الطريق
الخميس 16 مايو 2024 07:49 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حقيقة أم فبركة.. قصة الصورة المتداولة لشابّة تعبر جدار برلين

مشهد من فيلم لشابة المانية تعبر الخط الفاصل بين المانيا الشرقية والغربية
مشهد من فيلم لشابة المانية تعبر الخط الفاصل بين المانيا الشرقية والغربية

دائمًا ما تنتشر العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تكون غير صحيحة في كثير من الأحيان ولكن قد تدغدغ "العبرة" في نهاية القصّة التي يتم تداولها مشاعر كثيرين من المستخدمين العرب الراغبين في الهجرة أو في بناء مستقبل جديد.

ومؤخرًا انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعي ناشروها أنها لامرأة كانت تجري بكامل سرعتها حتي اَخر نفس والجيش يجري من خلفها بكل قوة للإمساك بها، ولكنها تمكّنت بلحظة من تغيير مسار حياتها من خلال قفزة عبرت بها الخط الفاصل بين ألمانيا الشرقيّة والغربيّة، وأنها بذلك غيرت الكثير من الأشياء في حياتها.

والمفارقة في القصة هو أن هناك بالفعل عددًا من الألمان الذين عبروا أو حاولوا عبور "جدار برلين" هربا من الشطر الشرقي إلى الشطر الغربي والتي خطفت أنظار العالم قبل سقوط الجدار عام 1989، إلا أنّ صورة المنشور بالذات هي مشهد من فيلم إيطاليّ من العام 1962، وهو ما أغفل ناشرو الخبر الإشارة له، وتم تداوله على أن المرأة من خلال هذه القفزة ‏عبرت من الإشتراكية إلى الرأسمالية، من امرأة بهوية إلى أمرأه بهوية أخرى، من تقيد الحرية إلى الحرية الكاملة، من امرأة تطاردها الدولة إلى امرأة تساندها الدولة!.

اقرأ أيضًا: «:إدنبرة» بركان تحول لأجمل قلعة على الأرض ومتحف مجوهرات

قصة الصورة المتداولة لشابّة تعبر جدار برلين

ويتضمن المنشور صورة بالأبيض والأسود لامرأة تبدو جاثية على الأرض في حين يتواجه جنود على جانبي خط فاصل بينهم، وأرفقت هذه الصورة بقصّة عن امرأة "تحدّت الجنود الذين كانوا يلاحقونها وعبرت الخط الفاصل بين ألمانيا الشرقيّة والغربيّة بقفزة واحدة غيّرت حياتها"، وتخلص القصّة إلى عبرة مفادها أنّ "التغيير مرهون بخطوة".

وبالفعل، حصد المنشور عشرات الاَلاف من التفاعلات على موقع فيسبوك منذ بدء تداوله قبل أشهر، فقصّة مماثلة يسهل تصديقها نظراً للأخبار الكثيرة التي ضجّ بها العالم عن هروب ألمان من الشطر الشرقي أو مقتلهم أثناء محاولتهم تسلل الجدار، بحثاً عن حياة جديدة في الشطر الغربي.

صورة من فيلم.. "الحقيقة"

ومن خلال البحث عن حقيقة الصورة رصدت جريدة وموقع "الطريق"، أن الصفحات الناشرة للقصة أغفلت توضيح أنّ هذه الصورة بالذات ليست حقيقيّة، بل هي من فيلم إيطاليّ من العام 1962 للمخرج بييرو فيفاريلي اسمه "Ogii a Berlino".

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية من خلال خدمتها "في ميزان فرانس برس" لتوضيح حقيقة المنشورات المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي، تظهر في الصورة الممثّلة الألمانية نانا أوستن "بدور ريتا"، خلال أحد مشاهد الفيلم الذي يتناول حياة الألمان في ظلّ انقسام بلدهم إلى شطرين.

والجدير بالذكر وما دفعنا إلى التحقق من مثل هذه المنشورات، هو أن كثيراً ما يؤدي نشر صور تعبيريّة مرفقة بخبر أو قصة أو حتى "عبرة"، من دون توضيح أنها تعبيريّة، ومن دون الإشارة إلى مصدرها الحقيقي أو سياقها، إلى التباس بين المستخدمين وجعلهم يظنّون أنها مرتبطة مباشرة بما جاء في المنشورات.