الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 11:23 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«صوت النقشبندي».. هدية السماء لأهل الأرض

بينما يأخذ كل قارئٍ أو مُبتهل نصيبه من صناعة أجواء رمضان، إذ بالشيخ سيد النقشبندي، يحوزه بين أوتار حنجرته فيقول في ابتهاله الشهير "رمضانُ أهلًا مرحبًا رمضان"، فكما قال يومًا سيدنا أبو بكر لسيدنا طلحة بن عُبيد الله (رضي الله عنهما) إذا ذُكر يوم أُحد "ذاك يوم كلهُ لطلحة"، نستطيع اليوم أن نقول في رمضان "ذاك شهرٌ كُله لنقشبندي".

وفي موقع "الطريق"، نعرض لكم بعضًا من سيرة الشيخ سيد النقشبندي وأبرز مواقفه.

وُلد الشيخُ سيد النقشبندِي بقرية دميرة بمحافظة الدقهلية العام 1920، وبعد أعوام قليلة إنتقل منها مع عائلته إلى سوهاج، حفظ هناك القرآن ونشأ بين مُنشدي الإبتهالات الصوفية على الطريقة النقشبندية، والشيخ النقشبندي جده من مدينة بُخارى بأذربيجان وهاجر إلى مصر للحاق بركب الأزهر الشريف أواسط القرن قبل الماضي، ثم نزح سيد النقشبندِي إلى طنطا واستقر هناك.

من مسجد الحُسين بالقاهرة بدأت الرحلة، التقاه الإذاعي اللامع أحمد فراج، وقد شُغف بصوته وسجل مع العديد من الأدعية الإبتهالات ومن هنا ذاع سيط "النقشبندِي"، وبعدها سجل للتليفزيون العديد من البرامج مثل (في نور الأسماء الحُسنى - الباحث عن الحقيقة عن قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه).

قالوا عن "النقشبندِي".

يقول الدكتور مصطفى محمود عنه في أحد حلقات برنامجه العلم والإيمان (إنه كالنور المُتفرد الذي لم يصل إليه أحد).

ويذكره نقيب الموسيقين السابق الدكتور مُنير الوسيمي في وثائقي عن الشيخ فيقول (إن صوت النقشبندي صوتٌ نادر، ويلعب في مساحات مقامية لا يجاريه فيها أحد).

بين السادات والنقشبندِي وبليغ حمدي.

في حفل خطبة أبنة الرئيس السادات، حضر الشيخ للإنشاد وتصادف وجود الموسيقار بليغ حمدي، وبذكاء وألمعية السادات قال لوجدي الحكيم رئيس الإذاعة حينها وهو يشير إلى النقشبندي وبليغ (خليهم يعملوا حاجة مع بعض يا وجدي)، وقد كان أن أبلغ "الحكيم" الشيخ وبليغ بالأمر، رفض في بداية الأمر الشيخ أن يتعاون مع موسيقار، ثم بعد جلسات استطاع وجدي الحكيم إقناعه بالتجربة، ولما إلتقيا قال له بليغ "يا شيخ سيد أنا هعملك لحن يعيش 100 سنة"، وفي هذه الجلسة خرج لنا أشهر إبتهال على الإطلاق والذي مازال يتردد في كل جنبات العالم الإسلامي حتى الآن وهو إبتهال " مولاي إني ببابك".

أقرأ أيضًا: الشيخ محمد رفعت.. ”صـانع الحنيـن”

قصة الوفاة والليلة السابقة

يقول السيد صالح أحد مُذيعي إذاعة القرآن الكريم، إن الآذان الذي أداه "النقشبندي" كان قد سجله ليلة وفاته، ويقول نقيب الموسيقين مُنير الوسيمي (آذان النقشبندي آذان من الجنة)، ويُعد هذا الآذان أحد أشهر آذانان مع آذان الشيخ محمد رفعت قد أُذيعا في الإذاعات العربية.

وتوفي الشيخ بذبحة صدرية العام 1976 عن عُمر ناهز 56 سنة من الإبداع، وقد قدرته الدولة بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، والعديد من التكريمات الأخرى التى حصل عليها بعد وفاته رحمه الله.