الطريق
الإثنين 7 يوليو 2025 07:55 صـ 12 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
في أول تدريب له.. فيريرا المدير الفنى لنادى الزمالك يركز على الجوانب البدنية مع اللاعبين ‏رانيا يحيى تكرم الفنانة سلوى محمد علي بالأكاديمية المصرية بروما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يشارك في أسبوع ”الحزام والطريق” بشنغهاي للعام السابع على التوالي حفل أم كلثوم يتسبب في زحام مرورى على المسرح الوطنى الجزائرى مبادرة التحالف الوطني بمحافظة القليوبية ”طمني” تواصل دعم طلاب الثانوية العامة. قيادات الأزهر الشريف تلتقي مصابي غزة في مستشفى أسيوط وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتفقد هيئة المواد النووية ويستعرض مشروعات العمل الحالية رئيس الوزراء يُلقي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة ”بريكس” التي تستضيفها ”ريو دي جانيرو” شاهد| سوريا تواجه أسوأ حرائق غابات في تاريخها.. وأكثر من 10 آلاف هكتار تلتهمها النيران ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟ تونس تفوز على الأردن وتلاقي مصر في نهائي البطولة العربية لسيدات السلة تقدمه مها الصغير.. موعد عرض برنامج ”كلام كبير” على قناة ON

جريمة بلا عقاب

سعيد محمود
سعيد محمود

"كلية وإنت تسمن".. جملة ثقلية الظل كان أحدهم يرددها مرارا في سنوات الجامعة الأولى، ظنا منه أنه "خفيف الدم"، وكأي مستظرف يحترم نفسه، كان يتبعها بضحكة تفوق جملته سخافة واستفزازا.

وفي تلك الأيام أتذكر ذلك المستفز الأعظم، كلما رأيت أحد خريجي الجامعة في مختلف المجالات، وخصوصا -بحكم العمل- خريجي كليات الإعلام والآداب، لأجد نفسي أردد جملته بكل أسف كلما سألتهم "كانوا بيعلموكم إيه في الكلية؟".

فطلبة الجامعة الأفاضل لا يستطيعون التفرقة بين المنصوب والمجرور، ولعل أشد ما يحزن أن ممتهني الصحافة، لا يدرك أغلبهم أبسط القواعد الإملائية، وتجد منهم من يكتب "الانتخابات" واضعا همزة أعلى الألف لتصبح "الأنتخابات"، ناهيك عن الأخطاء التي تأتي من عينة "فطعنه بطلق ناري"، وما خفي كان أعظم.

ولا يقتصر الأمر على أخطاء الكتابة والصياغة، بل هناك ما هو أشد هولا، فلا يشغل بال السيد الصحفي المبتدئ أبسط قواعد المهنية، ولا الإجابة عن الأسئلة الخمسة، أو كيفية تفريغ حوار صحفي، هذا إن كان يدرك أصول إدارة الحوار من الأساس.

قد يرى البعض أني متحامل بعض الشيء، وأن هؤلاء ضحية أساتذة المدارس والجامعات، الذين أهملوا في مهنتهم فخرج الطلاب من تحت إيديهم لا يفقهون شيئا، لكني أرى أن الخطأ يشارك فيه الكثير، يتحمل الجزء الأكبر منه المدرس والأستاذ بالطبع، أما الطلبة فهم يرتكنون إلى الكسل والاستسهال، وعدم السعي إلى التعلم، ثم يأتي دور أصحاب صحف ومواقع "بير السلم"، الذين يمتصون دماء الشباب لتعبئة منصاتهم شبه الإعلامية، ولا يكلفون أنفسهم عناء تعليمهم شيئا، فقط يعودون الشاب أو الفتاة على إدمان مخدر خطير يدعى "كوبي وبيست"، وما خفي كان أعظم.

وأخيرا يأتي دور النقابة العريقة التي ينتسب إليها كثير من الصحفيين الذين إن اختبرتهم لغويا ومهنيا، سترى أن الكارثة أكبر من قدرة كائن الـ "أرماديلوس" على الاحتمال.

إنها جريمة جماعية في حق اللغة والصحافة بكل المقاييس.. لكنها للأسف "جريمة دون عقاب".