الطريق
الخميس 16 مايو 2024 12:59 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من أرشيف الصحافة.. هل هزم الشيخ الشعرواي عفريت الجن بالفعل؟ (صور)

الشيخ محمد متولي الشعرواي
الشيخ محمد متولي الشعرواي

الرعب من الجن والعفاريت كثيرا ما يسبب المرض العقلي لبعض البشر، منهم من يؤمن بشدة بكونهم يتحكمون في حياته، ولا يخطو خطة إلا بمشورة الدجالين والمشعوذين، ومنهم من يخاف من مجرد ذكر اسمهم، والبعض الآخر يعتقد دوما أنه ممسوس من الجن.

وانطلاقا من الدور الدعوي والتوعوي لرجال الدين، دائما ما يحاولون إيضاح الصورة السليمة لدى الناس عن مسألة الجن والمس، وفي تسعينيات القرن العشرين، أثيرت قصة غريبة عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث كتبت جريدة مايو موضوعا عن تحدي عفريت من الجن للشيخ الشعرواي وهزيمة إمام الدعاة له.

فهل حدثت تلك القصة بالفعل؟

وهل أخرج الشعرواي الجن من جسد الشخص الممسوس أم لا؟

هذا ما سنتعرف عليه من السطور التالية

عفريت يتحدى الشيخ الشعرواي

بدأت القصة حينما لبى الصحفي محمد الدسوقي، محرر جريدة مايو دعوة وجهت له لمشاهدة جوانب من إعجاز القرآن الكريم في علاج ما يعرف بـ "الحالات المستعصية"، تحديدا التي يسببها المس الشيطاني، وحينها واجه شاب في العشرينات من عمره يجلس هادئا صامتا في أحد أركان غرفة بسيطة، لكن الغريب أن الدسوقي وعلى الرغم من أنه صحفي، إلا أنه لم يبادر هو بتوجيه أي أسئلة، ففي شموخ وجه له هذا الشاب سؤال وكان: "هل أنت صحفي؟ تعال إذا لإجراء حوار صحفي معي، ولا تستصغرن شأني فأنا أكبر منك بمئات السنين، وعليك أن تتخير أسئلتك فيما يُفيد، وأن تُبعد الكاميرا عن هذه الغرفة، فأنا لا أريد إحراج صاحب الجسد الذي أنا فيه، أما أنا فلن يضرني شيء، أنا من عالم آخر عالم الجن".

اقرأ أيضا: النبي المزعوم يقتل أمه وشقيقتيه ويفلت من الإعدام (صور)

لم يتردد الدسوقي، وحرص على أن لا يفوت هذه الفرصة الذهبية وبدأ بالفعل في توجيه العديد من الأسئلة لهذا الجن والتي كان هدف الدسوقي منها هو معرفته، ليتضح أن اسمه فينوس ويبلغ من العمر 305 سنة، وهو مسلم وولد في القدس، وهو لم يدخل جسد الشاب العشريني الذي يعرف بـ "أحمد" لكي يسبب له أي أذى وإنما للإيمان به، وبعد طرح الصحفي العديد من الأسئلة على من وصفه بـ "العفريت"، طلب منه أن يجري حوار مع الشيخ محمد متولي الشعرواي، وكانت إجابة "فينوس": "أنا قادر على محادثته بالإسلام، عندي علم من عند ربي، وسوف أقنعه بضرورة وجودي في جسد أحمد".

ورد الصحفي عليه سريعًا: "فإذا أقنعك الشيخ الشعراوي بالخروج من جسد أحمد ماذا تفعل؟"، وأجاب "لننظر أينا يُقيم الحجة على الآخر، إذا أقنعني وأقام عليَّ الحجة لخرجت من جسد أحمد، ولكنه ينبغي أن يكون صاحب حجة قوية"، لذلك سنعرف ماذا قرر الشيخ الشعراوي، وكيف كان تصرفه مع فينوس.

إمام الدعاة ينتصر على عفريت الجن

بعد أن وافق فضيلة الشيخ الشعراوي على إخراج هذا الجني من جسد أحمد، تم انتقاله إلى محل إقامته، وجلس بجواره، وحينها قرأ إمام الدعاة الفاتحة ثم آية الكرسي، ثم خواتيم سورة البقرة، وفجأة تغيرت ملامح وجه أحمد وتضخم صوته وقال: "السلام عليكم".

