الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 12:37 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

كورونا والليمونة المجنونة

سعيد محمود
سعيد محمود

قديما كنا نقول عندما يغضب أحدنا أو يمر بموقف صعب "هاتوا له ليمون يروق دمه".

والحقيقة أن تلك المقولة أصبحت من المأثورات المصرية، بعد وصول سعر الليمون هذه الأيام لـ 25 جنيها للكيلو، و30 جنيها في بعض المناطق، وما زال الارتفاع مستمرا.

صدق أو لا تصدق عزيزي المواطن، تلك الحبة الصفراء الحمضية أصبحت تنافس التفاح الأمريكاني في سعره، بعد أن وصل إلينا السيد كورونا المستجد بطلته غير البهية.

اقرأ أيضا: كورونا ولعنة "بيقول لك"

فما إن شاع في أوساط السوشيال ميديا والواتس اب، أن الـ"غرغة بالماء والخل والليمون" تقي من هجوم الفيروس ثقيل الظل- وهو ما ليس له أي سند علمي- إلا وانطلقت جموع المصريين الحاشدة، لاقتناص كل ما تقع أيديهم عليه من الثمار المسكينة.

وبين ليلة وضحاها، ارتفع سعر كيلو الليمون من ثمانية جنيهات، إلى 12، حتى وصل إلى 30 جنيها، وهو بالطبع ما حدث مع كل ما تصور الناس أنه من أسلحة مواجهة المحتل الفيروسي.

ناهيك عن شراهة الشراء التي فاقت ما يتمتع به "دراكيولا" نفسه، لخوفهم من تطبيق الحكومة للحظر الكلي، وتخيلهم أنهم سيعانون من نقص الطعام والشراب، لدرجة أن أحد التجار أقسم لي أن سيدة بسيطة اشترت 12 قفصا من الطماطم، متسائلا في دهشة "أين ستخزن تلك الكمية؟".

اقرأ أيضا: لعنة "الترافيك"

وفي ظل تلك الظروف الفيروسية، قادني حظي الحسن لشراء ربع كيلو ليمون، وقتها رأيت صبي الخضري ينهر الأطفال الصغار الذين يعبثون بـ"مشنة الليمون"، الـ"مشنة" نفسها التي كان الأطفال ينتهكونها هي وليمونها منذ أشهر، ولم يكن صبي الخضري ولا معلمه نفسه يحركان ساكنا، لكنه اليوم أصبح كنزا، ولن نبالغ حينما نقول أنه "ليمون يبيض ذهبا".

وأنت اليوم عزيزي المواطن، بدلا من أن تعصر ليمونة واحدة على طبق الفول في إفطارك، ستكتفي بنقطة أو اثنتين على أقصى تقدير.

اقرأ أيضا: معجزة الشيخ عامر

أكتب إليكم هذه الكلمات وأنا أشرب كوبا صغيرا من الليمون في دورة المياة، لا تتعجبون، ألم يكن أحدكم يشرب سيجارة في الخفاء بالحمام خشية أن يراه والده؟

هذا ما فعله أخوكم الفقير إلى الله، عندما "هفته نفسه" على كوب ليمون، وخشى أن تراه زوجته.