الوجبات الكبيرة التي تقترب من وقت نومك. تعتبر المرتبة وملاءة السرير والوسادة مهمة جدًا، لذا تأكد من أنها مريحة بدرجة كافية لتحصل على نوم جيد ليلا.

كما أن ممارسة الرياضة يوميًا والتعرض لأشعة الشمس الوافرة مفيدان أيضًا للنوم الجيد.

ومن ثم، كما ترى، فإن النوم له علاقة بأدائك المعرفي، وبالتالي، تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم الجيد كل ليلة، ومع ذلك، تذكر أن كلاً من قلة النوم والإفراط في النوم له تأثير ضار، وبالتالي حاول تجنب ذلك.