الطريق
السبت 20 أبريل 2024 02:41 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
جولدن تاون: العاصمة الإدارية تمتلك جميع مقومات النجاح.. وأنجزنا 4 مشروعات جديدة خلال سنتين* حصاد نشاط وزارة الهجرة في أسبوع مشروع رأس المال الدائم لطلاب الشهادات الفنية.. «مزايا وأهداف» م. محمود سامى : تنمية الصعيد فى أولويات الحكومة ونشارك فى تنفيذ الخط الثانى للقطار الكهربائى وكيل لجنة الإدارة المحلية: تقسيط قيمة التصالح فى مخالفات البناء و إعادة النظر فى طلبات 2019 المعلقة رئيس الوزراء : نشهد اليوم تشغيلًا تجريبيا لأول مقاسات من السيارات الملاكي والأتوبيسات في بورسعيد . أسرة الطريق تهنئ اللواء علاء الدين خليل بزفاف نجله بحلول أكتوبر.. رئيس الوزراء يستعرض الحجم والقيمة الإنتاجية لمصانع بيراميذ محافظ الغربية يتفقد أعمال رصف طريق مصنع تدوير القمامة بدفره ضبط ألف نسخة كتاب خارجى بدون تصريح داخل مطبعة ضبط محل لبيع أجهزة فك شفرات القنوات الفضائية غير المصرح بالأسواق أمينة خليل عن دور الراقصة في «شقو»: «عايزه أغير جلدي»

من كنوز الصحافة..

عبد الفتاح القصري في حوار نادر: ”جورج أبيض ضربني بالقلم.. وعلمت الحانوتية سر المهنة”

عبد الفتاح القصري
عبد الفتاح القصري

• مرتبي كان 40 جنيها.. والله يعلم أنني ليس لي أرصدة في البنوك

• لأني صريح تقولون إنه لا يعجبني العجب

• كنت أهرب من مدرسة "الفرير" لأجلس مع الفتوات

• أعمل لكي أعيش وأدفع إيجار الشقة وأجرة الترزي وحساب البقال

• أريد صحتي من أجل أن أظل واقفا على المسرح

بمجرد ذكر اسمه يتبادر إلى الذهن العديد من الأعمال والقفشات المضحة، ما بين "الباز أفندي ده راجل أنا نفسي اتمناه"، و"دي ست دي ولا ست أشهر" و"يا صفايح الزبدة السايحة"، وغيرها من "الإفيهات" الكوميدية التي لا يملك المشاهد معها إلا أن يضحك من قلبه، إنه الكوميديان عبد الفتاح القصري الشهير بـ"الريس حنفي أنعم وأكرم".

ومن مفارقات القدر، أن الرجل المرح صاحب الروح الطيبة، فارقته النجومية والشهرة في أيامه الأخيرة، وهجره الأصدقاء بعد أن فقد بصره وخانته زوجته، ليموت حزينا وحيدا بعد أن أضحك الجميع بأعماله وخفة دمه.

حوار نادر مع عبد الفتاح القصري

فبعد أن فقد عبد الفتاح القصري بصره على خشبة المسرح، ظل فترة في منزله بمنطقى السكاكيني، قبل أن تنقلب عليه زوجته الخائنة، فيطلقها ويذهب إلى منزل أخيه بالشرابية فيمكث به ما بقي من أيامه القليلة، ثم يفارق الحياة.

وفي حوار نادر أجرته معه مجلة "الكواكب" في الثاني من أكتوبر عام 1962، بعد فقدانه بصره بفترة ليست بالقصيرة، تحدث الراحل عن اشتياقه للمسرح، وقصة أول مرة مثل فيها دور المعلم ابن البلد، كما قال رأيه الصريح في المسرح والتلفزيون ومعهد التمثيل أيضا.

حوار نادر مع عبد الفتاح القصري

ورغم أن القصري بحسب وصف "الكواكب"، كان يبدو عليه الحزن الشديد والكآبة بسبب مرضه، وتواضع مسكنه الكائن في الدور الأرضي بحي السكاكيني، إلا إنه حافظ على ابتسامته وهو يتحدث عن مرضه، مؤكدا ثقته في أن دعاء الجمهور حتما سيتسجيب له الله ويشفيه ليقف على المسرح مرة أخرى.

قصة القصري مع المعلم والحانوتي

وعندما سأله محرر "الكواكب" إن كان سيمثل دور المعلم مرة أخرى، رد عليه عبدالفتاح القصري على الفور "نعم، سأمثل دور المعلم مرة أخرى، وثانية وثالثة، إنني أحب أبناء البلد، وأكون سعيدا كلما مثلت دور ابن البلد، ولذا أمثله بهذه الطريقة منذ أن اسنده إلي نجيب الريحاني حتى اليوم".

ويسترسل القصري قائلا "الله يرحمه الأستاذ نجيب كان فنانا نافذ البصيرة، لقد اكتشف أنني أحب أبناء البلد، فقد كنت أحب التردد على حي المدبح والجلوس مع الفتوات، وكنت دائما أفضل مشاركة أبناء البلد في الأحياء الشعبية حياتهم، ومن هنا تسلل إلى وجداني طريقة حديثهم ومشيتهم وحلهم لمشاكلهم، وقد أسند الريحاني أول دور لابن البلد لي ومثلته بإجادة، ومن يومها لصق بي هذا الدور".

ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها أشهر معلم في السينما المصرية، أنه كان يعتز كثيرا بدور الحانوتي أيضا، حيث ذكر أنه جسده لأول مرة في مسرحية "ما حدش واخد منها حاجة"، والتي شهدت بحسب قوله، إقبالا كثيرا من "الحانوتية" على مشاهدتها في المسرح، مضيفا "ربما كانوا يريدون أن يتعلموا مني أصول المهنة على حقيقتها".

