أسرار عبد الفتاح القصري.. سر فقدان بصره على المسرح وصدمته في زوجته

واحد من كبار نجوم الكوميديا الذين تركوا بصمة قوية في قلوب الجماهير وعلامة في تاريخ السينما، "أنا كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدًا"، "الباز أفندي ده راجل أنا نفسي أتمناه"، "يا صفايح الزبدة السايحة يا براميل القشطة النايحة"، "ست أنا مش شايف قدامي أيها ست"، بعض إيفياته التي كانت علامة مسجلة في تاريخ الكوميديا.. إنه الفنان ملك الكوميديا عبد الفتاح القصري الذي تحل اليوم ذكرى عيد ميلاده.
في مثل هذا اليوم من عام 1905، ولد عبد الفتاح القصيري في حارة اليهود بمنطقة الحسين، لعائلة ثرية تتاجر في الذهب، وبالرغم من أنه كان من عائلة أرستقراطية، إلا أنه اشتهر في السينما بأدوار ابن البلد والطبقة الشعبية، فوالده كان يعمل جواهرجي.
التحق القصري بمدرسة "الفرير"، وهناك تعلم اللغة الفرنسية، وبعدها ترك المدرسة وعمل في محل والده، الذي رفض دخوله عالم الفن وقابل والده هذا الإصرار بقرار حرمانه من الميراث، فلم يهتم القصري بهذا القرار والتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي، وبعد وفاة والده أغلق محله وتفرغ للتمثيل.
البداية مع صفعة من جورج سيدهم
من المفارقات في حياة عبد الفتاح القصري حينما انضم في بداية مشواره الفني لفرقة جورج أبيض المسرحية، الذي رشحه للمشاركة بدور صغير في مسرحية "أوديب ملكًا"، وهي مسرحية تحمل طابعًا تراجيديًا، لكن القصري أدى المشهد أمام جورج أبيض بطريقته الكوميدية ما جعل الجمهور ينفجر بالضحك، وهو ما أربك جورج وغضب حتى أنه أمر بإغلاق الستار، وانفعل على القصري في الكواليس ووصفه بالفاشل، وتعجب القصري قائلًا "بحب أضحك الناس هو أنا لازم أبكيهم"، فازداد انفعال جورج أبيض وصفعه على وجهه وطرده من المسرح.
وهنا كانت صدمة القصري الذي اعتقد أن هذه الصفعة كتبت نهاية مشواره الفني القصير، ولن تقبله أي فرقة مسرحية بعدما انتشرت تفاصيل الواقعة في الصحف والمجلات، ولم يكن يعلم أنها البداية الحقيقة لانطلاقه في عالم الفن ليكون أحد عمالقة الكوميديا.
عبد الفتاح القصري والسينما
وفي عالم السينما، كانت بداية القصير من خلال فيلم "المعلم بحبح" عام 1935، وبرع في تقديم شخصية المعلم الأمي، فبرع في تقديم أدوار ابن البلد والحانوتي والمعلم محققًا نجاحًا كبير، فهو عبدالمجيد ساطور في فيلم "سي عمر"، والمعلم نفخو في "لعبة الست"، والمعلم عبد العزيز في "الأستاذة فاطمة"، وهو المعلم حنفي شيخ الصيادين، في "ابن حميدو".
نهاية عبد الفتاح القصري المآساوية
ورغم حياة القصري المليئة بالكوميديا إلا أن نهايته كانت مآساوية، حيث كان في إحدى المرات يقف على خشبة المسرح ويجسد دورًا كوميديًا كالعادة، فإذا به يفاجيء الجمهور بجملة "أنا اتعميت مش شايف" فظن الجمهور أنها جملة كوميدية وضجت الصالة بالضحك، حتى أخذه زميله في المسرحية إسماعيل ياسين ليتأكد أنه بالفعل فقد بصره لارتفاع السكر في الدم.
اقرأ أيضًا: أغاني زمان| ”رمضان جانا” غناها عبدالمطلب مضطرًا لحل أزمته المادية بدلاً من هذا الفنان (فيديو)
وبعد رحلة صعبة من العلاج عاد نظره جزئيًا، ولكن لم تنته مأسايه فقد أصيب باكتئاب حاد بعد طلب زوجته الرابعة الطلاق لتتزوج من شاب لم يتجاوز الـ20 عامًا، واستولت زوجته على جميع ممتلكاته وتركته وحيدًا مريضًا.
وكانت نهايته بعد أن قررت المحافظة هدم المنزل الذي كان يعيش فيه، ليضطر للانتقال إلى غرفة بسيطة جدًا بـ"البدروم"، وازداد عليه المرض حيث أصيب بتصلب في شرايين المخ وفقدان الذاكرة، نُقل على أثرها إلى مستشفى وتوفي بها.