الطريق
السبت 20 أبريل 2024 08:03 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دول وبس

د.السيد محمد راشد
د.السيد محمد راشد

الدعم السلعي أسس له الرئيس جمال عبد الناصر في ظل ظروف معينة، وكان يقصد به مساعدة الفئات الأولى بالرعاية في عز مجد الرأسمالية الجامحة بعد 1952.
وكل نظام سياسي بعد جمال كان بيضيف فئات جديدة للدعم إلى أن وصل إلى ما نحن فيه، كل الفئات تحصل على الدعم.
وطبعا الأغنياء هما أكتر ناس بيستفيدوا بالدعم، الغني هو اللي عنده سيارة وهو اللي بيستفيد بالبنزين المدعم، الفقير معندوش مش هيستفيد من دعم البنزين.
الغني هو اللي بيعلم ولاده في الجامعات، يبقى هيستفيد بالدعم المقدم في الجامعات والفقير لا.
يبقى نقدر نقول أن مع تغير ظروف المجتمع على مدى فترات طويلة، الدعم مبيفدش غير الأغنياء فقط.
لازم نعمل غربال ونخلي الدعم مقصور على الفئات الفقيرة اللي كلنا شفناهم مع حظر التجول، الفئات اللي بتكسب قوتها يوم بيوم بدل ما يخدوا كراتين من الناس الدولة تديهم كمية محترمة من السلع الضرورية ببلاش نهائي.
مين هما اللي هيخدوا الدعم السلعي؟
الناس اللي بتشتغل باليومية بس، ومنقولش حد تاني ومنضفش عليهم، ولا نقول أصحاب المعاشات ولا أي فئة أخرى.
هما الناس اللي مش مؤمن عليهم وبيشتغلوا باليومية وكورونا كشفهم، وحظر التجول جوعهم وجوع ولادهم.
إنما ليه الناس اللي دخلهم عالي يخدوا الدعم؟ فنان ليه ياخد دعم، أستاذ في الجامعة أو مدرس في مدرسة ليه ياخد دعم، الجيش، القضاء، الشرطة، ملاك الأراضي والعقارات ليه يخدوا دعم؟
احنا لو حطينا أيدينا على الناس غير المؤمن عليهم بس العدد هيتقلص إلى الربع أو أقل.
وهنا هقدر أديهم سلع كتير وببلاش، وأجود وأحسن في السلع دون أن نحمل ميزانية الدولة أعباء خرافية زي ما بيحصل دلوقتي.
الخطوة دي عاوزة شجاعة من متخذ القرار.
لازم الأمور تتعدل، والعدل يتحقق، ودي كلها أمور بسيطة مش هتكلف ميزانية الدولة مليم إضافي، دي هتخفض رقم الدعم في الموازنة كتير (الدعم السلعي، ودعم رغيف العيش).
يبقى فاضل استهلاك الكهرباء والمياه اللي بعد رفع الدعم أصبحت فواتير الكهرباء بأسعار خرافية ميقدرش عليها الناس اللي بيشتغلوا باليومية.
واللي يغيظ ويفرس أن في بعض الفئات مركبة تكييف في كل حجرة وبيدفعوا عشرة جنيه للمياه والكهرباء.
الوضع دا لازم يتغير وقت المعركة الكل بقى جنود، وكلنا شفنا الأطباء والممرضات اللي كانوا في الصفوف الأولى.
والأخطر من كده، الناس كانوا بيطردوا الدكتورة من العمارة اللي ساكنة فيها لما يعرفوا إنها طبيبة في العزل، وده مبيحصلش مع الجندي اللي بيحارب على الجبهة اللي الكل بيستقبله بالورود، فيه ظلم أكتر من كده؟.
كورونا أثبتت بما لا يدع مجال للشك، أن القوة الناعمة (جميع المهن) لايقللون بأي حال عن القوة الخشنة(جيش وشرطة).
ووقت الشدة كلنا جنود فداء الوطن، وكل الحروب المستقبلية هتكون كده مش بالمدفع ولا الصاروخ.
أنا اتأثرت جدا من أجل طبيبة الإسماعلية اللي الناس طردوها من شقتها لما عرفوا إنها بتشتغل في مستشفى العزل خوفًا من نقلها المرض للسكان.
وتأثرت كذلك من رفض المواطنين دفن جثمان في مدافن القرية، وكان يعالج من كورونا وتوفاه الله.
وكأن الموت جديد على الناس، وهما بيدفنوا كل يوم قتلى كثر من حوادث على الطرق.