الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 04:21 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبراء: مصر لديها ثروة من الموارد لمواجهة التغيرات المناخية

ملتقى الهناجر الثقافي
ملتقى الهناجر الثقافي

أكد خبراء أن مصر لديها ثروة من الموارد لمواجهة التغيرات المناخية، وأن مشروعات الدولة تنتمي إلى الاقتصاد الأزرق الذي يساهم في التصدي لأية تغيرات مناخية.

جاء ذلك في ملتقى الهناجر الثقافي، والذي ينظمه قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، بعنوان "التغيرات المناخية وتداعياتها"، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.

وتحدث في الملتقى، كل من: الدكتورة نهى سمير عميدة كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، والدكتورة أميرة جمال أستاذ الصحة العامة بجامعة قناة السويس، والدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، والدكتور أحمد العوضي مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة عين شمس، والمهندس تيسير محمد مطر عضو مجلس الشيوخ، والدكتور أحمد الشامي الخبير الاقتصادي.

التغيرات المناخية قضية عابرة للحدود

وأدارت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد، التي قالت إن موضوع الملتقى اليوم شديد الأهمية ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم أجمع، فهي قضية عابرة للحدود، قضية كونية حيث يبدو لنا وكأن الجغرافيا تعيد لنا كتابة التاريخ، وتصنع لنا بوصلة جديدة للحياة إذا لم ننتبه إلى ما تقوله لنا الطبيعة، وهي قضية تعد بمثابة تحدى كبير للعالم كله.

وأشارت إلى أن قضية التغيرات المناخية لم تبدأ فقط منذ السنوات القليلة الماضية، بل بدأت في الحقيقة منذ تسعينيات القرن الماضي تحديدا في عام 1992، وشاهدنا العديد من الظواهر الغريبة في مناطق متفرقة، مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق وسقوط أمطار في غير موعدها، وأنواع من الحيوانات غريبة تظهر في البحار والمحيطات، ودخلت مفردات جديدة أخرى لم نعتاد عليها مثل الانبعاث الحراري والوقود الأحفوري والاقتصاد الأزرق، واليوم نحاول إلقاء الضوء على العديد من التساؤلات .

الدولة تهتم كثيرا بقضية المناخ

من جانبها، قالت الدكتورة نهى سمير عميدة كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، إن الدولة تهتم كثيرا بالقضية وتستضيف مؤتمر المناخ cop27، الذي من المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ بمشاركة 196 دولة.

وأضافت أن الله خلق الكون في توازن، وما يحدث هو ثورة من الطبيعة نتيجة النشاط الإنساني وما نتج عنه في الصناعة والثورة الصناعية، واستهلاك كمية كبيرة جدا من الوقود الأحفوري، نتج عنه انبعاثات غازية من أهمها ثاني أكسيد الكربون، وما يقرب من 90% من الغازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، ومصر من الدول الأقل تأثيرا في الظاهرة، وتقيم كل مشاريعها على أساس التكيف مع الظاهرة وتخفيف التأثيرات .

وأوضح الدكتور أحمد العوضي مدير مركز التنمية المستدامة جامعة عين شمس، أن مفهوم البيئة يشمل ثلاث أبعاد، أولهما البيئة الطبيعة التي خلقها الله دون أي تدخل من الإنسان، والبيئة الاقتصادية، والبيئة الاجتماعية، ونحن كبشر بثقافاتنا وعلاقاتنا الاجتماعية عند استخدام حل من الحلول اليومية يجب أن نراعي تلك الأبعاد الثلاثة، والمشكلة حدثت عندما غلب البعد الاقتصادي على البعدين الآخرين.

وأشار إلى الفرق بين التكيف والتخفيف، فالتخفيف هو القدرة على التحكم وتقليل الآثار السلبية، عن طريق تنفيذ إجراءات معينة مثل تركيب طاقات بديلة "شمسية، رياح، تقليل وقود الغاز والبنزين والفحم"، أما التكيف هو التعايش مع المشكلة .

التغيرات المناخية تزيد من الأزمات الصحية

وأكدت الدكتورة أميرة جمال أستاذ الصحة العامة جامعة قناة السويس، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة تزيد من الأزمات الصحية، وتعرض مرضى القلب إلى وضع أكثر خطورة، وزيادة حالات التسمم الغذائي والوفيات في الأطفال وحالات ضربات الشمس وأمراض العيون نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

وأوضحت أن الكثافة السكانية والتكدس يزيد من أمراض التغذية في الأطفال، كما أشارت إلى ضرورة وضع مقررات عن صحة البيئة وتغير المناخ خلال التعليم قبل الجامعي بشكل مبسط، أما في التعليم الجامعي فنحتاج إلى وضع مقرر عام عن تغير المناخ .

الاقتصاد الأزرق حسن استخدام الموارد المائية

وقال الدكتور أحمد الشامي الخبير الاقتصادي، إن الوقود الأحفوري يشمل الفحم والغاز والبترول، وكلها مواد ناضبة تختفي بعد فترة زمنية، لذا الاتجاه اليوم إلى الطاقة المتجددة والذي يعد الاقتصاد الأزرق جزء منها، وهو يعتمد أساسا على حسن استخدام الموارد المائية الموجودة من بحار وأنهار بغرض التنمية المستدامة، مثل الاستفادة بما يحتويه البحر من كائنات بحرية مختلفة، وتوليد طاقة من التيارات المائية والحواجز، وعمل مزارع سمكية.

وأشار إلى أن التنمية المستدامة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، ركزت في بند مستقل على الحفاظ وصيانة البحار والمحيطات، ومصر لديها ثروة من الموارد المائية جعلها تحتل الموقع رقم 6 في الأماكن الفريدة في العالم، وأن مشروعات الدولة تنتمي إلى الاقتصاد الأزرق، بما تقيمه من مزارع سمكية وتنمية الصحراء من خلال إنشاء مجتمعات جديدة مثل منطقة العلمين والدلتا الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرهم، وتخفيف الانبعاثات من استخدام الطاقة والوقود عن طريق مشروعات مثل مشروع القطار الكهربائي والمونوريل.

وتخلل برنامج الملتقى باقة متنوعة من أجمل أغاني زمن الفن الجميل، لكبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، قدمها المطرب الكبير سعيد عثمان وفرقته "شموع"، إذ تغنى الفنان سعيد عثمان بأغنية " سواح، عظيمة يا مصر، يا تمر حنة، قولوا لعين الشمس، ثلاث سلامات"، وتغنى الفنان الدكتور أشرف عبد الرحمن بأغنية "تملي في قلبي يا حبيبي".

وشارك بالغناء مع الفنان سعيد عثمان في أغنية "الربيع" للموسيقار فريد الأطرش، وحازا على إعجاب الجمهور بتميز صوتهما ورددوا معهما الأغاني.

اقرأ أيضا.. ملتقى الهناجر الثقافي يناقش «التغيرات المناخية».. الاثنين المقبل