الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 10:16 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: ماذا لو كان ابنك يا كابتن خطيب؟!

رئيس التحرير
رئيس التحرير

ما حدث في ملعب كرة اليد للناشئين بالنادي الأهلي.. كارثة بكل المقاييس!

أن يعتدي مُدرِّب اسمه أحمد سمير الجزار على طفل لا حول له ولا قوة بهذه البشاعة، شيء يدعو -بالإضافة إلى مصمصة الشفاه والتصعّب!- إلى التحرك السريع من جميع الأطراف المعنية، لوضع حد لهذه المهزلة!

وأنا أشاهد مقطع الفيديو شعرت للوهلة الأولى أننا في إصلاحية لعقاب الأطفال وإذلالهم وإهانتهم، وأن النتيجة الأكيدة لذلك أن يخرجوا ناقمين على المجتمع، ومنهم الإرهابي واللص وفاقد الانتماء لبلده، هذه هي المقادير المضبوطة تمامًا لتحقيق ذلك!

إن هذا الجزار، وهو اسم على مسمى في ما يبدو، ارتكب جناية مع سبق الإصرار والترصد، ولا بدّ من محاكمته، وليس الاكتفاء بإيقافه لنهاية الموسم! هذه العقوبة المائعة تليق به لو كان قد دهس رجلك يا كابتن خطيب وهو يمر أمامك، ولا يمكن أبدًا أن تكون ردًا على جريمة شروع في قتل!

أن يمسك ناشئًا صغيرًا من يديه ويعتدي عليه بالضرب والركل والتلطيش بالأقلام بهذه الكيفية، أي جريمة ارتكب هذا المسكين ليستحق هذا السحق النفسي والجسدي؟ ليستحق الإهانة والتجريس في مقطع فيديو سوف يلازمه باقي حياته؟!

لقد كنت أنتظر من الكابتن الخطيب، رئيس النادي الأهلي، قلعة الأخلاق قبل أن تكون أي شيء آخر، أن يمارس دوره بجدية أكبر، وينتفض لضرب أحد أبنائه وإهانته بهذا الشكل المُخزي، ويضع حدًا لهؤلاء المهرّجين الذين يرفعون لافتة التدريب ثم يرتكبون من ورائها موبقات لا تنتهي، ليس أقلها تحطيم نفسية نشء في مقتبل العمر، وإيقاع هذا العقاب البدني القاسي به!

لكن للأسف، لم يَرْق الخطيب ولا مجلسه لتوقعاتي!

لقد اجتمع مجلس إدارة الأهلي بالكامل، وتمخَّض الجبل فولد فأرًا، أو قرارًا هزيلًا بوقف هذا الجزار لآخر العام ..الله أكبر ولله الحمد!

فيا ليتهم ما اجتمعوا، ويا ليتهم ما أخذوا القرار!

وهنا اسأل الخطيب: ماذا لو كان هذا الولد ابنك وناله ما ناله من قلة الأدب وقلة القيمة أمام أقرانه، لو كان ابنك يا كابتن بيبو، هل كنت ستتخذ هذا القرار؟!

لقد صدمتني يا كابتن، وآلمتني بقرارك الذي بدا أنه يراعي الجزار أكثر من الولد، الولد الذي كُسرت عينه أمام زملائه، وأهين على أرض النادي الأهلي، ولم يساعده قرارك المرتعش على ردِّ كرامته إليه!

كنت أتوقع أن تأخذ الطفل في حضنك، وتعيد إليه حقه، وتراعيه نفسيًا، أم أنه كان ضروريًا أن يتدخَّل السيد الرئيس لكي تستقبله وتمحو عنه تلك الإهانة؟! لك الله يا سيسي!

أما أنا، فأدعو والد الطفل إلى تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد هذا الجزار، وبلاغات أخرى للمجلس القومي للطفولة، كي يكون هذا الجزار عِبرة لغيره، ممن نأتمنهم على أبنائنا ونحن نظنّ أنهم يُحسنون صنعًا!

اقرأ أيضًا: محمد عبد الجليل يكتب: هانت عليك مصر يا شريف؟