الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 12:58 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أحداث رمضان التاريخية| ذكرى فتح ”أنطاكية”

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبر شهر رمضان الكريم، أهم شهور السنة الهجرية وأبرزها، وأعلاها مكانة عند كافة المسلمين، حيث تزداد به الجرعات الإيمانية والدينية، ويختلف به روتين الحياة، حيث العظمة الروحانية الموجودة خلال الشهر المبارك.

ويمتاز شهر رمضان بطقوس خاصة تميزه عن غيره من أشهر السنة، كما أنه شهد أيضا علي مر العصور، العديد من الأحداث التاريخية الهامة، والتي تركت علامة بارزة في ذاكرة المصريين، وذاكرة العالم أجمع.

وفي هذا السياق يقدم لكم "الطريق"، سلسلة من الحلقات لرواية أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في شهر رمضان المبارك، وحلقة اليوم عن "فتح أنطاكية".

حدث فتح انطاكية في 4 رمضان عام 666 هـجريا، حيث تطلع الظاهر بيبرس، الي الاستيلاء عليها، لمكانتها الخاصة لدي الصليبيين، لتمتعها بالحصون المنيعة، وتحكمها في الطرق الواقعة في المناطق الشمالية للشام، وكانت ثاني إمارة يؤسسها الصليبيون خلال حملتهم الأولي علي الشام، وفرضوا سيطرتهم عليها مدة 170 عاما.

اقرأ أيضًا: قصص صحابة الرسول | من الصحابي الذي تميز بذكاء يفوق الخيال؟

واستعد بيبرس لهذه الموقعة الحاسمة، ومهد لسقوط الإمارة الصليبية بحملاته السابقة حتى جعل من إنطاكية مدينة معزولة، مغلولة اليد، لا تتلقي أي مساعده مطلقا، فخرج من مصرمتجها إلي غزة، في 3 من جمادى الآخرة 666 هـجريا، الموافق 19 من فبراير 1268 ميلاديا، ومنها إلى يافا، ثم توالت الانتقالات حتي وصل إلي طرابلس، كنوع من تمهيد الطريق للتقدم نحو إنطاكية.

ثم خرج بيبرس من طرابلس، متجها إلي حمص، دون معرفة أحد من قادته إلي أين يتجه، ومنها إلي حماة، حيث قام بتقسيم جيشه لثلاثة أقسام، لخداع الصليبيين، فقامت إحدي الفرق بالإتجاه الي ميناء السويدية لتقطع الصلة بين إنطاكية والبحر، في حين توجهت الفرقة الثانية إلي الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.

اقرأ أيضًا: نصائح رمضانية | مصطفى محمود: السهر في رمضان للذكر وليس ”الطبل والزمر”

واتجهت القوة الرئيسية بقيادة بيبرس إلي أنطاكيا مباشرة، وأنشأ حولها حصارا محكما، محاولا فتح المدينة سلما، ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل، حيث رفض الصليبيين التسليم، فقام بيبرس بشن حملة هجومية علي المدينة، وقام المسلمون بالتسلق لأسوارها، وتدفقت القوات دون تلقي مقاومة، وفرت حاميتها إلى القلعة، وطلبوا من السلطان الأمان، فأجابهم إلى ذلك، وتسلم المسلمون القلعة بالإضافة إلي الغنائم الكثيرة التي بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات، وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا، والجارية بخمسة دراهم".