الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:51 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: دم الفقي في رقبة من؟!

رئيس التحرير
رئيس التحرير

هل قهروه؟ أذلوه؟ حقروا من شأنه؟ همَّشوه؟ ذبحوا كبرياءه؟ كشفوا عورته؟ جرحوا إنسانيته؟

هل وألف هل تتردد في رؤوسنا معشر الصحفيين، فلا تلقى صدى، ولا يسمعها نقيب يجلس في صالونات هيئة الاستعلامات الفخمة، فما له وضجيج الصحفيين وهمومهم! فهناك لن يسمع صراخهم ولن يرى كبرياءهم تنزف تحت وطأة شظف العيش، وضعف الرواتب، وغياب السند النقابي، إذ اقتنص منصبه نقيبا للصحفيين من قبيل الوجاهة ومزيد من المناصب. كلنا عماد الفقي، كلنا ذاك المقهور، كلنا ذاك الذبيح، كلنا ذاك المهمش..
ما الذي دفع الفقي وهو في عنفوانه أن يتخلص من حياته بهذه الطريقة المأساوية؟
هل كان على شفا الهاوية، أم سقط عند آخر حدود الاحتمال الإنساني فهوى للموت وهرول تاركا الدنيا وواقعا صحفيا ونقابيا مزريا؟!
وأنا أسأل رئيس مجلس إدارة الأهرام.. ما الذي دفع زميل مهنة يعمل في أكبر وأضخم مؤسسة صحفية في الشرق الأوسط كانت مصنفة عالميا، للموت بتلك الطريقة؟
هل لم تهييء له سبل العيش الكريم، وبدلا من التفاخر القديم بالانتماء لأكبر مؤسسة صحفية في مصر، بات الصحفيون يلقون بأنفسهم من أدوارها المرتفعة بعدما تحول واقعها الي جحيم لا يطاق ورؤساء لا يهمهم إلا نشر صورهم مع الكبار وعدد اللايكات التي يحصلون عليها والدعوات للمناسبات الكبرى؟!
دم الفقي في رقبتك يا سيادة النقيب وفي عنق مؤسسة الأهرام التي لم تصدر حتى الآن بيانا أو تظهر الحزن بنعي لهذا المسكين توضح فيه ملابسات ما حدث!
ستحاسبكم الأيام ويقهركم الزمن وسوف تشيخون، وتنحسر عنكم الأضواء حتى يأتي يوم الحساب ولم تقدموا شيئا بين يدي الله.
عجبت من نقيب ينفق الملايين على ترميم واجهة النقابة، بينما الصحفيون موتى جوعا ولولا بقية حياء للحق معظمهم بزميلهم المنتحر.. كان أولى لك يا سيد ضياء رشوان أن تبحث عن حلول ومشروعات تغني الصحفيين عن التسول وملاحقة لقمة العيش.. عجبت لك يا نقيب وأنت لم تظهر في النقابة سوى ٣ مرات خلال ما يقارب السنتين، وأسأل نفسي أي لذة تجدها في منصب والصحفيون يموتون جوعا، ولم تقدم يوما مقترحا ولا جهدا يغير من واقع من في رقبتك!
أما ما قاله الزميل المحمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين في تدوينة له على فيس بوك، فلا أدري مدى صحته عن وفاة الفقي وأن دمه في رقبة رئيس التحرير لاضطهاده ، فعلى رئيس تحرير الأهرام أن يرد..
هكذا أصبحت حال الصحفيين، بين اضطهاد لا ينكسر بغير الرحيل المدوِّي، ونقابة لا تعرف عنهم ولا عن أحوالهم شيئًا، أو تعرف وتعمل من بنها، وتُفضّل أن تنفق الملايين على تجديد واجهة النقابة، بدلًا من عمل مستشفى للصحفيين تعالج ما أنشبته المهنة في أجسادهم، أو حمايتهم من الفصل التعسفي وأكل حقوقهم وتشريدهم في الشوارع!

وبعد أن كان الصحفي سلطة رابعة، أصبح درجة عاشرة، لا يلتفت إليه أحد، ولا يؤمن به أحد، رغم أنه ضمير أمّته، والأمين عليها.
فمتى يُفيق السيد النقيب وينظر في أحوال مَن أقعدوه على كرسيه؟
متى يرفع الظلم عنهم ويُعطي للمهنة قُبلة الحياة التي تستحقها؟
متى يدرك أن موت الصحافة ليس انتصارًا -وإن بدا كذلك- وإنما آخر مسمار في نعش النزاهة والرأي الآخر، وأن ثمن ذلك باهظ للدرجة التي لا يستطيع أحد تحمله!

موضوعات متعلقة