الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 03:26 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عميد العلوم السياسية الأسبق تكشف لـ”الطريق” الضرر الاقتصادي على فرنسا بعد المقاطعة.. و”ماكرون فاشل”

دكتورة علياء المهدي
دكتورة علياء المهدي

"المقاطعة".. اللعنة الاقتصادية التي لم تكن تتوقع فرنسا أن تلاحقها ردا على السخرية من الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وللتحريض على المسلمين وارتكاب جرائم القتل ضدهم.


سخرية شارل إيبدو

أصرت مجلة "شارل إيبدو" الفرنسية الساخرة على عرض رسومات كاريكاتورية ساخرة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم متجاهلة مشاعر المسلمين سواء داخل فرنسا أو خارجها، الذين اعتبروا أن هذه الصور تعد استفزاز وإساءة غير مقبولة متغنية بـ "حرية الرأي والتعبير".

لم يتوقف الأمر على صحيفة "شارل إيبدو" فقد بدأت ممارسات لترسيخ السخرية من الإسلام والرسول في عقول الأطفال من خلال مدرس للتاريخ يدعى صموئيل باتي، تعمد عرض هذه الصور على أطفال لم يتعدوا الـ 13 عام ليكونوا على قناعة منذ الصغر بأن السخرية من الأديان أمر عادي ولا عيب فيه طالما أنه يندرج تحت مبدأ "حرية التعبير".

اقرأ أيضا: الشرطة الفرنسية تطلق حملة شاملة لملاحقة المتطرفين

موقف ماكرون

وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقتل المدرس الفرنسي الذي لقي مصرعه بعد أن تم ذبحه على يد شاب شيشاني، وانتقد ما حدث واعتبره إرهابا ممنهجا، مع إدلائه بتصريحات نارية أكد فيها أن بلاده لن تتخلى عن هذه الصور الساخرة، وتعمد تجاهل عمليات القتل التي مورست ضد سيدتان مسلمتان على يد مجهولين والكلمات التي ترددت حيث وصف العرب بأنهم "قذرين"، فجاء رد فعل عربي سريع.

مقاطعة فرنسا

 

تمكن هاشتاج "إلا رسول الله يا فرنسا" الذي انتشر على "تويتر" من اجتياح العالم، حيث نشره العديد، وأعربوا عن رفضهم واستيائهم من الإسائة التي وجهت والتصريحات الاستفزازية للرئيس الفرنسي، وكانت مصحوبة بمطالبات لمقاطعة المنتجات الفرنسية والسياحة أيضا والتوقف عن السفر إلى هناك.

وأدان كل من "منظمة التعاون الإسلامي، و‍مجلس التعاون الخليجي، ووزارة الخارجية الكويتية"، تكرار نشر الرسوم المسيئة للنبي، وموقف ماكرون المتناقض، كما قال عضو مجلس الأمة الكويتي خالد محمد المونس، في تغريدة له على "تويتر": "رئيس "فرنسا" ‬أعلن عن سريرته القبيحة بخلطه الأوراق وإصراره على عدم تخليه عن نشر الرسوم المسيئة لأشرف الخلق، بعد أن فقدنا الأمل في الحكومات العربية والإسلامية على الشعوب أن تلقن هذا التطرف درساً بمقاطعة المنتجات الفرنسية".

خطوة على أرض الواقع

 

كما قررت الكويت أن تتخذ موقف فعلي على أرض الواقع، واستجابت للدعوات التي وجهت وأعلنت بالفعل مقاطعة المنتجات الفرنسية ورفعها من الأسواق التجارية، والتأكيد على مُقاطعة سياحة فرنسا، وعدم السفر إليها.

ونشر المغردون قائمة بالمنتجات الفرنسية الموجودة في الأسواق العربية، ودعوا لمقاطعتها.


اقرأ أيضا: بعد أيام من ذبح مدرس.. الشرطة الفرنسية تعتقل المسيئين للنبي محمد


في حال التهديد الفرنسي

 

وقالت الدكتورة علياء المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة، إن فرنسا إذا هددت بمقاطعة المنتجات الكويتية كرد على الخطوة التي اتخذتها الكويت ضدها برفع سلعها الاستهلاكية من السوق التجاري، فإن ذلك لن يؤثر سلبا على الإقتصاد الكويتي بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى أن هناك بدائل عدة.

وأشارت علياء المهدي في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن فرنسا في حاجة ماسة للسوق الكويتي أكثر من احتياج الكويت للسوق الفرنسي، موضحة أن فرنسا تبيع للكويت طائرات والعديد من الأسلحة الحربية، ما يؤكد أن المقاطعة الكويتية ستؤثر سلبا وبقوة على فرنسا من الناحية الاقتصادية، خاصة وأن هناك بدائل للإنتاج الحربي الفرنسي في العديد من الدول على مستوى العالم، فهناك ضرر كبير سيقع على فرنسا.

احترام المسلمون للأديان

 

وأكدت الدكتورة علياء المهدي أن المسلمين يحترمون الإسلام وغيره من الأديان السماوية ولا يتجاوزون مع أيا من الرسل والأنبياء ونعترف بهم جميعا، لكن فرنسا وغيرها من الدول يتعمدوا السخرية من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن قرار المقاطعة الذي طبقته الكويت وطالب به العرب هو رد طبيعي.

اقرأ أيضا: بعد ذبح مدرس التاريخ.. طعن مسلمتين ببرج إيفل

ماكرون فاشل

وبحسب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عاجز عن لعب دور البطل، فقد حرص على السفر إلى لبنان وليبيا وغيرها من الدول في المنطقة العربية وتظاهر بأنه سيعمل على حل الأزمات التي تعاني منها الدول الإسلامية، ثم يأتي بعد ذلك للسخرية من الإسلام والرسول الكريم، منوهة أن ما حدث يؤكد فشله في إدارة الأمور من الناحية السياسية.

وأوضحت الدكتورة علياء أن نسبة كبيرة من الشعب الفرنسي مسلمون وشجع الشعبين المغربي والجزائري على الإقامة في فرنسا، فكان يستوجب عليه إذا احترام مشاعرهم بعدم الإسائة لدينهم أو نبيهم، وعدم الإفصاح عن إصراره بالتمسك بالصور المسيئة التي تم نشرها حتى وإن كان في قناعته الشخصية يؤمن بالإسائة من الأديان والرسل.

اقرأ أيضا: ”إلا رسول الله يا فرنسا” هاشتاج يجتاح العالم للدفاع عن النبي.. وماكرون: ”حرية تعبير”

ماهية الإسلام

واختتمت الدكتورة علياء المهدي بأنه وإذا كان هناك بعض المسلمون يفكرون بطريقة خاطئة أو متطرفة فهذا لا يعني أن الإسلام دين سئ ولا يحق للرئيس الفرنسي أن يوجه تصريحات مسيئة بهذا الشكل، فمن الغريب أن يقوم رئيس مسؤول مثله بمثل هذه التصرفات أو الإدلاء بمثل هذه التصريحات.

موضوعات متعلقة