فرد الشيخ: "وعليكم السلام.. من أنت؟".

قال الجني: "أنا فينوس وأنا لا أكذب أبدا فأنا مسلم"

ورد الشيخ الشعراوي: "المسلم من سلم، فرد الجن: "أعلم هذا الحديث يا فضيلة الشيخ فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"

اقرأ أيضا: ديك يعيش 18 شهرا بعد قطع رأسه (فيديو وصور)

فسأله الشيخ: "هل يجوز لمسلم أن يؤذي مسلمًا ما أظن أن مسلما حقا يقبل مثل هذا الإيذاء"، فرد فينوس سريعا: "أنا لا أؤذي".

وبدأ فينوس يكشف عن السبب الذي جعله يدخل جسد أحمد، حيث قال: "كان يقرأ القرآن كل يوم وكنت أحب سماع القرآن بتلاوته، فصوته مؤثر عندما يقرأ القرآن، ولكنه في يوم 27 من شهر نوفمبر الماضي لم يقرأ لأنه غضبان فاغتاظ قلبي ودخلت فيه".

ورد الشيخ الشعراوي قائلا: "هل لأنه لم يقرأ ليلة واحدة عاقبته بهذا الإيذاء؟ لما لم تترك له فرصة ليفعل؟ إن كنت مسلما حقًا فإن الله يترك فرصًا عديدة للإنسان اخرج إن شئت طائعًا مختارًا قبل أن أخرجك مكروهًا.. اخرج دون إيذاء فإني أعلم أن الفسقة منكم يخرجون بعاهة ولا أريدك أن تترك في ملبوسك شيئًا.. اخرج بدون عاهة".

اقرأ أيضا: الخاتم الملعون يتسبب في مصرع ممثل شهير (صور)

كان للشيخ الشعراوي تأثير غير عادي، فقد تدفقت الدموع من عين الشاب وبصوت ضعيف ظل يقول: "أنا أحمد أنا أحمد" وسأله الشعراوي: "أين فينوس؟"، فأجاب الشاب: "أنا أحمد".

وهنا أكد إمام الدعاة وهو ينظر للصحفي محمد الدسوقي: "خرج الجن وبلا رجعة".

مفاجأة الشيخ الشعرواي

بعد أربع سنوات من نشر تلك القصة على صفحات مجلة مايو، كشف الشيخ محمد متولي الشعرواي مفاجأة عن الواقعة الحقيقية، حيث صرح في حواره مع مجلة آخر ساعة عام 1994، بأنه لم يتحدث مع الجن ولم يضربه من الأساس، موضحا أن بعض الناس يأتون إليه مدعين أن بهم مس من الجن، وهو ما يرفضه قائلا لهم إن طبيعة الجن تختلف عن طبيعة الإنسان، فالجن مخلوق من نار والإنسان مخلوق من طين، كما أن الجن لا سيطرة له على الإنسان، ولا يعلم الغيب، وكل ما يفعله هو أنه ينزغ في الإنسان بالوسوسة.

وعن قصة عفريت الجن فينوس وتحديه لإمام الدعاة، قال الشيخ الشعرواي ضاحكا "حدث هذا مع شاب أصر على أن عنده جن، فقلت له نعمل تجربة، سنضربك بالزخمة، فإذا أحسست بالضرب يبقى مفيش جن، وإذا لم تحس بالضرب يبقى فيه جن".

وأضاف الشعرواي "قلت له هذا وأنا (أغمز) للحاضرين، وفعلا أمسكت بالزخمة وهي قطعة من الجلد، وأخذت أضربه، فلما وجعه الضرب صرخ وقال (خلاص يا عمي الشيخ.. الجن خرج.. كفاية كده)، وضحكنا وقلت للشاب لا تتوهم أن عندك جن، لو كان هناك جن (لبسك) وأنا ضربته وآذيته فالمفروض أن ينتقم من الذي ضربه، فيخرج من عندك ويأتي عندي، ولكن هذا لم يحدث كما ترى".