منير أديب: تفجيرات بغداد تؤكد سيطرة إيران على التيارات الشيعية والسنية المتطرفة داخل العراق

تفجيرات مدوية غير متوقعة شهدها العراق الأسبوع الماضي، كانت عبارة عن عمليات انتحارية قام بها اثنان في مناطق متفرقة بالعاصمة بغداد، وحرصا كليهما على اختيار مناطق مكتظة بالسكان لزيادة عدد الضحايا من قتلى ومصابين.

تأتي تفجيرات بغداد بعد مرور يوم واحد فقط على تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي تعهد بحل جميع المشكلات ومتابعة مختلف القضايا الإقليمية، ليصطدم بعد ذلك بقصف جوي ضد قواته العسكرية بقلب مطار بغداد الدولي.

تحقيقات عراقية

 

وعلى الرغم من أن التحقيقات الأولية لم تكشف الجهة التي ينتمي لها هذين الانتحاريين، إلا أن قيادة العمليات المشتركة رجحت خلال عمليات إلقاء القبض على عناصر تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي أنهم هم من نفذوا هذه التفجيرات، وللإجابة على التساؤلات التي تطرحها الملابسات الأخيرة في العراق حاور "الطريق" الكاتب الصحفي والباحث السياسي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية منير أديب، فإلى نص الحوار..

بصمات تنظيم داعش

أكد الباحث السياسي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة منير أديب أن العمليات الأخيرة التي حدثت في بغداد تحمل بصمات عناصر تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا إلى أن ما حدث يعد تجسيدا حقيقيا لعاملين، الأول له علاقة بالصراع السياسي وحالة الاستقطاب التي تعيشها العراق بين التيارين السني والشيعي، موضحا أن هناك حالة استقطاب شديدة بين أذرع إيران وميليشياتها في العراق المتمثلة في الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وغيرها من الأذرع التي تعمل لصالح إيران، وبين رموز النظام السياسي العراقي.

اقرأ أيضا : الأول في عهد بايدن.. هجوم صاروخي على القوات الأمريكية بمطار بغداد (فيديو)

وأوضح أديب أن الجماعات الشيعية المتطرفة مثل "الحشد الشعبي وحزب الله العراقي" التي تحركها إيران، يؤمنان بأفكار وإيدولوجية لا تختلف عن الأفكار والمعتقدات التي تؤمن بها التنظيمات الأخرى المتطرفة ذات الخلفية السنية مثل "القاعدة وداعش"، وكلا التيارين سبب رئيسي وراء حالة الفوضى التي يعاني منه العراق الآن.

القوة الإيرانية على التيارين السني والشيعي

 

وعند التطرق للقوة الإيرانية على التيارين السني والشيعي كشف منير أديب أن إيران لا تحرك "الحشد الشعبي وحزب الله" فقط داخل العراق، فهي أيضا تفرض سيطرتها على "داعش وتنظيم القاعدة"، وتوجه لهما الأوامر لكي تزيد من حدة الفوضى داخل العراق، مؤكدا أن التفجيرات الأخيرة ومحاولات قصف مطار بغداد تصب في مصلحة نظام الملالي الذي يريد زعزعة استقرار الخليج والمنطقة العربية ككل.

وبحسب الكاتب الصحفي منير أديب، فإن إيران هي التي خططت للتفجيرات الانتحارية التي وقعت مؤخرا في العاصمة بغداد، وهي التي وجهت عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تريد التخلص من شخصيات عراقية ورموز سياسية بارزة كانت تطالب بتوقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي.

جنسيات داخل داعش

 

وعن سؤاله ما إذا كان داعش يضم عناصر تحمل الجنسية الإيرانية، أكد أديب أنه من الصعب التفكير في هذا الاحتمال، لكنهم في نفس الوقت على صلة وطيدة بنظام الملالي، الذي يستضيف قادة ومسلحي هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة أمثال "القاعدة" على أراضيه، ويعمل على توفير الحماية لهم أيضا.

موقف إيران من جو بايدن

 

وحول مخطط إيران لتهدئة الأوضاع، وسياسة العنف التي تتبعها لتحسين علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإتمام الاتفاق النووي، اعتبر الباحث السياسي منير أديب أنه من المستبعد جدا أن تلجأ إيران إلى الأسلوب السلمي لكي تكسب صداقة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لضمان اتمام اتفاق جديد حول السلاح النووي، وأنها تعتمد فقط على مبدأ "القوة والفوضى" وتعمل على ممارسة عمليات إرهابية ضد من تعتبرهم خصوم لها، مؤكدا أنها سوف تستمر في ممارسة مزيد من العنف في المنطقة.

اقرأ أيضا : بعد تفجيرات بغداد.. القوات العراقية تقتل عناصر داعش وتدمر أنفاقها السرية

واختتم أديب حديثة قائلا إن نظام الملالي يسعى لاحتلال المنطقة العربية، وبالفعل تمكن من فرض سيطرته العسكرية على العراق وسوريا ولبنان، من خلال استغلال الجماعات المتطرفة الشيعية والسنية على حد سواء.