ليبيا وقضية الحدود الغربية

يغيب عن كثير من المحللين لأقوى خطاب سياسي للرئيس السيسي ورسائله مجموعة من الحقائق الموضوعية التالية:

أولا: إن افتتاح قاعدة سيدي براني وتفتيش الحرب لقوات المنطقة الغربية، إنما يحمل رسالة أن الحدود الغربية لمصر وإن كانت تمثل الأمن القومي المصري، إلا أن الأمن القومي يمتد داخل أعماق الجماهيرية الليبية، وذلك من قوله إن خط سرت الجفرة وهو وسط ليبيا من جهة الغرب خط أحمر، ولمصر حق الدفاع الشرعي، والعبث في هذه المنطقة بمثابة إعلان للحرب على مصر يقتضى الرد بالقوة الغاشمة.

ثانيا: إن إيجاز رسائل الرئيس لمن لهم قلوب يفقهون بها وعيون يبصرون بها أن مصر دولة تحمي ولا تهدد.. تصون ولا تبدد.. تشد أزر الصديق.. ترد وبقوة غاشمه كيد العدو.. لذا فإن الصبر والحلم المصري ليس ضعفا أو خوفا، وإنما من قبيل منح الفرص وطرق كل الأبواب لصون كرامة وحق الأشقاء في ليبيا، وإذا دقت طبول الحرب فقواتنا قادرة على الردع، وبقوات استعرضنا ملامحها برية وبحرية وجوية على قواعدنا البرية والبحرية والجوية، محمد نجيب العسكرية، وسيدي براني على طول الحدود الغربية.

ثالثا: إن هدف مصر نتيجة لانتمائها القومي العربي صيانة حقوق وثروات الشعب الليبي، وحفظ كرامته وإنهاء الوجود الأجنبي والمليشيات والمرتزقة لأمن ليبيا وتأكيدا للأمن القومي المصري وحماية الحدود.

رابعا: إن موقف مصر الثابت في دعم قضايا الأمة العربية طوال تاريخنا لم ولن يكن لأغراض وأهداف غير معلنة، ويدل على ذلك أن انطلاق القوات المصرية من حفر الباطن بالسعودية لتحرير الكويت دفعت فيه أغلى الدماء، وعند تقسيم كيكة إعادة الإعمار وما تمثله من فرصة لموارد مالية لم تشارك أيا من الشركات المصرية في مشروعات إعادة الإعمار ولم تمن على أحد، فمصر طوال مسيرة نضالها دفاعا عن أمتنا العربية تدفع الدم والمال والإمكانيات المتاحه، لم تأخذ الثمن بل يعايرنا البعض بقلة ذات اليد متناسين أننا دفعنا حينما غابوا والعالم لنصرة وسلامة بلادهم.

خامسا: إن الاستثمارات الليبية الرسمية في مصر تتعدى 12 مليار دولار، مصونة وتنمى ويديرها الكوادر الليبية في حراسة الشعب المصري، فضلا عن ذلك على أرض مصر أكثر من نصف مليون مواطن ليبي فروا في أعقاب الفوضي وهم ضيوف علينا إخوة نتقاسم معهم حق الحياة.

وختاما مصر هي "السندة في الميلة.. وفي الحر ضليلة" لكل باحث عن الحق في الحياة والحرية.. سلمت عظيم مصر وانت تتحدث برسائل القوة مؤكدا أن مصر ستظل رغم التآمر والأنواء والأعداء مرفوعة هاماتها عزيزة صواريها.. وعاش نضال الشعب المصري.