الطريق
الخميس 2 مايو 2024 02:50 مـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تفسير الشعراوي عن الأشهر الحرم: تحمي كبرياء المسلمين وتشعرهم بلذة السلام

الاشهر الحرم بتفسير الشيخ الراحل الشعراوي
الاشهر الحرم بتفسير الشيخ الراحل الشعراوي

يصادف اليوم أوائل شهر "ذو القعدة" وهي من ضمن أشهر الحرم التي تعد منزلة عظيمة عند الله سبحان وتعالى اصطفاها بين شهور السنة، فجعل لها "حرمة ومكان ومنزلة" بين أيام الزمان، لحماية النفس من الوقوع في الشرور فيها ليأتي في قوله تعالى: "فلا تظلموا فيهن أنفسكم".

جعله الله عز وجل شهرا يحرم فيها الحروب والغزوات إلا أن يبدأ العدو، وحرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها، ومنع ارتكاب اي معصية في حق الله أو في حق الخلق، ومن ضمن هذه الأشهر : شهر "ذو القعدة" الجاري وشهر "رجب ، وذو الحجة، محرم"

سبب تسمية الأشهر الحرام

اختلفت العلماء في سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم فهناك من قال انها جاءت زيادة للتحريم وترك وقت كافي لزيارة المسلمين بيت الحرام لأداء الحج والعمرة أما القول الآخر هو لعدم ارتكاب المعاصي التي تتضاعف سيئاتها أكثر من غيرها سواء في المكان الحرام أو البلد الحرام.

فضائل الأشهر الحرم

تتميز الأشهر الحرم بمضاعفة الحسنات للعبادات والأعمال الصالحة وتحريم القتال والظلم فيها والزنا وجميع الأشياء التي حرمها الله فإذا قام المسلم بفعلها تضاعفت مقادير السيئات بدل الحسنات.

شرف الله عزو جل هذه الأشهر لترك مساحة الأعمال والطاعات فيها، ويحذر فيها الوقوع في الإثم أو الخطايا أو تعمد فعل السيئات.

تحديد هذه الشهور، وردت بأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قال "إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".

تفسير الشيخ الشعراوي فضائل الأشهر الحرم

يفسر الشيخ الراحل الشعراوي أنه في عنصر الزمان والمكان فيه حرم لحماية عزة وكبرياء الناس من بعضهم البعض مثل الأشخاص التي وقعت بينهم مشكلة ولا يردون الصلح.

قائلا: "لا تتصوروا أن هناك شخص يستطيع صلح اثنين لا يريدون الصلح"، ولا يصلح في حالة ميل أحد منهم للصلح، لذلك خلق الله الزمان والمكان الحرم للدروة ليرتاح الناس وتلقي بالبغضاء والضغط حتى تصدر الأحكام في هدوء أعصاب".

وأضاف: "أن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم".

ويفسر الشيخ الراحل الشعراوي أن الله عز وجل يصف في هذه الآية "خمس أشياء: كـ "البيت الحرام، المسجد الحرام، والمشعر الحرام، الشهر الحرام"، وهذه أشياء نص الله عليه بأنها حرام لها حرمتها، فيجب من اتصل بيها يعطيها حقها".

"يريد الله سبحان وتعالى إعطاء فرصة لستر كبرياء النفس من غرورها، مثل سعار الحرب بين الأخصام والأعداء والاستعداد للحرب وهم كارهين لها، فخلق الله ستارا يستر فيه غرور وكبرياء الناس لكل حدث يحتاجه زمان ومكان".

وأوضح: "ليجعل في الزمن شهور حرم فيها القتال حتى يتوقف فيها القتال والغزوات والحروب بين الأعداء ليخفوا أنفسهم من الحروب برحمة الله الذي أراد أن يستر دماء المقاتلين ليعصم الدماء، وكذلك جعل في المكان أماكن محرمة حتى يعصم الإماء التي تتناحر بالغيظ والغل والحقد".

واختتم: "ولكن الله سمح بقتلهم في حالة بدأهم بالقتال، والذي جاءت في قوله تعالى: " ولا تُقاتلوهم عندَ المسجد الحرام حتى يُقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم "، موضحا أن هناك أماكن وأزمنة محرم فيها ذلك والزمن هم أربع أشهر في السنة ومنهم واحد فرد، لعله إذا أتت الشهور أو يأتي المكان استريحوا من الحرب فيدركون لذة السلام".

اقرأ أيضا: خاص| «ارحمونا.. المرض بينهش جسمنا».. مصابون بضمور العضلات يسابقون الزمن من أجل حقنة