أشد فتكا من كورونا
خاص| «ملوش علاج».. الحمى النزفية تضرب العراق ومخاوف من انتشارها دوليا
لم يتعافَ العالم بعد من جائحة كورونا وما تبعها من متحورات، وأيضا جدري القرود الذي أثار الرعب، حتى أعلن العراق خبرًا صادمًا عن فيروس أشد فتكًا حيث جرى رصد 155 إصابة بالحمى النزفية وتسجيل 20 حالة وفاة جراء هذا المرض.
والحمى النزفية ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويسبب الوفاة بنسبة 60%، لكن المشكلة الأكبر أنه لا يوجد علاج أو لقاح له حتى الآن.
أول ظهور لـ الحمى النزفية
وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور علي محمد، أستاذ الفيروسات بكلية الطب جامعة عين شمس، وعضو اللجنة العليا للفيروسات التابعة للمجلس الأعلى للجامعات، إن الحمى النزفية فيروس ظهر لأول مرة في الكونغو وروسيا، وينتقل من الحيوان إلى الإنسان عبر حشرة «القراد» الذي يعيش على جسم الحيوانات.
هل ظهر في مصر؟
وبيّن «محمد» خلال تصريحات خاصة لـ«الطريق» أن فيروس الحمى النزفية جرى رصده- حديثًا وقديمًا- في بلدان عدة على مستوى العالم منها الإمارات وعمان والمملكة العربية السعودية والهند وتركيا ودول إفريقيا، موضحًا أن بعض الأبحاث المصرية كانت قد اكتشفت هذا المرض بجنوب البلاد في الحشرات التي تعيش على جسم الجمال.
وأكد أستاذ الفيروسات، عدم تسجيل حالات إصابة بفيروس الحمى النزفية في مصر حاليًا، وفي حالة وجود إصابات ستكون بين الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات بشكل مباشر مثل الأطباء البيطريين والجزارين والعاملين في تربية المواشي.
ينتقل عبر الحشرات
وكشف أن فيروس الحمى النزفية لا يسبب أي أعراض للحيوان المصاب، وتستمر الحيوانات والحشرات في نقله دون أن تتأثر به، وتظل حاملة له مدى الحياة، مشيرًا إلى أن المرض ينتشر بشكل كبير حسب سرعة انتقال الحشرة الحاملة له ومن الممكن أن تحمله بعض الطيور المهاجرة من مكان إلى آخر.
وحول إمكانية دخول الفيروس مصر، أوضح «محمد» أنه هناك احتمال لدخول الفيروس البلاد من ناحية الجنوب عن طريق الحيوانات القادمة من السودان، لافتًا إلى أن مصر تُفعل الحجر الصحي تحسبًا لأي فيروسات.
لا يوجد لقاح فعال
وأضاف أستاذ الفيروسات بكلية طب جامعة عين شمس، أنه يوجد دواء يستخدم كعلاج مبدئي للحمى النزفية يمسى «ريبافيرين» ويتناوله المريض عن طريق الوريد للحالات التي جرى اكتشافها مبكرا، ولكن حتى الآن ليس هناك لقاح فعال ضد الفيروس.
أعراض الحمى النزفية
وعن أعراض الحمى النزفية قال «محمد» أنها تسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والغثيان والقيء والإسهال والدوار، وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل والركب، ثم يليها آلام في كامل الجسد، وطفح دموي من الأنف والعينين والجلد، ثم نزيف حاد وضعف وإرهاق، وهبوط في الدورة الدموية، وفشل كل أعضاء الجسم، مشيرا إلى أن نسبة الوفقيات تتجاوز 40%.
عوامل الخطر
وحول الأعراض الخطرة بيّن أنها عبارة عن نزيف تحت الجلد وخلل وظيفي في الجهاز العصبي، والغيبوبة والفشل الكلوي والفشل الكبدي، كاشفًا أن عوامل الخطر تتلخص التعامع مع أشخاص مصابين، ووذبح الحيوانات المصابة وأكلها دون طهيها جيدًا، ومشاركة الإبر المستخدمة في حقن الأدوية عن طريق الوريد، والتعرض لدم مصاب أو سوائل الجسم الآخرى.
اﻹﺠراءات واﻟﺘداﺒﻴر اﻻﺤﺘرازﻴﺔ
وألمح إلى أن اﻹﺠراءات واﻟﺘداﺒﻴر اﻻﺤﺘرازﻴﺔ للوقاية من الحمى النزفية تتلخص في إبقاء طعام الحيوانات الأليفة مغطى ومحفوظًا في إناء بعيدًا عن القوارض، ووضع القمامة في أكياس مغلقة باحكام والتخلص منها أولًا بأول، وتركيب حواجز في النوافذ ضد تسرب الحشرات، وإبعاد الحطب والمواد الجاذبة للحشرات عن المنزل، وتقليم الأشجار باستمرار ورشها بالمياه.
كيف تنتقل عدوى الحمى النزفية
وأردف أستاذ الفيروسات بكلية طب جامعة عين شمس، أن عدوى الحمى النزفية تنتقل بين الإنسان عبر الرذاذ الصادر من الفم أثناء الكلام أو التنفس أو العطس أو ملامسة دم المصاب وكل ما يصدر منه من سواء، أو لمس دماء حيوان مصاب بالفيروس واتصالها بدم الشخص المجروح.
طرق الوقاية من الحمى النزفية
وشدد «محمد» على ضرورة غسل اللحوم جيدًا قبل الطهي مع مراعاة استخدام قفازات الأيدي لتجنب الإصابة بالمرض، وأيضًا غلي اللحوم جيدًا لقتل أي فيروسات، والحرص على عدم تسبب السكين في جرح جسم الشخص حينما يتعامل مع اللحوم حتى لا يتصل الفيروس مباشرة بالدم، وغسل اليدين بالماء والصابون، والاعتناء بالنظافة الشخصية بعد رعاية الحيوانات، واستخدام المبيدات للتخلص من الحشرات.
اقرأ أيضًا: «آخرهم الحمى النزفية».. هل تحول الاختلاط بالحيوانات لكارثة تفني حياة الإنسان؟ - خاص
