الطريق
السبت 20 أبريل 2024 10:57 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

علا الشربيني عن الدكتور نبيل فاروق: «أسطورة لن تتكرر»

علا الشربيني مع الراحل الدكتور فاروق
علا الشربيني مع الراحل الدكتور فاروق

كشفت الكاتب والمترجمة علا الشربيني، عن كواليس لقاءتها وتجربتها الأدبية مع الكاتب الراحل الدكتور نبيل فاروق، مؤكدة أنه أسطورة لن تتكرر.

وقالت "الشربيني" في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، لا أكاد أصدق أن عامين قد مرا بالفعل منذ فارقنا العظيم د. نبيل فاروق، الذي لم يكن استثنائيًا ككاتبً اشتهر بغزارة إنتاجه وجودة أعماله وتنوعها فحسب، بل كان استثنائيًا بنفس القدر على المستوى الإنساني، وهو الأمر الذي لمسته بنفسي في العام الأخير من حياته، الذي قدر لي الله أن أتعامل معه خلاله عن قرب.

القراءة للدكتور نبيل فاروق

وتابعت: في طفولتي كنت وإخوتي من أوائل الحريصين على اقتناء إصدارات روايات مصرية للجيب أولًا بأول، وبالذات سلاسل د. نبيل فاروق، وكنا نذهب إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا بانتظام، ونعود محملين بكل ما كفت نقودنا لشرائه من جناح المؤسسة، لكنني لم ألتق بدكتور نبيل ولو لمرة واحدة في ذلك الوقت، لأن والدي وأخي كانا يحرصان بشدة على عدم تواجدي وأختي في أماكن وأوقات التجمعات والازدحام الشديد، لذا كنا نذهب دائمًا في الأيام التي لا يتواجد فيها د. نبيل أو د. أحمد خالد توفيق في المعرض، وكنت أكتفي بمراسلة كاتبي المفضل د. نبيل، لكن للأسف لم يتصادف وقوع خطابي في يده، سوى مرة واحدة، فزت فيها بجائزة في مسابقة سلسلة زووم، ونُشر اسمي في أحد أعدادها.

اللقاء الأول

وأوضحت، لم ألتق بالدكتور نبيل فاروق وجهًا لوجه، إلا عام 2010، في مبنى ماسبيرو حيث أعمل في إعداد البرامج الإذاعية. ففي أحد الأيام وأنا أركب المصعد، فوجئت به يدخل من بعدي، وكان قادمًا كضيف في أحد البرامج التليفزيونية عن أدب الجاسوسية والمخابرات. لا أدري ماذا حل بي وقتها، تجمدت تمامًا، وعجزت عن قول كلمة واحدة، أو مجرد مصافحته وإخباره أن كل حرف كتبه موجود في مكتبتي، وفي عقلي أحفظه عن ظهر قلب. لم أكن وقتها قد أخذت أي خطوة على طريق النشر الأدبي الورقي، وتمنيت عندما ألقاه أن أريه ثمرة عملي، وأن أفخر بكوني من تلاميذه. وبالفعل غادر المصعد في ذلك اليوم، دون أن أبادره بالحديث، وهو ما ندمت عليه بالطبع بعدها.

اللقاء الثاني

وأضافت، تأجل اللقاء، ليحدث عام 2017 في ندوة، نظمتها مكتبة مصر العامة بمصر الجديدة لدكتور نبيل لمناقشة وتوقيع روايته فقاعة، ودخلت في مسابقة وقتها للفوز بنسخة موقعة من الرواية، وبالفعل فزت بها، وكان وقتها كتابي الأول مدموزيل من فضلك قد نُشر بالفعل، وأحببت أن أحضر الندوة، وأتحدث مباشرة لأستاذي ومثلي الأعلى، وأقص عليه قصتي في عجالة، وأهديه كتابي الأول المطبوع إهداؤه باسمه، واصطحبت معي أيضًا يومها رسم بورتريه رسمته بيدي لدكتور نبيل.

