الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 11:34 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رمضان زمان| بندور على الحقيقة.. تتر ”المشربية” تحفة فنية كتبها عبد الرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي

عبد الرحيم منصور وبليغ حمدي
عبد الرحيم منصور وبليغ حمدي

ما بين المسلسل والتتر علاقة وثيقة ممتدة في تاريخ الدراما الرمضانية، وفي دراما رمضان زمان كان التترأداة جذب لمشاهدة المسلسل وينتظر الجمهور بشغف سماع أصوات بعض المطربين الذين أعتادوا على غناء التترات كان من بينهم توفيق فريد الذى غنى تتر مسلسل "المشربية".

"بندور على الحقيقة على الأصالة.. هناك وهنا جواكم يا عالم جوايا أنا.. بندور على الحقيقة فى كل عيون بريئة" كلمات تتر مقدمة مسلسل "المشربية" التي تخطف القلب والتي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور بحب نابع من أوصال قلبه ممزوجة بألحان صديق العمر والفن بليغ حمدي ليقدما معا واحدة من أجمل وأرقى تترات المسلسلات.

صنع مسلسل "المشربية" حالة من النجاح الجماهيري وقت عرضه في رمضان 1978 ليكون واحد من أنجح أعمال السبعينات التليفزيونية في أولى أعمال الكاتب أسامة أنور عكاشة التي بدأها للتليفزيون الذي ألقى في جبعته الكثير من الدرر وبات الكاتب الأشهر في الدراما.

خطفنا "عكاشة" معه إلي عالم "المشربية" حيث أجواء أحياء القاهرة الشعبية لنعيش مع الشخصيات التي صنعها بحرفية شديدة لأهل الحي التي تتغير حياتهم وتصرفاتهم عندما يخبرهم العالم الأثري بوجود كنوز في الحارة ومن هنا يبدأ الأهالي في البحث عن الكنز، كانت القصة جاذبة للجمهور بجانب الديكورات التي تفوح منها رائحة الأصالة وبات الجميع يتمنى العيش في تلك الأحياء العتيقة.

"بندور ع الأصالة فى كل لمسة تريح.. في صورة مشربية طالة منها الصبية" كانت كلمات "منصور" شاعر الغربة والتغريبة الذي يقطر فن ومعجون بالموهبة بمثابة الروح التي بثت في المسلسل وساهمت بشكل كبير في نجاحه، كان بطل العمل شكري سرحان الذي جسد شخصية "الأسطى عباس" في واحد من أهم أعماله الدرامية بجانب عدد كبير من الفنانين أبرزهم نسرين وسميحة أيوب ومحمود الحديني وفردوس عبد الحميد مع الكبار أنور إسماعيل وإبراهيم الشامي وعبد الرحمن أبو زهرة في إخراج متميز للمخرج فخر الدين صلاح.

"فكروا دوروا.. تايهين ومش داريين.. ماشيين ومش عارفين.. على عيونكم غمامة.. جوة قلوبكم غمامة.. بس إنتوا مش شايفين" كانت الكلمات معبرة عن الأحداث وأهل الحارة الذين دخلوا في متاهة وأنساقوا خلف العالم الأثري بحثا عن الكنز والثراء السريع الذي سوف يغير حياتهم، "قدامنا مشربية جوانا مشربية.. إن رحنا ولا جينا نلقى قدام عنينا سورك يا مشربية".

كان الكورال يكمل خلف توفيق فريد باقي حكاية المشربية "يا صورة إحكي إحكي.. جواكي حاجات بتبكي.. واحنا شايفينك بس صورة وانتي مش قادرة تحكي.. احكيلنا إيه جواكي ع الناس اللي وراكي"، بينما لا تقل كلمات تتر النهاية عن البداية والتي تقول كلماتها "أحلامكم هي هي بعيدة عن الحقيقة.. أوهامكم هي هي بعيدة عن الحقيقة.. نحلم نرسي على بر وتشيلوا جذور الشر.. نحلم بالنفس الصافية حسوها بقلوب دافية"، بات المسلسل واحد من كلاسيكيات دراما السبعينيات ورسم ابن قنا عبد الرحيم منصور بكلماته صورة جميلة للمشربية بجانب لحن بليغ حمدي الذي يعيش في وجدان الجمهور المصري والعربي حتى الآن.