الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 05:00 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… الاختيار 3.. من هو ضابط المخابرات الدولي الذي حاول إنشاء حرس ثوري للإخوان؟

مشهد الاختيار
مشهد الاختيار

رصدت الحلقة 14 من مسلسل الاختيار 3 محاولة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية لإعداد حرس ثوري خاص بهم ليستطيع الوقوف أمام الجيش وتهديده، من خلال الاستعانة بأحد ضباط المخابرات الدوليين، الذي جاء إلى مصر سرا ليتعاون معها في مراحل التجهيز، لكنه كان مراقبا من رجال المخابرات العامة، أثناء لقائه بخيرت الشاطر، ثم ارتبك فجأة بعدما وصلته رسالة هاتفية من ضابط مصري مع تعليق «شكرا على حسن تعاونك معنا».

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن مسلسل الاختيار3 دشَّنَ مساحة جديدة في تاريخ الأعمال الدرامية السياسية العربية؛ إذ يؤرخ لأحداث قريبة ما يزال أغلب أبطالها على قيد الحياة بمزيج من المقاطع الحية المسجلة بالصوت والصورة مع تفاصيل كواليس ما دار في الغرف المغلقة بين أبطال تلك الوقائع التاريخية وصناعها.

وكشف «أبو النور» أنه في هذا المسلسل المهم، الذي تعد مشاهدته ضرورة تحليلية لكل طلاب ودارسي العلوم الاجتماعية المصرية والمعنيين بالشأن العام، الكثير من الأحداث المعروفة للجميع، لكن أهم ما فيه هو الأحداث المذكورة ضمنيا والتي لا يعرف الجميع تفاصيلها.

اقرأ أيضا: إهانة وتزوير وحصار.. جرائم حازم أبو إسماعيل عرض مستمر بعد كشفها في الاختيار ٣

وأضاف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أنه من ضمن هذه الأحداث التي مر عليها المسلسل ضمنيا هو مشهد شديد الدلالة يذهب فيه رجل المخابرات (أحمد عز) إلى ورشة ميكانيكا سيارات تعد مكانا آمنا لأحد عناصر رجال المخابرات الذي يقوم بدوره بتتبع بعض العناصر الخارجية التي جاءت إلى مصر للقيام بأعمال من شأنها الإضرار الفادح بالأمن القومي المصري وزعزعة الاستقرار في هذا الوطن.

حرس ثوري

وتابع «أبو النور» أن عنصر المخابرات قد أعطى مديره في العمل (أحمد عز) مظروفا يتضمن تفاصيل الاجتماعات التي رصدها وفيها يلتقي قيادات الإخوان بعناصر أجنبية بهدف تكوين ميليشيات مسلحة تلقت تدريبها في سوريا وهي جاهزة للعمل في مصر على أن تبدأ عملها فورا وتكون مهمة هذه الميليشيات الحلول التدريجي محل أجهزة الأمن المصرية المتمثلة في الداخلية والمخابرات والجيش. فما كان من أحمد عز (ضابط المخابرات العامة) إلا أن أخبره بتحليله على الفور، وقال له بالحرف الواحد: «كده هما عاوزين يعملوا حرس ثوري».

تدريب شباب الإخوان

وبيّن رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أنه يتضح من خلال منطوق السيناريو أن هذا الضابط لديه خبرة في الشؤون الإيرانية؛ لأن هذا المخطط هو بالضبط ما تم في إيران في بداءة العام 1979 حين أمر الخميني مرشد الثورة باستقدام الطلاب من الجامعات والمزارعين من الحقول والحرفيين من الورش وتسليمهم السلاح وتلقينهم دورات تدريبية سريعة لتولي المهام الأمنية في البلاد بدلا من قوى الأمن الداخلي والقوات المسلحة، وقد قام بهذه المهمة أول وزير دفاع بعد الثورة، الجنرال، مصطفى تشمران، الذي كان قد تلقى تدريبه الاستخباراتي هنا في القاهرة على يد رجال المخابرات العامة المصرية وتلقى تدريبه العملياتي في محافظة الشرقية وتحديدا في معسكر أنشاص التابع لقوات الصاعقة المصرية.

