الطريق
الخميس 28 مارس 2024 10:19 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الصراع الأمريكي الغربي الروسي على ”فوهة بركا.. إلى متى؟

أيام صعبة يمر بها العالم أجمع، يترقب ويتابع على مدار الساعة التحركات على الأرض والاتصالات والجولات المكوكية بين جميع أطراف الصراع "الأمريكي الغربي" و"الروسي الصيني"، فيما أعلنت موسكو موقفها بوضوح، بأنها ليست على استعداد للدخول في محادثات عبثية لا نهاية لها مع "الولايات المتحدة والناتو"، بخصوص القضايا الأمنية التي تهم موسكو.

وتابعت أنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، مع تأكيد أن دور الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى مؤثرة ما زال ساري المفعول، وأن الدب الروسي استعاد قوته بين القادة الكبار الفاعلين في العالم.

المؤكد أن أساس الصراع يكمن في فرض مصالح اقتصادية واستراتيجية وعسكرية بالدرجة الأولى للجانب الأمريكي الغربي، في ظل ثقل وثقة الدب الروسي على الأرض، وفرض شروطه بالقوة لما يملكه من أدوات ضغط كثيرة على أوروبا، سواء عبر إمدادات الغاز أو القوة العسكرية إذا ما قُدِّر لها أن تشتعل بعدم السماح بالإضرار بمصالحه الاقتصادية.

وتبقى الأسئلة المهمة: هل الغرب يتحمل حربًا لا يعلم أحد مداها؟

وهل يمكن أن تضحّي أوروبا بالرفاهية التي وصلت إليها شعوبها عبر نصف قرن من السلام؟

وهل ستقبل شعوبها بسياسة "ساستها" أمام أزمة خطيرة قد تهدد أمنها ومصالحها ومصالح العالم، من ارتفاع جنوني للذهب وانهيار عديد من بورصات العالم وارتفاع أسعار البترول والغاز إلى مستويات جنونية مع تأثر حركة التجارة العالمية؟

ورغم البروباجندا الغربية في التطبيل للحرب بخصوص نية موسكو شن حرب على أوكرانيا، فإن حدوث ذلك قد يكون بالأمر الممكن، ووفق حسابات دقيقة في ظل ما يتمتع به بوتين من قوة في مواجهة الضعف والارتباك الغربي الأمريكي، لتبقى موسكو "شوكة" في حلق أوكرانيا. فمؤشرات الصراع ما زالت متصاعدة وقائمة مع استمرار تحريك موسكو قواتها باتجاه الحدود الأوكرانية، مع إعلان رئيسها انضمام بلاده لحلف الناتو، وهو أمر يشكّل تهديدًا للعمق الاستراتيجي للأمن القومي الروسي، وفشل الوسطاء الغًربيين من تجنبه حتى الآن.

وهو ما يؤكد أن بوتين وضع الغرب جميعًا أمام مسؤولياته في موقف يتسم بالتعقيد المرعب، وتبين ذلك خلال لقاء "ماكرون وبوتين"، لتؤكد موسكو مجددًا في رسالة واضحة للجميع أن "المسافة ما زالت بعيدة والخلاف أوسع وأعمق مما يتصوره الغرب"، وبوصف وزير الخارجية الروسي لنظيرته البريطانية مؤخرًا في مؤتمر صحفي مشترك بأنها "طرشاء"، ورغم أن جميع الأجواء الغربية تؤشر لحرب يسعى فيها الجانب الأمريكي إلى الزج "بحلفائه" لإشعالها، لاعتبارات منها ما هو اقتصادي بالدرجة الأولى وسياسي ودبلوماسي وعسكري واستراتيجي للإضرار بالمصالح الاستراتيجية الروسية في منطقة القرم والمصالح الاقتصادية على المستوى الدولي والإقليمي.

يأتي ذلك في الوقت الذي لم يراعِ فيه الغرب التواصل وبشكل جيد مع روسيا، وفق منطق المصالح المشتركة، وهو الأمر الذي يُدركه بوتين ويمارس هيمنته في ظل ضعف الإدارة الأمريكية ورئيسها "جو بايدن"، وعجزه عن اتخاذ قرار واضح سوى بتقديم الدعم اللوجستي للجانب الأوكراني أمام ترسانة من أقوى وأعظم الترسانات العسكرية في العالم، والتي يجرى حشدها جوًا وبحرًا وأرضًا، وبحسابات موزونة قد تكون مصدرًا مزعجًا لفرض عديد من العقوبات على موسكو، وهو أمر ليس ببعيد عن بوتين.

المؤكد أن أحدًا لا يعرف في ما يفكر بوتين، والى أين يذهب، وإلى أي مدى يمكن أن يحقق من مصالح اقتصادية واستراتيجية وعسكرية، في ظل حالة الترهل التي تشهدها السياسة الأمريكية، بعدم قدرتها على اتخاذ قرارات واضحة تجاه عديد من الملفات الدولية، أبرزها ملفا "الإرهاب" و"النووي الإيراني"، والمماطلة في تلك الملفات الصعبة في أعقاب انسحابها المهين والفاشل من أفغانستان، ويبقى السؤال الأكبر: هل ستشتعل الحرب قريبًا؟

اقرأ أيضًا: محمد عبد الجليل يكتب: لماذا كان تأثير محمد صلاح أقوى من برامج "العك الليلي"