الطريق
السبت 27 أبريل 2024 06:25 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حوار| مستشار وزير الدفاع اليمني: سقوط مأرب يحول اليمن لأكبر قاعدة إرهابية إيرانية بالمنطقة

مسشار وزير الدفاع اليمني العقيدي يحيى أبو حاتم
مسشار وزير الدفاع اليمني العقيدي يحيى أبو حاتم
  • سقوط مأرب بيد الحوثيين تهديد حقيقي لقناة السويس

  • التحالف العربي يفعل دور قواته بإعادة التموضع في الساحل الغربي

  • مليشيا الحوثي ترفض فتح مطار صنعاء وليس الحكومة الشرعية

  • الدول الأوروبية لعبت دورًا سلبيا لصالح الحوثيين

مرت 7 سنوات؛ بذل فيها الغالي والرخيص في سبيل منع الحوثيين، بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية اليمنية عام 2014، من تنفيذ مخطط السيطرة على اليمن؛ مخطط في حال نجاحه، ستعاني المنطقة العربية من آثار كارثية، وفق ما أفاد المحلل العسكري العقيد الركن يحيى أبو حاتم، مستشار وزير الدفاع اليمني، في الحوار التالي مع جريدة (الطريق)، الذي حاولنا فيه التركيز على أسباب عدم سرعة حسم الصراع في اليمن، وما يعنيه سقوط العاصمة الثالثة مأرب في يد الحوثيين، والدور الغربي في أزمة اليمن، وسبب قرار التحالف العربي مؤخرًا، الانسحاب وإعادة التموضع في الساحل الغربي.

  • لماذا أعاد التحالف العربي تموضع قواته في الساحل الغربي لليمن؟

رغم الخسارة الفادحة من وراء الانسحاب وترك تلك المواقع، لكن من وجهة نظري الشخصية، بقاء هذه القوات لمدة ثلاث سنوات دون تحرك عسكري، وتعرضها للاستنزاف بشكل مستمر عبر عمليات هجومية، بشكل دائم دون أن تتحرك نتيجة اتفاق "ستوكهولك" في اعتقادي أنه خطأ استراتيجي وكانت الحكومة والتحالف العربي أمام خيارين كلاهما مر، إما الإبقاء على هذه القوات في مرابضها دون الاستفادة منها في أي عمليات عسكرية بغرض السيطرة على الأرض، أو أن تنسحب من مواقعها وتفعل دورها، وهو ما اختارته مؤخرًا قيادة التحالف بغرض تعزيز وفتح جبهات أخرى.

  • الصراع في اليمن طال أمده؛ من وجهة نظركم ما الأخطاء التي تسببت في عدم حسمه لصالح الحكومة الشرعية إلى الآن؟

حقيقة هناك أخطاء كثيرة، أهمها هو إنشاء المجلس الإنتقالي، الذي اعتمد على جماعات منعت تواجد الحكومة الشرعية في المحافظات المحررة، وخصوصا في عدن، وهذا قيد قدرة الحكومة الشرعية على ممارسة مهام عملها في المناطق المحررة من خلال التواجد على الأرض، أيضا تشتت القدرات العسكرية، والاحتراب الداخلي، وكل هذه أخطاء عززت قدرات المليشيات الحوثية.

وهناك خطأ كبير، وهو اتفاق ستوكهولم -2018- الذي جمد العمل العسكري في الحديدة، بعد أن كانت القوات قاب قوسين أو أدنى من تحريرها، وأصبحت بذلك الحديدة وموانئها تحت سيطرة المليشيات الحوثية، لتستقبل الأسلحة التي باتت تقتل أبناء الشعب اليمني وتهدد دول الجوار والملاحة البحرية. بسبب هذه الاتفاقية أصبحت أسلحة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأجهزة الرصد والإعاقة والتتبع بيد الحوثيين، بجانب وصول الخبراء الإيرانيين الذين ينصبون هذه الأسلحة، ويدربون المليشيات عليها.

يهمك: أيضًا:

اقرأ ايضا: رئيس فرنسا يزور لمقابلة نظيره الإيطالي

بالإضافة طبعا إلى التسليح المتواضع للجيش اليمني الذي يقاتل مليشيات استولت على سلاحه، لأن مخازن السلاح المهولة كانت أغلبها تتركز في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران، ناهيك عن المخزون البشري للمليشيات الحوثية، وأيضا التكتيك الإيراني الذي تتبعه المليشيات في إدارة المعركة، من زراعة الألغام التي بلغت 2 مليون لغم، والاحتماء بالمدنيين، كل هذه أسباب أخرت الحسم العسكري في اليمن.