وبالفعل، عندما نادوا اسمي للصعود إلى خشبة المسرح واستلام نسخة الرواية الموقعة من د. نبيل، صعدت وعرفته بنفسي وكتب لي إهداءً غاليًا بخطه على رواية فقاعة، وأخبرته أنني صممت على عدم لقائه، إلا عندما يكون بحوزتي كتابي الأول المهدى له، وقدمت لي كتابي وسعد جدا بالإهداء، كما قدمت له اللوحة التي رسمتها له، وعلق وقتها قائلًا بمرح: "يبدو أن كل الموهوبين في الكتابة يحبون الرسم أيضًا" وقال إنه كان يرسم في الماضي.

المفاجأة

وتابعت: كنت في منتهى السعادة في ذلك اليوم.. سعادة عشت عليها حتى مارس 2020، عندما تولى د. نبيل فاروق منصب مدير النشر في روايات مصرية للجيب، وكان ذراعه الأيمن الأستاذ حازم شفيق يعلم مدى تعلقي به وعشقي لكل ما يكتب، فحدثه عني، ومنحه رقم تليفوني، وكانت أجمل مفاجأة يوم أن رددت على الهاتف وسمعت صوته من الطرف الآخر، ودعاني لاجتماع في مكتبه في شركة سلاح التلميذ بالعبور، وهناك فوجئت به يقول أنه قد قرأ روايتي هاليو، وأنه معجب بها، وبفكرتها المبتكرة، وسألني كيف استطعت الإلمام بكل هذه التفاصيل الخاصة بكوريا!! وكدت أبكي وأنا أسمعه يشيد بي وبروايتي، وذكرته بي وبكتابي مدموزيل من فضلك، فقال إنه يذكر هذا الكتاب ذي الاسم المميز، وما زال يحتفظ به في مكتبته. انتهى هذا اللقاء بضمي لفريق النشر المعاون لدكتور نبيل فاروق، وكانت أجمل أيام، ولا أملك إلا الرضا بقضاء الله، الذي لم يكتب لهذه الأيام أن تطول أكثر من ذلك.

تعلمت منه

وأكدت: أدين بكثير من الفضل لأستاذ العظيم الراحل، الذي تعلمت منه الكثير، علمني أن الكاتب الجيد لا بد أن يكون قارئًا جيدًا، علمني أن البساطة والصدق هما الطريق إلى القلوب، وأن العظيم بحق هو المتواضع، الذي يمد يده للصغار ويمنحهم الفرصة ويرعاهم.. علمني الكرم والتعاون وتشجيع العاملين معه والإشادة بهم، يكفي أن فريق النشر الذي كونه د. نبيل قد عاونه في إخراج كتابين هما مختارات د. نبيل فاروق، وسوبرميجا، وأصر هو على كتابة أسماء أعضاء الفريق المعاون في الصفحة الداخلية الأولى للكتابين.

اللغة البسيطة

أسباب عديدة جذبت القراء - وما زالت - لأدب د. نبيل فاروق: اللغة البسيطة السليمة في الوقت نفسه، التي تدخل القلب دونما تعقيد أو استئذان، تنوع وغزارة المجالات والموضوعات التي كتب فيها د. نبيل وبرع فيها جميعًا، حتى إنه من المستحيل ألا يجد قارئ المجال الذي يفضله -أيًا كان- بين كتابات هذا المبدع، غزارة المعلومات وتنوعها في كتبه، إلى جانب أسلوب الكتابة الجذاب الشيق السريع، الذي يجعلك لا تترك الرواية قبل أن تنهي صفحتها الأخيرة. باختصار كان أسطورة لن تتكرر.

اقرأ أيضا.. شعراء: فتحي نجم قدم فلسفة منهجية تستقي أحرف الإبداع في دواوينه