كل ما تحتاج معرفته عن نوع الدجاج الأول في العالم المقاوم لأنفلونزا الطيور

ابتكر العلماء أول دجاج مقاوم للإنفلونزا للمرة الأولى في العالم في تقدم يمكن أن يمهد الطريق للدواجن المعدلة وراثيا في مزارع المملكة المتحدة، بحسب دراسة جديدة قادها مجموعة من العلماء وذلك وفقا لما جاء بصحيفة الجارديان.

وكانت الطيور التي لديها تغيرات طفيفة في جين واحد، شديدة المقاومة لأنفلونزا الطيور، حيث لم تظهر على تسعة من كل 10 طيور أي علامات للعدوى عند تعرضها لجرعة نموذجية من الفيروس.

ورغم ذلك لم يتم حظر العدوى بشكل كامل، ويقول العلماء إنه يجب تحقيق ذلك قبل أن يتم إدخال الدجاج المعدل وراثيا إلى المزارع، بسبب خطر تطور الفيروس ليصبح أكثر خطورة على البشر.

وقالت البروفيسورة ويندي باركلي، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة التي نشرت في مجلة ناتشورال كوميونكيشن، إنه في ظل الجرعات الطبيعية، بدا أن دجاجنا المعدل جينيا يبدو مقاوم حقا، ولكن عندما تناولنا جرعة عالية جدا، لقد رأينا في نصف الدجاج عدوى اختراقية، لقد أظهر لنا هذا دليلا على مفهوم أنه يمكننا المضي قدما نحو جعل الدجاج مقاوم للفيروس، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد.

وأوضحت البروفيسورة ويندي باركلي، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، أن النتائج الأولية تشير إلى أن تعديل ثلاثة جينات، بدلا من جين واحد فقط، يمكن أن يمنع انتشار العدوى، مما يزيد من احتمال إدخاله في المملكة المتحدة، حيث يُسمح بتعديل جينات المحاصيل والحيوانات.

ولفتت إلى أن هناك مخاوف من انتشار مرض أنفلونزا الطيور الذي أدى إلى نفوق مئات الملايين من الطيور في أنحاء العالم خلال العامين الماضيين،بعد أن انتشر الفيروس أيضا إلى مجموعات الثدييات، بما في ذلك الفقمات وأسود البحر والمنك، وتسبب في وفاة العديد من البشر.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور مايك ماكجرو، من معهد روزلين بجامعة إدنبرة، إن أنفلونزا الطيور شديدة العدوى منتشرة على نطاق واسع في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، وقد انتشرت الآن إلى أمريكا الجنوبية ويخشى أن تنتقل إلى القارة القطبية الجنوبية.

وأضاف، أن هذا يتسبب في وفيات غير مسبوقة في الطيور البرية وتأثيرات مدمرة على الدواجن في المزارع، وهناك خوف متزايد من أن تنتقل أنفلونزا الطيور إلى البشر وتؤدي إلى جائحة آخر، كما أن تطعيم الطيور مكلف وذو فعالية محدودة بسبب التطور السريع لفيروس الأنفلونزا.

وأشار إلى أن التعديل الجيني طريق واعد نحو مقاومة دائمة للأمراض، والتي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، مما يحمي الدواجن ويقلل المخاطر التي يتعرض لها البشر والطيور البرية، كما ركز البحث على الجين ANP32، الذي يصنع البروتين الذي يختطفه فيروس الأنفلونزا ليكرر نفسه، وإذا تمكنت من تعطيل هذا التفاعل ومنع استخدام البروتين، فلن يتمكن الفيروس من التكاثر.

وقام فريق الدراسة بتربية الدجاج باستخدام تقنية تحرير الجينات Crispr لإجراء تغييرات صغيرة على جين ANP32A، وعندما تم تلقيح الدجاج المعدل جينيا بألف وحدة معدية من الفيروس، أي ما يعادل التعرض في العالم الحقيقي، أصيب طائر واحد فقط من كل 10 طيور بالعدوى وتخلص من كمية منخفضة للغاية من الفيروس على مدى بضعة أيام.

وقال البروفيسور ديريك سميث، مدير مركز تطور مسببات الأمراض بجامعة كامبريدج، إن هذه الدراسة تمت بشكل ممتاز وخطوة مهمة على الطريق إلى دجاج مقاوم لأنفلونزا الطيور، كما يقول المؤلفون، هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، والآن أصبح من الواضح الاتجاه الذي ينبغي أن يسير فيه هذا العمل.

اقرأ أيضًا: أوروبا تستقبل نوع جديد من الفيروسات خلال الفترة المقبلة