  •  في حال وقوع السيناريو الأسوأ وسيطرة الحوثيين على مأرب، هل تتحول اليمن إلى أفغانستان ثانية؟

بلا شك إذا سقطت الحكومة الشرعية في مأرب واستولت جماعة الحوثي عليها، ستتحول اليمن إلى أكبر قاعدة إرهابية لإيران في المنطقة، لأنهم سيتجهون بشكل سريع جدا باتجاه المحافظات الشرقية حضرموت والمهرة وإلى حدود المملكة العربية السعودية في الوديعة...، ستتجه المليشيات أيضا للمحافظات الجنوبية باتجاه أبين وصولا إلى عدن، وهذا لا يهدد اليمن وحدها بل يهدد دول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ويهدد الدول المتشاطئة للبحر الأحمر، ستصبح الملاحة في البحر الأحمر تحت رحمة إيران، فأهداف طهران السيطرة على الممرات المائية وجعل الجزيرة العربية والعرب تحت رحمتها.

هناك أيضا خطورة على قناة السويس، وعلى جمهورية مصر العربية، ومصالحها في المنطقة، لذلك حينما نقول إن مأرب تقاتل لصد الخطر عن المنطقة العربية، فنحن نعني ما نقول.

  • من وجهة نظركم ألا توفر الاستجابة لرغبة الحوثيين في فتح مطار صنعاء، مكاسب -من ناحية تخفيف معاناة الشعب-، إذا تم ربطها بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات؟

بالعكس، المليشيات الحوثية هي من ترفض فتح مطار صنعاء، والحكومة اليمنية هي من تقدمت بأكثر من بادرة، ولازالت تطالب بفتح مطار صنعاء، وتشترط فقط أن تقلع الطائرات من مطار صنعاء إلى الدول العربية، لكن جماعة الحوثي ترفض وتريد أن يكون هناك فتح كامل للطيران من أجل تحريكه إلى إيران، وهذا ما رفضته الحكومة الشرعية التي طلبت أيضا أن تشرف الإدارة السابقة على المطار.

جماعة الحوثي تسعى لاستخدام مطار صنعاء في تهريب الأسلحة والأموال.. الخ، ولا تسعى مطلقا إلى تخفيف معاناة الشعبي اليمني الذي يموت جراء انقلابهم ونهبهم للثروات الوطنية.

  • برأيكم لماذا لا يوجد تدخل عسكري غربي حتى الآن في اليمن، على غرار التحالف العربي، الذي تحمل هذه المهمة الثقيلة؟

الموقف الغربي سيئ جدًا، وإذا ما جاز لي التعبير فهو يقف إلى جانب إيران، ولولا تدخل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإيقاف العملية العسكرية في الحديدة، تحت المسمى الإنساني الذي انكشف مؤخرًا أنه كان مصيدة للحكومة الشرعية، لولا لذلك لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

فالمواقف الضبابية للاتحاد الأوروبي بخصوص اليمن، أوصلتنا للوضع الراهن، حيث كان هناك تماهي مع المليشيات الحوثية وتم التعامل معها برخاوة، وهو ما جعل المليشيات "تتفرعن".

بريطانيا ترى وجود جماعة الحوثي باليمن في خاصرة المملكة العربية السعودية، وفي خاصرة الدول العربية، يسمح لها بممارسة الابتزاز وتمرير أجندتها في المنطقة، وجعل الحوثيين كورقة مفاوضات مع إيران والإقليم، كذلك هناك دول ترى أن وجود الحوثي سيبقى على تجارة السلاح وعلى مصالحها في المنطقة، لذلك تسعى ضد عدم التخلص من الحوثيين.

يهمك: أيضًا:

ولي عهد أبو ظبي يستقبل ملك الأردن

الضغوط التي تمارس على الحكومة الشرعية اليمنية من قبل السفراء الأوروبيين خير دليل على ذلك، هناك ضغوط تتمثل في عدم السماح بإدخال القوة اللازمة لحسم الحرب، وعدم تسليح التحالف العربي بقيادة السعودية.

الواقع أن أوروبا وإن كانت في الظاهر تعترف بالحكومة اليمنية الشرعية وتتزلف بذلك، لكن بمواقفها تدعم الحوثيين من الباطن.