الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 04:28 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

زراعة بلا مبيدات

د.السيد محمد راشد
د.السيد محمد راشد


الفلاح المصرى لم يكن يعرف المبيدات الزراعية ولم يسمع عنها ولم يستخدمها.
ولكنها كيف تسللت ودخلت مصر وأصبح لا غنى عنها؟
الفلاح المصرى طول عمره يحتفظ بالبذور المصرية الأصيلة وينتقيها بعناية فائقة من بين ثمار المحصول.
لو زرع بطيخا يضع عينه على خمس ست بطيخات، يتولاها بالرعاية ثم يأكلها ويحتفظ ببذورها فى مكان امين لزراعتها فى العام القادم لو زارع ذرة كانت تقوم زوجته باختيار أفضل الثمار وعندما يطلبها لزراعة المحصول الجديد تكون جاهزة.
أما محصول القمح فكان يقوم باختيار أكبر سنابل الحقل بنفسه وتقوم زوجته بأعدادها والاحتفاظ بالحبوب لتقوم بزراعتها فى العام القادم.
وكان الفلاح يعتمد على السماد الطبيعى الناتج عن روث المواشى والطيور، ويقوم بتخزينه فى الحقل بطريقة معينة تؤدى إلى زيادة خصوبتها، وكان يعتمد فى رى الأرض على مياه الترع فقط.
ماكنش فيه مبيدات ولا أمراض، لأن البذور المصرية مقاومة لكل أنواع الأمراض الموجودة فى البيئة المصرية والأسمدة أورجنك والمياه طبيعية، وكانت إنتاجية الأرض عالية والمحاصيل جيدة.
حتى محصول القطن كانت البذور مصرية تعدها النساء وهى تقوم بحلج قطن العريس أو العروسة على وشك الزواج.
ولو كان فيه إصابات فى المحصول كانت تقوم المقاومة اليدوية بواسطة الأطفال بتنقيتها وكانت هذه العمليات تبهر الأجانب مشتري الأقطان المصرية من الأسواق العالمية، حيث عرف بجودته وأنه أورجنك 100%.
وماذا حدث؟
عندما اتى الانفتاح الساداتى وانفتحت مصر على العالم، كان هدف المخربين القضاء على الزراعة المصرية.
ماهو السبيل السهل للقضاء عليها؟
وضعو خطة للتخلص من البذور المصرية بدعوى إدخال بذور جديدة عالية الإنتاجية. الفلاح فرح بالكلام وانساق وراء هذه الأوهام وبدأ فى شراء البذور المستوردة من أجل إنتاجيتها العالية وبدأ يهمل فى الاحتفاظ بالبذور المصرية سنة ورا سنة بدأ فى الاعتماد على البذور المستوردة.
الخطوة التانية كانت إقناع الفلاح بأن كل بذرة لها نوع معين من الأسمدة الصناعية ونوع معين من المبيدات الحشرية الزراعية.
وعرف الفلاح المصرى الاسمده الصناعية والمبيدات الحشرية من أجل زيادة إنتاجية الأرض زى الإعلانات مابتقول وزى محمد طه مطربه المفضل مابيقول فى أغانيه وقبل ذلك كان بلا مبيدات.
بدأ الفلاح يستخدم الأسمدة الصناعية والمبيدات، وطبعا بدأت فى الوصول إلى جسمه بأي طريقة من الطرق وأخطرها كان "الدى دى تى" وعرف الفلاح شتى أنواع الأمراض، الفلاح اللى كانت صحته حديد ابتلى بالمرض واعتمد عل الآلات الحديثة فى القيام بالعمل بدلا منه.
يبق الأجنبى دخل البذور والبذور دخلت الأسمدة والمبيدات والمعدات الزراعية والأمراض.
ماهو الأثر الاقتصادى؟
أصبح الفلاح مستورًا ويشترى كل شيء بأعلى الأسعار وعند التصدير يقال له الآتى:
الأسواق العالمية تفضل المحاصيل الأورجنك.
الأسواق العالمية لا تفضل المبيدات الحشرية المضرة بصحة الإنسان.
الأسواق العالمية تضع مواصفات قياسية صعبة كى تمنع إنتاج الدول النامية من الوصول للأسواق وآخر شرط ممنوع استخدام مياه الصرف فى رى المحاصيل، ويتم الكشف عن المحاصيل وإعادتها مرة أخرى.
وبدأت هذه الدول فى رفع أسعار مستلزمات الإنتاج بطريقة جنونية.
مثال الفلاح بيشترى شكارة البطاطس التقاوى 50كجم بألف جنيه فى حين يبيع الطن بأقل من ألف جنيه وأسعار الذرة والقمح كذلك.
.
هل احتفظ لفلاح المصرى ببعض البذور؟
بذور البرسيم هى الوحيدة التى احتفظ بها ويعدها بنفسه بالطرق القديمة ومحصول البرسيم مازال متماسكا ولم تصبه الأمراض كباقى الزراعات.
لو تم القضاء على محصول البرسيم يبقى تم تدمير الزراعة المصرية والثروة الحيوانية والداجنة بالكامل ولكنه لطف الله بالمصريين.
وماذا عن الفساد فى قطاع الزراعة؟
حدث ولا حرج كل اللجان التى تسافر للخارج لشراء مستلزمات الإنتاج ترتشى وتختار البذور الفاسدة والمبيدات المسرطنة، وكلنا سمع وعرف الوزير ذو الأصول اليهودية المسؤول عن تدمير الزراعة فى مصر وتبعه كثير على شاكلته وكله بيدور على مصلحته ضمن خطة التخريب.
الاستعمار القديم نجح فى الدخول إلى عمق الريف والقضاء على المحاصيل المصرية التى كان يضرب بها المثل فى الإنتاج والجودة.
وكل دولة من الدول الكبرى كانت تسجل بعض البذور باسمها، على أساس إنها هى التى تنتج هذه البذور لتكفى العالم ومصر أهملت فى تسجيل بعض البذور المصرية زى الملوخية وخدتها الصين هى والثوم وهى من أشهر المحاصيل المصرية القديمة.
يبق الصين هى السئولة عن تزويد العالم بالبذور التى سجلتها باسمها وكل دولة سجلت بعض البذور باسمها تتحكم فيها وفى سوقها.
ودى مرحلة من مراحل تطبيق اتفاقية الجات.
وبقى اسمها منظمة التجارة العالمية وتضم دول الشرق والغرب وكل دولة بتدور على مصلحتها، وهذه المنظمة هى التى تتولى تطبيق البنود المتفق عليها بين الدول فى الاتفاقية.