مدحت بركات يكتب: في ذكراك يا والدي بيقولي.. ماتتكلمش
اليوم ذكراك الثانية يا والدي واللي كان سببا في مرضك وموتك بيقولي ماتتكلمش.. ماتحكيش.. ماتتكلمش عن ألمك.. ماتتكلمش عن وجعك.. ماتتكلمش عن اللي ظلمك.. ماتتكلمش عن اللي دمرلك شقى أهلك وشقاك.. ماتتكلمش عن اللي حبسك وأهانك.. ماتتكلمش عن اللي لفق لك التهم وشوهك.. ماتتكلمش عن اللي سوّأ سمعتك.. ماتتكلمش عن اللي صادر فلوسك ظلم.. ماتتكلمش عن اللي كان سبب في شلل أبوك.. ماتتكلمش عن اللي كان سبب في موت أبوك.. ماتتكلمش عن اللي رفض إنك تحضر دفنة أبوك وإنت ابنه الوحيد.. ماتتكلمش عن نفيك بره بلدك.. أوعى تتكلم وأوعى تفتح بقك أو تنزل بوست أو فيديو تدافع بيه عن نفسك أو ترد بيه الاعتبار لاسمك وسمعتك وكرامتك.. أوعى أوعى لما تطلع تحاول ترد سمعتك وكرامتك أو اسمك على حسابنا إيااك!!! فاهم ولا لأ؟ إنت تسكت خالص.
بتقول نظامكم عمل الطرق والكباري والمدن الجديدة عايز أقولك إن السيسي في 5 سنين عجاف وفوضى وإرهاب وبدون اقتصاد ولا أمن عمل طرق ومدن جديدة ومطارات أكتر من اللي عملتوه في 30 سنة، وممكن تقولي مين السبب في الفقر والجهل والمرض والفوضى والإرهاب والسكن في العشوائيات وتحت أسلاك الضغط العالي وأحضان الجبال المتهاوية.. ويسكن الملايين منهم في القبور يزاحمون الموتى أماكنهم، من الذي ترك الناس تعيش في ظروف مأساوية يشاركون الحيوانات بالسكن والمأكل؟.
- أهملتم الثقافة والفن حتى ساد القبح والبلطجة والدعارة وأهملتم السينمات.
وإن كانت ما تمر به البلاد هذه الأيام من حالة اقتصادية صعبة سببها نظامكم الذي سرق على مدار 30 عاما ثروات البلاد وحكم فيها رجال منتفعون لحسابهم الشخصي ودمروا كل منافس لهم وتعاملوا بسياسة الاحتكار والمساومة وابتزوا واعتبروا الوطن حكرا لهم سلعة تباع وتشترى وتعاملوا مع الشعب بمبدأ السادة والعبيد والأتباع والمنبوذين.. اعتبروا الوطن شركة خاصة لهم ونحن فيها خدم وعبيد لهم ليس لنا إلا اللقمة التي نعيش بها.. لقد صار الفساد صناعة والرشوة أسلوب حياة وصدّروا للشعب المرض والجهل والفقر والخوف وملأوا مصر بالعشوائيات وحبسوا المعارضين ونهبوا البلاد بالقطعة ودمروا جميع الأجيال من مستثمرين وعلماء وسياسيين وتركوا البلاد من دون كهرباء ولا ماء ولا صرف ولا خدمات.
ذلك النظام هو الذي دمر مصر خلال الـ30 سنة الماضية، وهو سبب غضب الشعب المصري وقيامه بالثورات وقلنا هذا في وقته ولم نشارك في الفساد الذي نشروه بطول البلاد وعرضها، وتصدينا لذلك عبر جريدتنا «الطريق».. لم نقبل المساومة على وطننا ولا مبادئنا، كنا نرى الوطن ينهار ولم يقبل ضميرنا أو أخلاقنا أن نشاركهم في فسادهم.. اعتقولنا وشوهوا سمعتنا ودمروا مشاريعنا وكان قراري بالتصدي للظلم وفساد هذا النظام هو أخطر قرار اتخذته في حياتي ولم أندم عليه ولكن أثبتت الأيام أنه كان صوابا.. أوعى تقولى ماتتكلمش.
بتقولوا للناس ولا يوم من أيامك يامبارك.. أي يوم ده؟ فأنتم السبب الرئيسي فيما نحن فيه وما وصلنا إليه، لقد تركتم لنا إرثا ثقيلا.. ولكن بعون الله نحن قادرون ومعنا رجال مصر المخلصون الوطنيون.. حراس مصر الحقيقيون، الذين ضحوا ومازالوا يضحون على مدار كل السنين من أجل مصر والمصريين، هم رجال الجيش المصري الذين تحملوا مصائبكم التي تركتموها لنا، ولولاهم لما كنا آمنين في بيوتنا، نعيش في بلادنا آمنين معززين مكرمين، لا نخشى على الحدود، أو نقف في بيوتنا بالسلاح أو ننفى في بلاد أخرى غرباء.
بتقولوا آسفين ياريس؟ ..فعلا احنا آسفين ياريس احنا صبرنا عليك 30 سنة.
حبستونا مرة وعلى استعداد نتحبس مرات ومرات، نحن الذين اسقطنا الأنظمة الفاسدة وتخلصنا من رئيسين، وخرجنا بالملايين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو في يوم تاريخي لتفويض القائد العام للقوات المسلحة بعد أن انحاز لثورتنا في 30 يونيو للقضاء على الفوضى والإرهاب.
نحن المصريين الذين ورثنا تركة الفقر والجهل والمرض والفوضى والإرهاب والتخلف ولابد من إعادة بناء وطننا من جديد.. أوعى تقولي ماتتكلمش.
