الطريق
الأحد 12 مايو 2024 03:26 صـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير أمريكي يكشف لـ”الطريق”.. هل تؤثر درجة الحرارة على فيروس كورونا؟

على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن فيروس كورونا لن يتأثر بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة، إلا أن عدد كبير من الدراسات ما زال يرجح تأثر الفيروس القاتل بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة لفترات طويلة.

فهل تؤثر بالفعل درجات الحرارة المرتفعة على فيروس كورونا.. هل يمكن أن تقضي عليه كما يرى الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث؟

 

وكيف يفسر العلماء ظهور الفيروس في دول طقسها دافيء في الشتاء وبها درجة رطوبة مرتفعة مثل دول الخليج وبعض دول شرق أسيا وبعض الدول الإفريقية ؟

لقد تباينت الآراء حول ما إذا كانت درجة الحرارة والظروف المناخية والبيئية التي تختلف من دولة لأخرى قادرة على إيقاف مخاطر الفيروس التاجي الجديد Covid-2019- المعروف بإسم كورونا أو على الأقل تحجيمه؟

من بين الدراسات التي رجحت أن يكون لارتفاع درجة الحرارة والظروف المناخية تأثير حتمي على نشاط فيروس كورونا، دراسة تحليلية قام بها باحثون من معهد ماساتشًوستش للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الدراسة: "ثبت أن فيروس الإنفلونزا يتأثر بعوامل الطقس ودرجات الحرارة، ولا يعرف على وجه اليقين إذا ما كان للطقس نفس التأثير على فيروس كورونا أم لا؟

اقرأ أيضا: دراسة فرنسية تكشف حقيقة تأثر كورونا بدرجات الحرارة

إلا أن الدراسة عادت، وأكدت أن الدول الأكثر دفئا تنتقل فيها عدوى الإصابة بالفيروس بشكل أقل من الدول الأخرى.

وقام الباحثون القائمون على الدراسة بتحليل أنماط الطقس المختلفة في المناطق التي ظهر فيها الفيروس، وتم إجراء أكثر من ٨٣ ٪ من اختبارات الطقس في المناطق غير الاستوائية التي تبعد ٣٠ درجة عن خط الاستواء فيما فوق، وكانت ٧٣٪ من القياسات الخاصة بالدراسة في مناطق تتراوح درجة رطوبتها من 4 إلى 9 ج/م3 .

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 90% من انتشار عدوي كوررنا منذ بداية ظهوره وحتى ٢٢ من شهر مارس الماضي تمت في مناطق تتراوح درجات حرارتها ما بين ٣ و١٧ درجة مئوية ودرجة وفِي المناطق ذات الرطوبة المطلقة.

ونوهت الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود إصابات بفيروس كورونا في الدول ذات المناخ الاستوائي ومن بينها قطر وسنغافورة وكوريا الجنوبية، إلا أن تلك الدول ذات درجات الحرارة المتوسطة -١٨ درجة فيما فوق - كانت معدلات الإصابة بالفيروس فيها أقل بنسبة ٦٪ عن باقي دول العالم التي انتشر فيها الفيروس

من جانبه قال الدكتور قاسم بخاري أستاذ علم الحاسوب بمعهد ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية والباحث الرئيسي في الدراسة: "بالطبع تؤثر درجات الحرارة في معدل انتشار الفيروس، ويتضح بشكل كبير في مقارنة معدل الإصابات في أوروبا وغيرها من المناطق البارده ومقارنته بمعدل الإصابات في المناطق الأخرى الأكثر دفئا".

اقرأ أيضًا: دراسة: من الممكن أن يستمر فيروس كورونا حتى عام 2022 لهذا السبب

وأضاف بخاري في تصريحات خاصة عبر البريد الإليكترني لـ"الطريق" أن معدل الإصابات بالفيروس اختلف داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فالولايات الأكثر برودة وكان معدل انتشار الفيروس فيها أكبر من الولايات الأكثر دفئا.

وفِي رده على سؤال حول كيف يفسر ظهور الفيروس في أماكن ذات درجة حرارة ورطوبة مرتفعة مثل الكويت وبعض الدول الإفريقية بمعدلات أكبر من روسيا وبعض الدول ذات الطقس البارد؟

أوضح بخاري، أن تأثير العوامل المناخية والطقس على معدلات انتشار الفيروس يختلف من مناطق إلى أخرى، ففي بعض الأماكن يكون تأثير درجات الحرارة على معدل الإصابات محدودا، وفِي أماكن أخرى قد يصبح هذا التأثير متوسطا أو قويا.

ونوه إلى أنه من غير المتوقع مثلا أن تلعب درجات الحرارة دورا كبيرا في الحد من الإصابات بفيروس كورونا في معظم مدن شمال الولايات المتحدة الأمريكية والمدن الأوربية الواقعة في مستوى 45 درجة شمال خط الاستواء فيما فوق حيث تصل درجات الحرارة إلى ٢٠ درجة من يوليو إلى سبتمبر.

وأكد بخاري، أنه في كل الأحوال سيكون لعوامل الطقس والمناخ تأثيرات متفاوتة على معدل انتشار فيروس كورونا، وستختلف درجة التأثير من دول ومدن لدول ومدن أخرى وفقا لعدة عوامل منها مدى تحور الفيروس والعلاقة بين الرطوبة ودرجات الحرارة وغيرها من العوامل الآخرى.

وعن رأيه في تباين آراء الخبراء والمتخصصين فيما يخص تأثير درجات الحرارة على نشاط فيروس كورونا، قال: إن "وجود طقس حار ومشمش لمدة أسبوعين قد يضعف الفيروس أو يقضي عليه، بينما يعتقد البعض الآخر أننا نتجه نحو الربيع وأن الفيروس قد يزيد من انتشاره".

اقرأ أيضا: دراسة ألمانية تكشف صدمة عن مصابي كورونا حول العالم

وشدد أستاذ علم الحاسوب بمعهد ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، على أنه لم يكن هناك من الخبراء أو العلماء من قال إن الطقس وحده يمكنه القضاء على الفيروس.

وتابع: "لقد رأينا بالفعل حالات ارتفاع في درجات الحرارة في ماليزيا وإندونيسيا، ودرجة الحرارة هناك فوق 30 بالفعل، ومع ذلك أظهرت جميع الفيروسات التاجية السابقة مثل "سارز كوف -1"، "ميرس" وغيرهم من الفيروسات بعض الموسمية.

ولفت إلى أن البعض توصل إلى أن الفيروس يبدو بالفعل سيفعل ذلك ويتأثر بالحرارة والطقس، مضيفا "يبدو أن الفيروس يحب الطقس البارد والجاف، ومع ذلك لم نر الكثير من الحالات في درجات حرارة أقل من 0 درجة مئوية، لذلك ربما تكون دول الشمال الحقيقية قد تشهد ارتفاعًا في الحالات بمجرد وصولها إلى درجة حرارة إيجابية في الربيعط.

وعن بقية البلدان قال بخاري: "نتوقع أن تساعد درجات الحرارة الدافئة في تقليل نشاط الفيروس، ولكن سواء كانت هذه المساعدة قليلة أم لا، لا يمكننا التأكد من ذلك".

وأشار إلى أن أي مساعدة متوقعة من الطقس في خفض نشاط الفيروس لن تتم إلا حينما تكون هناك درجات حرارة أكبر من 30 درجة مئوية ومعدلات رطوبة أعلى من 9 جم / م 3 .