الطريق
الأربعاء 18 يونيو 2025 02:09 مـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
جيش الاحتلال إلاسرائيلي يبدأ موجة هجمات على طهران مدحت بركات: اصطفاف المصريين خلف القيادة ضرورة لمواجهة التحديات الإقليمية سعر الذهب اليوم الأربعاء 18-6-2025 بمختلف محال الصاغة في لحظة غضب.. جاره أطلق عليه النار وأوقعه غارقًا في دمائه حملات مرورية مكثفة بالقاهرة والجيزة لضبط المخالفين ورفع السيارات المتروكة 400 صاروخ إيراني منذ بداية التصعيد.. إسرائيل تستنفر ومنظومات أمريكية تشارك في التصدي شاهد| وزير المالية: خفض الدين وزيادة دعم الصادرات والأجور في الموازنة الجديدة سي إن إن: ترامب تراجع عن إرسال مسؤولين للاجتماع مع الإيرانيين رئيس الوزراء يتابع الجهود المبذولة لتوفير الاحتياجات اللازمة من مياه الشرب الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل توقع بروتوكول تعاون مع «اتحاد بنوك مصر» وزير البترول والثروة المعدنية يشارك في قمة ”تحول الطاقة: شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق أوروبا” فى العاصمة اليونانية أثينا تتويج مصر للطيران بجائزة أفضل شركة طيران فى أفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب لعام 2025 وفقًا لتقييم Skytrax العالمي

لماذا يعمل الصحفيون في صحيفتين؟

أحمد الضبع
أحمد الضبع

ما زالت الصّحافة العالميّة تحتفي بالصحفيين المُلهمين الذين تألقوا في عملهم، ونالوا أرفع الأوسمة بعدما تمكَّنُوا من أدواتهم، واستطاعوا بقصصهم الصَّحفيَّة إنارة الجزء المُظلم من الحقيقة وتقديم المعلومات الطَّازجة إلى الجمهور.

تلك الخبرة التي اكتسبها أولئك الصحفيون لم تأتِ من فراغ، فهي نتاج تاريخ طويل من العمل الدَّؤُوب والاجتهاد والكدّ والسَّعي للحصول على المعلومات الصحيحة بقدر المستطاع، وصياغتها بلُغةٍ رشيقة، ومن ثمّ تقديمها إلى القرَّاء.

والمثير للاهتمام أنّ معظم النماذج الصحفية التي يذكرها التاريخ كان أبطالها يعملون في صحيفتين أو أكثر في الوقت ذاته، ومن ضمنهم إيميلي مارشال التي تشتهر بأنها أوَّل مُراسلة تعمل في صحيفتين.

وقياسًا على الصّحافة المصريّة فإنَّ العمل في أكثر من صحِيفةٍ ارتبط قديمًا بالصَّحفيّين المُحترفين الذين لديهم الخبرة التي تمكنهم من الإلمام بجميع فنون العمل الصحفي، لذا كانت الصُّحف تتسابق على ضمّ أحدهم إلى فريق عملها، ولا يهم كونه يعمل في أكثر من صحيفة، فالمُهمَّ أنّه ما زال لديه ما يُقدّمه للجهة التي يعمل لصالحها.

أمّا الآن ومع تخرج الآلاف من الشَّباب في كليات وأقسام الإعلام كُلَّ عامٍ، وتطوُّر وسائل الاتصال، وتحوَّل القارئ إلى المواقع الإلكترونيّة، تبدَّلت اهتمامات القراء، وتغيّرت السياسة التحريرية للصحف والمواقع، وباتت السرعة واللهث وراء الترند بديل عن التَّقصّي والبحث عن الحقيقة، وأصبح أجر الصحفي زهيدًا، ورُبَّما لا يكفي لسدِّ احتياجاته.

لم يَعد العمل في صحيفتين رفاهية لدى العديد من الصحفيين لكنّه بات أمرًا مُلِحًّا لتوفير نفقاتهم وسد احتياجاتهم، لأنّ الصحف والمواقع ليس في مقدورها دفع رواتب أكثر من الحد الأدنى لأجور الموظفين في الدولة، وعلى ذلك لا بديل للصحفي عن العمل في أكثر من موقع.

ومع ذلك الواقع المؤلم الذي يعلمه كل من دخل بلاط صاحبة الجلالة، ما زال بعض القائمين على صناعة الإعلام يجبرون الصحفيين على عدم العمل في صحيفةٍ أو موقعٍ آخر، غير عابئين بالأوضاع الاقتصاديّة التي آلت إليها المهنة، فَبِأَيِّ منطق نريد من الصحفي كُلَّ وقته وجهده دون أن نوفر له أدنى الحقوق الآدميَّة، وهو الحقُّ في عيش حياة كرِيمة!