الطريق
الخميس 16 مايو 2024 10:22 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«معاهدة طشقند».. كيف تدخلت روسيا لإخماد الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان؟

منظمة معاهدة الأمن الجماعي
منظمة معاهدة الأمن الجماعي

أعلنت "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تقودها روسيا، إرسال الكتيبة الأولى من قواتها لحفظ السلام إلى كازاخستان؛ تلبية لطلب رئيس البلاد "قاسم جومارت توكاييف"، بعدما اندلعت احتجاجات عارمة ودامية في دولته على خلفية ارتفاع أسعار الوقود، ما دفعه إلى إعلان حالة الطوارئ، وإصداره أوامر بإطلاق النار على من وصفهم بـ "الإرهابيين" دون سابق إنذار، قبل أن تخرج علينا عناوين الأخبار، مع صباح الجمعة 7 يناير 2022، لتعلن تمكن القوات الأمنية الكازاخية من استعادة السيطرة على مطار مدينة "ألما آتا"- أكبر مدن البلاد، بمساعدة قوات التدخل وحفظ السلام التي أرسلتها دول "معاهدة الأمن الجماعي".

فما هي "منظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO"، أو "معاهدة طشقند" التي ربما تستطيع إخماد وتصفية الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان؟

هي تحالف عسكري حكومي دولي ضم مجموعة من دول ما يسمى سابقًا بـ"الاتحاد السوفييتي"، وهي (روسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان)، ما يُعد إعادة تكوين لـ "الجيش الأحمر الروسي" أو "محاولة لإحياء حلف وارسو، وتم توقيع ميثاقها في مدينة "طشقند" في 15 مايو 1992، تحت مسمى "معاهدة الأمن الجماعي لكومنولث الدول المستقلة"، ثم انضمت إليهم في السنة التالية دول (أذربيجان، وبيلاروسيا، وجورجيا)، لتدخل المعاهدة حيز التنفيذ في عام 1994.

في البداية، كان مقررًا للمعاهدة أن تستمر 5 سنوات في حال عدم التمديد، ليأتي عام 1999، وتنسحب دول (أذربيجان، جورجيا، أوزبكستان) منها رفضًا لتمديدها، ثم يأتي عام 2002 وتتم الموافقة على إنشاء "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" كتحالف عسكري عقب الغزو الأنجلو-أمريكي لأفغانستان، وتعود أوزبكستان في عام 2005 وتنضم إليها مجددًا.

اقرأ أيضا: الإدارة الأمريكية تعتزم فرض عقوبات صارمة على روسيا.. أبرزها الفضاء الإلكتروني

تدريبات عسكرية سنوية 

يؤكد "ميثاق طشقند" على أن أي اعتداء على دولة من الدول الموقعة عليه، يعد عدوانًا ضد كل دول المنظمة، ولذلك، تجري دول المنظمة تدريبات عسكرية سنوية تضم جيوش الدول المشاركة.

غير أن الميثاق اشترط على أن الدول الموقعة لا يمكنها الانضمام إلى تحالفات عسكرية أخرى أو مجموعات دفاعية أخرى ، وتستخدم المنظمة نظام "الرئاسة الدورية" الذي تتبدل فيه الدولة التي تقود منظمة سنويا، ويتولى رئاستها لدورة هذه السنة، رئيس الوزراء الأرمني "نيكول باشينيان"، وتضم في عضويتها حاليا كل من (روسيا، بيلاروسيا "روسيا البيضاء"، أرمينيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان)، ودولتي (أفغانستان وصربيا) بصفة "مراقب"، كما تسعى إيران أن تنضم لدول المعاهدة بوصفها "دولة جوار".

عودة "طالبان"

واستضافت كازاخستان سنة 2014، نحو 3 آلاف عسكري من دول المعاهدة، للمشاركة في تدريبات الحرب النفسية والسيبرانية، وفي ربيع السنة التالية، عرضت المنظمة إرسال قوات حفظ سلام إلى منطقة "دونباس" في أوكرانيا، والتي تشهد نزاعًا عليها بين "كييف" و"موسكو"، كما ناشدت طاجيكستان، دول المنظمة، في يوليو 2021، بإرسال القوات المشتركة للتعامل مع التحديات الأمنية الناجمة عن عودة "طالبان" عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

ينظر إلى "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" على كونها "المكافئ لحلف شمال الأطلنطي –الناتو"، وكما أن للناتو قوات دفاع مشترك تضم 30 دولة، فإن "الأمن الجماعي" أسست في عام 2009، "قوة رد سريع" قوامها نحو 20 ألف فرد، واعترفت الأمم المتحدة بوحدة حفظ السلام التابعة لها، والمكونة من 3600 فرد عسكري، تهيمن عليها "القوة الروسية".

استعادة السلام والهدوء في كازاخستان

وفيما يخص الأحداث المشتعلة في كازاخستان، فقد صرحت النائبة الروسية "أولجا كوفيتيدي"- عضو اللجنة الدائمة للجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، المهمة الرئيسة لقوات حفظ سلام المنظمة بقيادة بلادها "موسكو"، هي استعادة السلام والهدوء في كازاخستان الشقيقة، مشددة على أن المنظمة "لن تسمح بإراقة الدماء هناك"، وواصفة في الوقت نفسه الاضطرابات هناك بأنها "عمل مخطط له يقوم به إرهابيون ومخربون".

ختاما، وجه رئيس كازاخستان "توكاييف"، تحية لرؤساء دول معاهدة الأمن الجماعي، وشكرًا خاصًا للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لإرساله قوات إلى "آلما آتي"، وذلك بعد ذكر وزارة الداخلية الكازاخية أن 26 متظاهرا قتلوا خلال الاضطرابات وأصيب 18 واعتقل أكثر من 3000 شخص، كما تم الإبلاغ عن مقتل ما مجموعة 18 من عناصر إنفاذ القانون، وأصيب أكثر من 700 بجروح.

اقرأ أيضا: قيود ألمانية جديدة على المطاعم وسط انتشار ”أوميكرون”