كيف نجحت أوروبا في تخطي عقوبات أمريكا ضد إيران؟
لا تزال إيران تشكل أهمية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي، رغم العقوبات الأمريكية، وهو ما دفعها إلى الالتفاف عليها وتقيدم سبل الدعم لطهران في مسعى للحد من تفشي وباء كورونا.
صفقة أوروبية إيرانية
يحرص الاتحاد الأوروبي على إنجاز صفقة مع إيران، وذلك ضمن آلية "إنستكس" في خطوة تهدف إلى فك الحصار عن الجمهورية الإسلامية، وفقا لصحيفة "جازيتا" الروسية.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه هي المرة الأولى التي يفكر فيها الاتحاد الأوروبي بعقد صفقة "إنستكس" مع إيران، مشيرة إلى أن هذه الصفقة تم وضعها بشكل أساسي من أجل الالتفاف والتحايل على العقوبات الأمريكية، وقد تم إبرام هذه الصفقة لمساعدة طهران على شراء سلع طبية.
اقرأ أيضا: عاجل| ترامب يثير الجدل: ”أريد عودة الجماهير والنشاط الرياضي”
أحلام إيرانية
أما بالنسبة لإيران، فإن صفقة "إنستكس" ستكون خطوة إيجابية، حينما تشمل السلع الخاضعة للعقوبات والأهم لها هو بيع النفط الذي تقيده الولايات المتحدة بكافة السبل، لكن الأوروبيين، لم يكونوا منذ البداية على استعداد للقيام بمعاملات شراء الطاقة من طهران، وركزت هذه الآلية رسميا على شراء السلع التي لا تقع عموماً تحت القيود الأمريكية، وفقا للصحيفة.
عقبة إنستكس
ولفتت الصحيفة الروسية، إلى عقبة قوية تقف حائلا أمام إتمام صفقة "إنستكس" ممثلة في واشنكن، كونها تتخذ موقفا سلبيا من "محاولات الترويكا الأوروبية" التي تركز على إقامة تجارة مع طهران، وهي ما ستعوق مخططات واشنطن لفرض الضغوط القصوى على نظام خامنئي.
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز المعلومات الأوروبية، نيكولاي توبورنين: "ليس جميع الشركات الكبرى توافق على مواصلة التعاون مع إيران، لأنها تخشى أن تقع تحت وطأة العقوبات الأمريكية".
اقرأ أيضا: هل يستغل الحكام ”أزمة كورونا” لترسيخ تواجدهم في السلطة؟
وأضاف توبورنين، "على الأرجح سوف تخدم هذه الآلية الاتفاقات التجارية التي سوف تبرمها الشركات الأوروبية مع إيران، وبشكل أساسي بشأن إمدادات الطاقة، ويجب الاعتراف بأن قدرات الآلية ليست كافية لتحييد الحظر الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل كامل على العمليات التجارية مع طهران".
دعم إيران ضد كورونا
وسبق أن أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته لتقديم مساعدات إنسانية لإيران تقدر بـ 2 مليون دولار الشهر الماضي، لتتمكن الأخيرة من مواجهة أزمة فيروس كورونا الذي تفشى بشكل سريع في مختلف أرجاء البلاد، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وأكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن إيران ثاني دولة تعاني من فيروس كورونا المستجد، معتبرا أنه يستلزم من مختلف الدول على مستوى العالم تقديم كافة المساعدات التي تحتاج لها لمواجهة هذه الأزمة، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يعد مخالفة للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
ضرر العقوبات الأمريكية
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أن العقوبات الأمريكية على إيران تساهم وبقوة في عرقلة عملية احتواء فيروس كورونا، والتي تأتي بالتزامن مع الرفض الإيراني لأي مساعدات أمريكية طبية.
أزمة أمريكية أوروبية
تسبب فيروس كورونا في نشوب خلافات بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، فقد سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار حظر السفر من أوروبا إلى الولايات المتحدة، من أجل احتواء انتشار الوباء لكنه استثنى بريطانيا، وهو ما لم يلق ترحابا أوروبيا، حيث أعرب الاتحاد عن استيائه الشديد، خاصة فيما يتعلق بفرض حظر من جانب واحد على القادمين من دول منطقة شنجن دون التشاور معهم.
اقرأ أيضا: ”كورونا” يفجر أزمة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي
وفي هذا الصدد، قال مسؤول الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين: إن "فيروس كورونا يمثل أزمة عالمية لا تقتصر على قارة بعينها وتتطلب التعاون بدلا من التصرف من جانب واحد"، مضيفا: "الاتحاد الأوروبي لا يوافق على قرار الولايات المتحدة فرض حظر للسفر اتخذ من جانب واحد وبدون استشارة، والاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات قوية للحد من انتشار الفيروس".
يشار إلى أن إيران كانت سببا في نشوب الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ففي العام الماضي أعربت دول الاتحاد عن أسفها بسبب إعلان واشنطن عدم تجديد الإعفاء الممنوح لـ 8 دول تستورد النفط من إيران.
اقرأ أيضا: ترامب يقرر تمديد العقوبات الشاملة ضد إيران
ونقلت "رويترز" عن المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مايا كوسيانسيتش: " نشعر بالحزن تجاه القرار الأمريكي"، مؤكدة استمرار الاتحاد الأوروبي في الالتزام بالاتفاق النووي طالما أن إيران ستتحمل كافة مسؤولياتها.
