الطريق
السبت 11 مايو 2024 07:30 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد واقعة سيدة كفر الشيخ.. استشاري نفسي: الحل في العقاب الرادع والوعي المجتمعي

سيدة كفر الشيخ
سيدة كفر الشيخ

انتشرت خلال الَاونة الأخيرة ظاهرة غريبة على المجتمع المصري، وذلك بعد انتشار أخبار بطريقة مكثفة عن ضبط فتيات تقوم بأعمال منافية للَاداب، ولم يتوقف الأمر عند الفتيات المراهقات فقط بل وصل إلى النساء المتزوجات أيضًا، واَخرهن واقعة سيدة كفر الشيخ الشهيرة والتى ضبط زوجها صورًا غير لائقة على هاتفها واتهمها بالزنا، بعدما قدم للنيابة العامة 73 مقطعا جنسيا، و135 مكالمة صوتية، مع راغبي المتعة بإحدى الدول العربية.

ولمعرفة الدوافع والأسباب التى قد تدفع بالفتيات المراهقات وأيضًا المتزوجات إلى ارتكاب مثل هذه الوقائع، حاورت جريدة "الطريق" الدكتور علاء الغندور استشاري الطب النفسي والسلوكي، والذي أكد فى بداية حديثه أنه لا حل إلا "بالعقاب الرادع".

 

أسباب انتشار ظاهرة الخيانة وممارسة الرذيلة

بدوره أوضح استشاري الطب النفسي والسلوكي، أن هناك عدد كبير من الفتيات انتشرت بينهم هذه الظاهرة، نظرًا لعدة أسباب من بينها صعوبة الزواج فى الفترة الحالية بسبب الصعوبات المادية وغياب الأخلاق والبعد عن الدين، بالإضافة إلى كثرة العلاقات بين الشباب والبنات بفضل وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، والتى أتاحت لكثير من الفتيات إستخدام بعض الأساليب فى محاولة لجذب أنظار الشباب.

وتابع استشاري الطب النفسي والسلوكي، أن بعض هذه الأساليب قد تكون من خلال ارتداء الفتيات للملابس غير اللائقة أو إظهار المفاتن بكل الطرق، مستخدمين فى ذلك نشر الصور غير المحتشمة أو شبه العارية كما نري جميعًا ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: مفاجآت جديدة بقضية سيدة كفر الشيخ.. أتعاب السهرات الحمراء بالدولار والدرهم

وأشار الغندور إلى أن الكثير من الفتيات توهم نفسها بأن ما تقوم به هو فى إطار الحب بينها وبين الشاب الذي تقوم معه بمثل هذه العلاقة غير السليمة.

وأوضح استشاري الطب النفسي، أنه بالنسبة للسيدات المتزوجات اللاتي يقمن بمثل هذه الأفعال المنافية للاَداب، واَخرهن الواقعة التى تتناولها وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين عن سيدة كفر الشيخ، قد يطلق عليها اسم "حالة الطلاق العاطفي"، والتى ترجع إلى أن الزوج يحاول جاهدًا العمل فى أكثر من وظيفة حتى يتمكن من تلبية احتياجات زوجته وأبنائه المادية، ولكن ذلك يؤثر بالسلب على العلاقة العاطفية بينهما ما قد يؤدي إلى بحث أحد الجانبين أو كلاهما عن طريق اَخر لإشباع هذه الغريزة.

اقرأ أيضًا: الهوس بالشهرة.. بدأت بمودة الأدهم وحنين وصولًا لهدير الهادي (صور)

الوعي المجتمعي لظاهرة الإنفلات الأخلاقي ووسائل التواصل الاجتماعي

وأكد الغندور، على ضرورة انتباه المجتمع بأكمله إلى مثل هذه الظواهر الجديدة على مجتمعنا، وحتى نتمكن من منع حدوث إنهيار مجتمعي بسببها.

وأضاف، أن الهواتف والفراغ عاملان قد يكونان أحد الأسباب الجوهرية لحدوث مثل هذه الظواهر الإنحرافية أيضًا، حيث يساعدان فى تطور مثل هذه العلاقات الغير شرعية بطريقة كبيرة.

وأشار الغندور أنه على الرغم من كل العوامل السابقة، إلا أنه بإمكان الزوجين إنشاء منظومة تعامل عاطفي فيما بينهما أيًا كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي بينهما، والكلمة الطيبة تساعد كثيرًا فى ذلك، لافتًا إلى أن الغرب الذي يتخذه البعض قدوة هذه الأيام، لا يقولون كلمة "بحبك" إلا بعد مراجعة كبيرة لاتخاذ قرار الإدلاء بمثل هذه الكلمة التى يستخدمها كثير من الشباب فى وقتنا هذا بغزارة ولأسباب لا تمت للحب بصلة بل بهدف إقناع الفتيات على ممارسة الرذيلة تحت ستار "الحب"، وبعد ذلك قد تتطور العلاقة للزواج "العرفي".

نصائح وطرق العلاج لمثل هذه الظواهر "العقاب الرادع"

وذكر الغندور، مجموعة من النصائح التى تساعد على إنهاء مثل هذه الظواهر الغير أخلاقية فى مجتمعاتنا، وأولها ضرورة وجود توعية إعلامية بشكل موضوعي من خلال التعليم التفاعلي النشط "لبناء الشخصية"، وتعني هذه الجملة ضرورة دراسة أنماط هذه العقول وكيفية استقبالها لمثل هذه الموضوعات وكيفية التأثير عليها، فضلًا عن التحدث بأسلوب علمي يمكنه أن يصل لجميع الفئات.

وتابع، أن الإعلام الديني له دور كبير أيضًا، ولكن يفضل أن يكون بأسلوب بسيط يمكنه الوصول إلى رجل الشارع البسيط يتناسب مع نفسيته المحطمة والمدمرة، باستخدام طرق مختلفة فى سرد المعلومات وتقديم الموعظة الحسنة بشكل مبسط وجميل.

وأكد الغندور، على ضرورة وجود عقاب رادع قانوني يمكنه الحد من هذه الظواهر، وأنه لا بد من الحفاظ على القيم والسلوكيات المجتمعية باستخدام شتى الوسائل فى ذلك، ومن بينها المسلسلات والأفلام وما يعرض على الشاشات وضرورة توعية المستقبل أن حدوث مثل هذه الظاهرة لا يمر مرور الكرام.