بداية "الريس حنفي" مع التمثيل

روى القصري في حواره مع "الكواكب"، ذكرياته مع أول مرة وقف فيها على خشبة المسرح، والتي كانت مع جورج أبيض، قائلا: "لا أذكر متى كان ذلك، ولا أذكر الدور الذي مثلته مع هذا الرجل العظيم، كل ما أذكره أنه كان مطلوبا مني أن أبكي على المسرح، وحاولت أن أبكي فجاء البكاء تمثيليا، ورأى المرحوم جورج أن هذا تزييف، فمكا كان منه إلا أن أجبرني على أن أذرف دموعا حقيقية، لقد صفعني على وجهي بعنف فبكيت بالفعل، ولم يعرف الجمهور هل كنت أبكي وأنا أمثل أم كنت أمثل وأنا أبكي".

حوار الكواكب النادر مع القصري

وعن حياته قبل التمثيل، قال الممثل الشهير: "كنت لا أعمل شيئا غير أن أذهب إلى مدرسة (الفرير)، أو قل أهرب منها في كثير من الأحيان وأعود إلى بيتنا، أو إلى محل الصاغة الذي يملكه والدي في (حي الصاغة)، لقد كانت أمنية والدي أن أتابع دراستي حتى أصبح من علية القوم، ولكني أحببت (الصرمحة) والشقاوة واللعب في الحارة، ثم أحببت أبناء البلد والفتوات، وشرعت أقضي الكثير من وقتي معهم، حتى اهتديت إلى فرقة المرحوم جورج أبيض، وهكذا بدأت حياتي مع التمثيل، ثم عملت مع الريحاني، وظللت أعمل معه لثماني سنوات، وكان معنا المرحوم عبد العزيز أحمد، ومحمود المليجي، وحسين رياض، ومن قبل هؤلاء عملت مع عزيز عيد، وكنا جميعا كأننا أشقاء، نتقاسم الخير، والشر أيضا، كنت سعيدا، تصور أن مرتبي كان 40 جنيها! كانت أيام".

القصري لا يعجبه العجب

وعن رأيه في مسرح الستينيات، قال "الريس حنفي" إنه يرى أن المسرح كان في عصره الذهبي في عهد جورج أبيض وعزيز عيد ونجيب الريحاني، مؤكدأ أنهم عباقرة لم يتكرروا، قائلا: "كنت أقف مذهولا أمام تمثيل جورج أبيض، لقد كان قمة، كان يستولي على المسرح بممثليه وجمهوره، والويل لمن لا يجيد الدور معه ... المسرح اليوم في عهد الصفيح، لا وجه للمقارنة بين الآن وعصر المسرح الذهبي، فين أيام بشارة واكيم، وأيام ما مثلت في (سي عمر)، و(الدنيا لما تضحك)، و(30 يوم في السجن)".

ورغم شهرته الكبيرة التي نالها في السينما، حيث عرفه الجميع بأدواره المميزة فيها، إلا إن القصري كان يفضل المسرح عليها، حيث قال إنه يرى أن المسرحية الواحدة تعبر دروسا للمثل والمتفرج، وأن المسرح هو الذي يظهر قوة الممثل الحقيقية.

بينما قال إن التلفزيون لا يعجبه بالمرة، وانتقد الكثير من برامجه، كما أوضح أن المسرحية التي سجلت له مع إسماعيل ياسين وعرضت على شاشته لم يكن راضيا عنها، كما انتقد أيضا معهد التمثيل قائلا إنه لم يحقق نجاحا في هذا الميدان، وكل الممثلين الذين تخرجوا فيه من مستوى ضعيف، وأقدامهم ليست ثابتة على المسرح.

رأي المعلم الضاحك جعل محرر "الكواكب" يقول له إنه لا يعجبه شيء، ليرد عليه القصري قائلا: "لأنني صريح تقول عني إني لا يعجبني العجب، أنا لا أهاجم المسرح، أو السينما، أو التلفزيون، أو معهد التمثيل، كل ما في الأمر أنني أنشد مستوى عال.. إنني طموح، أتمنى أن أجد المستوى الذي أرضى عنه".

الله موجود

وعن سبب عمله في المسرح وقتها رغم كونه ثائرا عليه كما وضح في كلامه، قال القصري: "أعمل لكي أعيش، لا بد أن أدفع إيجار الشقة، وأجرة الترزي، وحساب البقال ... لكن أمنياتي وآمالي أكبر من صحتي، إنني أريد أن أمثل وأمثل، وأظل أمثل 24 ساعة في اليوم، ولكن صحتي لا تحتمل هذا الإرهاق، إنني في هذا المرض كثيرا ما أتمرد على ضعفي، وأقف لأمثل أمام المرآة"، وأضاف وعيناه تترقرق بالدموع: "كم أتمنى أن أشفى، أريد صحتي من أجل أن أظل واقفا على المسرح، لكني أعلم أن الله موجود، ويعرف أنني ليس لي رصيدا في البنوك".

عبد الفتاح القصري

كانت تلك لمحة من حياة الكومديان الراحل عبد الفتاح القصري قبل وفاته بعامين فقط، حيث مات الرجل وحيدا، في الثامن من مارس عام 1964، متأثر بحزنه ومرضه، لتنتطبق عليه كلمات منولوج صديقه إسماعيل ياسين "عيني علينا يا أهل الفن يا عيني علينا.. العمر كله عرق ودموع.. وشبع أو جوع وغنى وحرمان..من اللي يسوى وما يسواش.. بفلوس وبلاش نتسم كمان".

موضوعات متعلقة