زيارة سرية

واستطرد «أبو النور» أنه في هذه الأثناء كانت إيران قد اتفقت مع حكومة الإخوان برئاسة، الرئيس الراحل محمد مرسي، على تسيير رحلات سياحية من إيران إلى مصر بهدف زيارة مساجد آل البيت، لكن مفاجأة قد حدثت إذ رصدت أجهزة الدولة القوية قدوم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وهو الفيلق الخاص بمؤسسة الحرس الثوري الإيراني المسؤول حصرا عن كل العمليات الخارجية لإيران.

جواز سفر مزور

وكشف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أن سليماني حضر إلى القاهرة منتحلا شخصية تاجر حاملا جواز سفر مزورا، بأوامر مباشرة من سيده المرشد الأعلى لبلاده علي خامنئي، والتقى قيادات إخوانية على رأسها خيرت الشاطر في منازل إخوانية آمنة في مدينة نصر والتجمع الخامس، وسافر مع بعضهم إلى محافظة الأقصر جنوبي مصر، وكان الهدف من اللقاءات هو إعادة الخبرة الإيرانية المتمثلة في إنشاء قوات حرس ثوري للإبقاء على نظام جماعة الإخوان الإرهابية في مصر.

قوات موازية للجيش والشرطة

واستطرد «أبو النور» أن سليماني نصح خيرت الشاطر بالإسراع في تأسيس قوات موازية للجيش والشرطة تكون مكونة من طلاب كليات الحقوق والتربية الرياضية يتم تدريبهم على يد اللواء عماد حسين (تشابه أسماء مع الكاتب الصحفي عماد حسين رئيس تحرير جريدة الشروق) الذي كان في ذلك الوقت ذراع جماعة الإخوان في وزارة الداخلية، وعينه محمد مرسي مستشارا أمنيا لرئيس الجمهورية.

أجهزة المخابرات تراقب الضابط الأجنبي

واستكمل رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أنه حتى تلك اللحظة ظن قاسم سليماني أنه يجلس مرتاحا كما يصول ويجول في سوريا أو اليمن أو العراق أو لبنان، ولم يخطر بباله لحظة واحدة ما تم في هذه الساعة العصيبة، فقد تلقى اتصالا على هاتفه (لم يكن قاسم سليماني يستخدم هاتف أندرويد أو آيفون لزيادة أمنه الشخصي) ووجد شخصا يتحدث معه بالفارسية بلهجة مصرية وطلب منه أن ينظر إلى صندوق الرسائل SMS بهاتفه البلاكبيري الرخيص، وفتح قاسم سليماني الرسائل فوجد رصدا لحظيا بكل تحركاته متضمنة تسجيلات فيديو وأوديو فيها تفاصيل كل ما دار بينه وبين خيرت الشاطر وقيادات الجناح المتطرف من الجماعة في القاهرة وفي محافظة الأقصر.

وأردف «أبو النور»: ثم عاد الرقم المصري واتصل بقاسم سليماني مرة ثانية وقال له كلمات معدودات: «غادر مصر فورا ولا تدخلها مرة أخرى، وإلا لن ترى إيران أبدا».

ارتباك قاسم سليماني

واستطرد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن الرهبة وقعت في قلب قاسم سليماني وبدت غضاريف ركبتيه لا تقويان على حمله، واهتز العصب السمبثاوى في جسده بالكامل، وأخبر خيرت الشاطر بما دار في الهاتف، وعلى الفور جمع رجاله وغادر مصر ولم يدخلها حتى تمت تصفيته في يناير 2020 بالعراق في غارة أمريكية شهيرة، وكانت هذه أخطر ساعة في تاريخ العلاقات المصرية ــ الإيرانية.

واختتم «أبو النور» بأن جماعة الإخوان مارست كل أنواع العنف ولجأت إلى استخدام السلاح لزعزعة الأمن في مصر ووضعت نفسها في موضع العداء مع الشعب المصري بعد أن قررت اللجوء إلى الإرهاب للبقاء في السلطة.