الطريق
السبت 21 يونيو 2025 01:39 مـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
أردوغان: حكومة نتنياهو أكبر عائق أمام السلام وهجماتها تهدف لإفشال المفاوضات النووية السفير الأمريكي في إسرائيل: نعمل بلا توقف لإجلاء رعايانا وسط تحديات إغلاق المجال الجوي مدحت بركات: كلمة مصر أمام الأمم المتحدة كشفت ازدواجية المجتمع الدولي تجاه فلسطين تحويل مركزي شباب العبور والساحة الشعبية إلى مراكز تنمية شبابية ببني سويف في تطور خطير .. الاحتلال يعلن استهداف منشآت صاروخية ونووية غرب إيران تصعيد جديد .. الاحتلال يزعم إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية في قباطية بجنين وزير الخارجية: نسعى لرفع التبادل التجاري مع تركيا إلى 15 مليار دولار مقتل خمسة من الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على خرم آباد طليق ”يوتيوبر” تحت ركام عقار حدائق القبة قرابة 24 ساعة مدحت بركات: التصعيد الإسرائيلي الإيراني ينذر بصراع إقليمي خطير ومجلس الأمن مطالب بالتدخل زخام الاقتصاد في حرب الإستنزاف.. انخفاض العجز التجاري وانتعاش سوق العقارات مفتي الجمهورية يؤكد:لم يقتصر القرآن الكريم في خطابه على تزكية النفس وتهذيب السلوك

دروس من وفاة الحجاج

سعيد محمود
سعيد محمود

لا يخفى على محبي التاريخ الإسلامي سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي، ولمن لا يعلمها، فهو باختصار أحد طغاة العصر الأموي الذي سفكوا دماء المسلمين بوحشية، فهو قاتل عبدالله بن الزبير، بعد حصار الكعبة المشرفة بالمنجنيق.

ولكثرة ما سفك الحجاج من الدماء، كرهه الجميع، وتمنوا موته، بل جعلهم الغضب منه يقسمون أنه الله لن يرحمه وسيدخله جهنم وبئس المصير، فما كان من الرجل عندما حضرته الوفاة إلا أن أنشد -وفقا لما رواه ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية- "يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا.. بأنني رجل من ساكني النار.. أيحلفون على عمياء ويحهم.. ما علمهم بكثير العفو غفار"، وعندما علم الحسن البصري بذلك قال "بالله إن نجا لينجون بهما".

بل إن الحسن البصري، ورغم أنه سجد لله شكرا بعد موت الحجاج، إلا إنه عندما سمع أحدهم يسب الرجل بعد وفاته، قال له -وفقا لما رواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء- "يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله ستجد إن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، ولكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد.

واليوم، وفي عصرنا الحالي، وخصوصا بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، نجد أنفسنا في أشد الحاجة إلى الحسن البصري يذكرنا ألا نسب أحدا حتى وإن كان ظالما، لأن الله سيقتص منا بذلك السباب، حتى لا يخرج عليما من يهاجمنا، ويسب الراحل مؤكدا أنه سيدخل نار جهنم، بل ويقذفنا بأبشع الكلمات والشتائم، لمجرد أننا ترحمنا عليه، وكأننا هدمنا الكعبة المشرفة.

يا جماعة الخير، لقد انتقد الحسن البصري الحجاج في حياته وسجد شكرا لوفاته، لكنه حذر من سبه، ونحن بالمثل، لا يقدر أحد أن يمنعنا من انتقاد مبارك الرئيس ونظامه الفاسد، أما رحمة الله وعذابه، فلا دخل لنا بها، فاتركوا من يدعوا له بالأولى دون أن تحجروا عليه، وادعوا عليه بالثانية إن أردتم.

واخيرا تذكروا قول الله تعالى في الآية رقم 40 من سورة الشورى: بسم الله الرحمن الرحيم "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين".