الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 10:13 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا يزداد التفكير في المشكلات والأزمات بعد منتصف الليل؟

التفكير في المشكلات يزداد بعد منتصف الليل
التفكير في المشكلات يزداد بعد منتصف الليل

يزداد الشعور بالعاطفة لدي معظم الأشخاص في المساء، وخاصة بعد منتصف الليل، ويغلب على تفكيرهم الطابع الخيالي، وهناك من يحلل المواقف التي تعرض لها على مدار اليوم بشكل دقيق أكثر، ومنهم من يتذكر المواقف والذكريات القديمة ويبدأ بسردها في مخيلته بعمق وبكامل تفاصيلها، بالإضافة إلى ظهور علامات استفهام جديدة قد تكون منطقية وقد تكون من وحي خيال الفرد، والسؤال هنا هل جميعنا على نفس الشاكلة؟ أم أننا نختلف في درجات شعورنا على مدار اليوم؟

"الطريق" استطلع رأي بعض القراء من أعمار مختلفة عن شعورهم على مدار اليوم، وتباينت ردودهم، فمنهم من كان منطقيا وعمليا في ساعات النهار الأولى، وأكثر حساسية وعاطفية مع حلول المساء، ومنهم من كان أكثر عاطفية صباحا وفاقد للطاقة والشغف، عكس شعوره تماما في الليل حيث تغمره الحيوية والنشاط والطاقة الإيجابية.

اقرأ أيضا: طبيب نفسي يكشف لـ”الطريق” السر في الفتاوى الغريبة لياسر برهامي

تأنيب الضمير بعد منتصف الليل

قال أحمد صالح، 29 عاما، إنه دائما ما يشعر بالطاقة والحماس في ساعات النهار وبقدرته على العمل والإنتاج، ولكن في المساء تسيطر عليه الطاقة السلبية والأفكار السوداوية، بالإضافة لشعوره بتأنيب الضمير، ويكون تفكيره بعيد كل البعد عن الخيال.

وأضاف أنه، يتذكر جميع الأخطاء ويبدأ بجلد ذاته، وخاصة بعد منتصف الليل، ولكنه في الصباح يكون شعلة متقدة من الأمل و التفاؤل والسعي لإنجاز العديد من مهام يومه بحماس.

وأشار فريد جمال، 18 عاما، إلى أن شعوره في الصباح لا يختلف كثيرا عن الليل، فهو بطبيعته شخص حساس، لا يشكل تغير ساعات اليوم فارق بالنسبة له.

وتابع، أن الفارق الوحيد بالنسبة له بين النهار والليل، هو الشعور بالعزلة والوحدة بشكل كبير في المساء، مما يجعله يفكر بطريقة سلبية، وطاقته تكون شبه منعدمة.

وأوضحت مي أمين، 20 عاما، أن أفكارها بعد منتصف الليل تكون خيالية أكثر، وتشعر بالحماس لتحقيقها بخيالها، كما أنها تكون ايجابية بشكل كبير ليلا.

اقرأ أيضا: طبيب نفسي عن لخبطة حمو بيكا في نطق الأغنيات: ذكاء حاد وحب للتريند

وأكدت مي، أن الليل هو فرصتها الوحيدة لوضع خطتها، ومراجعة جميع حساباتها، وتهيئة نفسها ليوم جديد بروح وحماس جديد، وأن النهار عادة يكون مرتبطا بأرض الواقع بالنسبة لها، ومزدحم بالأفكار العملية وبتنفيذها.

ومن جانبها قالت هند توفيق، أن قدرتها على التعبير عن مشاعرها بطريقة مباشرة تزداد بعد منتصف الليل، وتتملكها مشاعر الحزن والتعاسة، وتذكر جميع مشاكلها ومواقفها المؤلمة، وبأنها بحاجه للبكاء لتفريغ شحنتها السلبية، بالإضافة لشعورها المفرط بالجوع.

واستكملت، أن من طرقها للهروب من تلك المشاعر، هي محاولاتها التفكير في أشياء أقل جدية، ومن الممكن أن تكون بعيدة عن المنطق، ولكن تجعلها أقل حدة في التفكير.

رأي الطب النفسي

وعن تلك الحالة، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن هناك أنماط مختلفة من الشخصيات، وبالتالي يوجد اختلاف بين الناس بحالتها المزاجية في الصباح عن المساء، فهناك نمط الشخصية الدورية، والتي تعرف بـ"دورية المزاج"، وهي شخصية تعاني من اختلال واضطراب مزاجي ما بين النهار والليل.

وقال استشاري الطب النفسي لـ"الطريق" إن من يعانون من تلك الاضطرابات يشعروا بنوبات اكتئاب في بعض الأحيان ليلا لشعورهم بالفراغ، فيبدأ الفرد بالتفكير في المسائل العاطفية بطريقة أوسع وأشمل من الصباح، نظرا لأنه يكون منهمك بالعمل صباحا ولدية ما يشغل عقله وتفكيره.

وأشار فرويز، إلى أن هناك نمط الشخصية الوسواسية، والتي تعاني من قلق مفرط، والتدقيق في جميع التفاصيل ، والاهتمام بالسيطرة على مجريات الأمور، لذا من الممكن أن تتعرض هذه الشخصية لعدة تساؤلات تخلقها بينها وبين ذاتها، وأنسب وقت للتفكير هي ساعات الليل.

اقرأ أيضا: تمثال محمد صبحي يثير الجدل.. وطبيب نفسي: ”مش نرجسية ولكن”

وتابع استشاري الطب النفسي، أنه من الممكن أن نشترك في أنماط الشخصيات، ولكن بدرجات متفاوتة، بالإضافة إلى أن هناك شخصيات قد يصل الأمر معهم إلى المرض، وهنا لا بد من اللجوء للعلاج فورا.

وأوضح فرويز، أن الأفراد يعانوا من انعدام للطاقة، في الساعات المتأخرة من الليل، وذلك لأنهم فقدوا معظم طاقتهم صباحا، وبذلوا مجهودا ذهنيا في أعمالهم، مما يجعلهم أكثر ميلا للعاطفة مساء، ولتعزيز جانب المشاعر المشتت في أوقات النهار.

محاولة للهروب

ومن جانبه أكد فاروق أشرف خبير التنمية البشرية، إن عقل الإنسان في الصباح يكون تركيزه على عدة عمليات سوف ينجزها، أو عادة يكون النهار مزدحما بالنسبة لبعض الأشخاص، لذا يكون الجانب العقلي له الدور الأكبر عن الجانب الحسي.

وتابع خبير التنمية البشرية لـ"الطريق" أن العواطف والمشاعر السلبية تظهر بشكل ملحوظ ليلا، ويرجع ذلك لانعزال الشخص في المساء وتذكره لأحداث اليوم، والتفكير بشكل مفرط بتفاصيلها، مما يجعله حساس أكثر وقابل للتعبير عن مشاعره بشكل صادق وصريح.

وقال فاروق إن هناك شخصيات تحاول الهروب من التفكير ومن ضغوطات اليوم، عن طريق تحفيز الجانب الخيالي لديهم، فيبدأ الفرد رسم صورة خيالية له بعيدة عن شخصيته بالواقع، ومن الممكن أن يكون الجانب الخيالي له علاقة بما يريد الفرد تحقيقه وإنجازه في حياته.