الطريق
الأحد 12 مايو 2024 02:26 مـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«صنع أسطورته وطليقته حرمته من بناته».. جوانب من حياة يحيى شاهين «سي السيد»

يحيى شاهين
يحيى شاهين

واحد من عمالقة السينما المصرية يمتلك قدرات تمثيلية عالية في برع في تجسيد العديد من الشخصيات هو "الشيخ حسونة" في "الأرض"، و"الشيخ حسن" في "جعلوني مجرما"، ويتنقل بين الأدوار ويجيد إتقان شخصياته المركبة التي تحمل التناقض مثل شخصية "السيد أحمد عبد الجواد" في ثلاثية نجيب محفوظ، حيث الرجل شديد الطباع صاحب الصوت العالي الذي يخشاه أولاده وزوجته "أمينة" بينما في ساعات الليل التي يقضيها بين السهر وجو "العوالم" ويظهر الجانب الآخر الخفي في شخصية "سي السيد"، ومع مشهد موت ابنه في المظاهرات في نهاية الفيلم يجعلك تتعاطف معه، هو الاستثنائي الفنان يحيى شاهين.

النشأة
ولد يحيى شاهين في 28 يوليو 1917، في جزيرة ميت عقبة بالجيزة، أحب التمثيل وهو في مرحلة الابتدائية بمدرسة عابدين وكان ضمن فريق التمثيل، توفي والده وهو في سن 10 سنوات من عمره، وحتى يساعد والدته كان يذهب في الصباح إلي مدرسته وليلا يعمل في مطبعة، حصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية قسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية، ثم بكالوريوس في هندسة النسيج.

عين في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى بعد تخرجه، ولكنه اعتذر عن التعيين وترك الوظيفة من أجل والدته المريضة حتى يظل بجوارها ويرعاها، غلب "شاهين" حب الفن وانضم لجمعية هواة التمثيل حتى نصحه الفنان بشارة واكيم مدير المسرح في دار الأوبرا الملكية بالتقديم في الفرقة القومية للتمثيل التي تتبنى الوجوه الشابة بعدما لمس موهبته.

البدايات
كانت بدايته من فرقة فاطمة رشدي وقدم أول أدواره في مسرحيات "مجنون ليلى، وميو وجولييت" وكانت مسرحية "مرتفعات ويزرينج" آخر ما قدمه على خشبة المسرح وخطفته السينما، ويظهر في فيلم "لو كنت غني" مع مكشفه بشارة واكيم وتوالت أعماله ووقف أمام نجمات السينما المصرية يؤدي دور الفتى الأول في أفلامهم.

كانت انطلاقته الحقيقية في فيلم "دنانير" مع أم كلثوم وتبعه بعدة أفلام أبرزها "زينب، بلال بن رباح" وتألق في دور "الشيخ حسن" في "جعلوني مجرما" مع فريد شوقي، توالت أفلامه أبرزها "المعلمة، لا أنام، نساء في حياتي، أين عمري" وكانت الشخصية الأبرز في مشواره هي "أحمد عبد الجواد" التي قدمها في ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية".

شخصيات
من الشخصيات التي صنعت أسطورة يحيى شاهين "الشيخ إبراهيم" في "شئ من الخوف" و"الشيخ حسونة" في فيلم "الأرض" ومن الأفلام المهمة في مشواره "إسكندرية ليه، أشياء لا تشترى، الأخوة الأعداء" لم ينس التليفزيون وقدم عدد من المسلسلات أبرزها "شارع المواردي، الأيام، الطاحونة، دموع صاحبة الجلالة، القضاء في الإسلام، وما زال النيل يجري".

جوائز
حصل يحيي شاهين على عدة جوائز منها جائزة من مؤتمر فينيسيا الدولي، وجائزة من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، ووسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي 1987.

حياته الشخصية والرحيل
تزوج يحيي شاهين مرتين الأولى من سيدة مجرية مطلقة كان لديها طفلان، وأنجب منها ابنتان وانفصلا بعد 6 سنوات بسبب الطباع المختلفة لتقرر طليقته السفر إلي المجر ومعها طفلتيه، ومن شدة الحزن دخل "شاهين" في عزلة لم يتجاوزها إلا بعد عامين، وكانت الزيجة الثانية من السيدة مشيرة عبد المنعم، وأنجب منها ابنته الوحيدة "داليا" وبعد مسيرة فنية حافلة توفي يحيى شاهين في 18 مارس 1994 تاركا خلفه أفلام أثرت مكتبة السينما المصرية وبصمة في كل عمل.