الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 06:38 مـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
أيمن رفعت المحجوب يكتب: من بلا خطيئة ليس إنسانًا التضامن الاجتماعي: فتح باب التقديم لمسابقة الأب القدوة لعام 2025 حتى الخميس 15 مايو الجاري رئيس جامعة الأزهر يتفقد الاختبارات الشفهية بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية ويشيد بحسن التنظيم اختتام فعاليات برنامج ”ستارز: خطوات نحو تحقيق نجاح حقيقي” بمكتبة الإسكندرية رئيس جامعة المنوفية يفتتح المعرض السنوي الرابع عشر لكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف وزير الزراعة ومحافظ القاهرة يتفقدان محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة قافلة طبية في سندوب بالدقهلية ضمن جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وزير الأوقاف: التراث الإفريقي مورد ثقافيّ مهمّ ومحور حضاريّ أصيل انطلاق فعاليات دورة ”المدرب الشخصي” بمحافظة البحر الأحمر تحت رعاية وزير الشباب والرياضة الواقع والتحديات الوطنية.. عنوان الجلسة الرابعة ضمن فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس توضح حقيقة المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشروعات استثمارية بتكلفة مليار و440 مليون جنيه لتطوير عيادات ومستشفيات التأمين الصحي وتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين بالبحيرة

الباذنـ...جان

أحمد السندوبي
أحمد السندوبي

يقال أن الباذنجان ( أو البدنجان- البتنجان- البرنجان) هو أكلة شعبية رغم أنه ليس له شعبية.

فقد أثبتت دراسة علمية دقيقة - لم يتم عملها حتى الآن- أن تسعين في المئة من الناس لايحبون الباذنجان وأن تسعة في المئة يأكلونه على مضض، وأن ٠,٩٪؜ قد يفضلونه أحيانًا، وأن فقط ٠,١٪؜ يحبون الباذنجان في كل أحواله. وأنا أنتمي لهذه الفئة الأخيرة المحظوظة.

والباذنجان يتجلى في صور كثيرة مثل:

-الباذنجان المخلل: (يُشترط أن يكون طويلًا ورفيعًا) تخيل أن تفتح الباذنجانة لتجدها اكتسبت من الداخل ذلك اللون الأحمر بطريقة سحرية غير معروفة.

-الباذنجان المقلي: وله درجات ومقاسات متدرجة تبدأ من الحلقات السميكة التي تقلى في زيت كثيف على نار هادئة وتنتهي بالحلقات الرقيقة في الفرن مع القليل من الزيت، ثم يضاف إليه الخليط السحري من الخل والثوم وهذا يناسب جميع الحالات النفسية والأذواق المختلفة وتنتشر البهجة مع الرائحة التي تملأ المنزل.

-الباذنجان المحشي (سواء الأسود أو الأبيض): وهو لا يحتاج للشرح.

-المسقعة: وهي تلك الطريقة الشيطانية التي يطبخ فيها الباذنجان مع الصلصة ليظهر منتج سحري لم يتوصل العلم بعد لطريقة مقاومته، قد يضاف إليه اللحم المفروم أو الجمبري.

من الممكن إضافة البطاطس أو تشكيلة من الخضروات. وتؤكل ساخنة أو باردة مع الرز والأفضل مع الخبز البلدي.

-البابا غنوج: الاسم ذاته يحمل من الحنان والدلال ما يدل عليه.

-هناك طبعًا المكدوس ولو صادفك الحظ وجربته على الطريقة السورية الأصلية فلن تنساه أبدًا.

-بعض المطاعم يضعه كمقبلات في السلطات الباردة وأنا شخصيًا أجدها فكرة رائعة.

-هناك اختراعات جديدة نوعًا مثل الباذنجان بالباشاميل، والباذنجان مع الدجاج والخضروات الذي يتم تسويته في ورق الألومنيوم على البخار أو بأسفل الرز ثم يتم قلب الحلة ليظهر على السطح عند التقديم.

-في سيناء هناك أكلة شهيرة اسمها اللصيمة أحيانًا يدخل فيها الباذنجان مختلطًا بالجبن وزيت الزيتون.

أستطيع أن أقول أنني أحببت هذه الأصناف جميعًا بل إنني عندما كنت أصغر سنًا كنت أحب أكل الباذنجان نيئًا.

بالتالي أنا أعتبر نفسي متحيزًا للباذنجان دون أي مورابة. بل إنني أحب شكله ولون الأسود اللامع.

لا يجب أن أنسى تؤمه الملتصق الفلفل الأخضر الذي غالبًا ما يكون شريكه في كل الأطباق ليضيف كل منهما إلى الآخر من رائحته وطعمه.

إذا لم تقنعك الأصناف التي ذكرتها دعني أذكر لك أسبابًا أخرى.

الباذنجان يصلح أن يؤكل وحده بالخبز أو في سندويتشات مع الجبن - ويفضل المش - (وإذا استطعت اقتناص الباذنجان ساخنًا مباشرة من المقلاة فستحظى بمستوى آخر من المتعة) أو يضاف على سندويتشات الفول أو الطعمية أو البطاطس.

يؤكل مع اللحم أو الطيور أو السمك أو الجمبري أو العدس أو وحده أو مع الأرز أو كمقبلات أو مع المحاشي.

في أيام الجامعة أو أيام المناوبات الليلية في المستشفى حينما كان يذهب أحدنا لإحضار سندوتشات للجميع كنت دائمًا ما أطلب سندوتشات الباذنجان رغم اعتراض أصدقائي الذين يقولون أن المطعم بالفعل يضع الباذنجان في سندوتشات الطعمية فلماذا تطلب سندويتش باذنجان ولكني كنت أصر على رأيي فالباذنجان له سيمفونيته الخاصة التي يعزفها منفردًا.

السادة الذين لا يحبون الباذنجان إن لم تقنعكم هذه الأسباب فأنتم تضيعون على أنفسكم قائمة طويلة من الوجبات والخيارات التي تستحق أن تجعلكم تعيدوا تفكيركم في طريقة حياتكم ذاتها.

بالنسبة لأصل تسميته بالباذنجان فلقد بحثت ولم أجد شيئًا مقنعًا، يُرجح أنه ظهر في الهند أو الصين.

وله أسماء كثيرة في اللغة العربية ( الأنب- الحيصل- الحدق- القهقب- المغد)، ربما الاشتقاق من الفارسية حيث يُسمى "إبذنج" ومعناها مناقير الجن.

أفكر أن أقوم بعمل دراسة تاريخية لأثبت أنه طعام سحري من أطعمة الجن ولذلك سُمي "باذنـ...جان".