جمال شعبان يفاجئ خالد منتصر بدعوته للنقاش بدلًا من مخاطبة الغوغائيين والملحدين - حوار
انشغل الرأي العام المصري، خلال الأيّام الماضيّة، بتصريحات الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، حول أن الأمراض النفسية لا تصيب مؤمنًا، والتي أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وسط حملة انتقادات تصدرها الدكتور خالد منتصر، الكاتب والطبيب، معتبرًا أنّ حديث موافي ليس علميًا وبمثابة عدم اعتراف بالطب النفسي.
الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، فجر مفاجأة من العيار الثقيل خلال حواره مع «جريدة الطريق» ودعا خالد منتصر للنقاش في الأمور الجدلية المتعلقة بعلاقة الإيمان بالأمراض النفسية، بدلًا من مخاطبة الغوغائيين والملحدين، إضافة إلى تطرقه للعديد من الملفات التي تشغل المصريين.
- ماذا كان يقصد حسام موافي من تصريحاته؟
المؤمن أشد الناس ابتلاء وحسام موافي لم يكن يقصد عدم الاعتراف بالطب النفسي، إنما قصده أنّ الثابتين والمؤمنين يكونون أشد مقاومة أمام مشكلات الحياة، واليقين والإيمان يقاوم هشاشة الروح، والنفس المطمئنة والراضية أكثر تحملًا للضغوطات لكن الأمراض النفسية الحقيقية أمر آخر.
حسام موافي كان يقصد من تصريحاته الحالة النفسية للمريض لأن الشخص الذي يعاني من الهلع والفزع وعدم الصبر وتحمل مآسي الحياة، يكون عرضة للقلق والتوتر، وهناك فرق بين الأمراض النفسية الحقيقية نتيجة الخلل الكيميائي في المخ والأعصاب، وحالة التوتر والقلق التي تحدث عنها «موافي» والذي كان يقصد منها أنّ الأشخاص الذين لديهم مناعة روحية يتحملون الأزمات.
- كنت أول المدافعين عن حسام موافي.. ما السبب؟
الدكتور حسام موافي أستاذي الذي علّمني الطب وكل من درس كلية طب القاهرة، يعلم حقيقة هذا الأستاذ الذي كان يشرح طب الباطنة من الألف إلى الياء للطلاب مجانًا، في حين أنه كان بإمكانه تحقيق ملايين الجنيهات من وراء ذلك.
- كيف تفسر هجوم خالد منتصر على حسام موافي؟
أقول له «أيها الأستاذ في النهاية ستبقى تحت التراب، (متر في متر) وستسأل عن دينك وربك ونبيك، أوعى تفتكر أن هذه الشهادات والعلوم الحديثة ستشفع لك إن لم تكن لديك هذه العقيدة الأساسية، وإذا لم تسخر العلوم في خدمة البشر، إنما عشان تعملها منصة لتصفية الحسابات والطعن في العقائد والثقافة والعلم وتشويه الرموز.. ليه بتكره الناس في رموز بتحبها، وماذا ستستفيد أيها الناقد الطاعن؟، فليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي».
المولى عز وجل قال «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ»، لذا من المفترض أن يكون الخطاب هادئ ومنطقي وليس الهدف منه التشويه والتشهير لجذب «اللايك والشير» أو ركوب التريند.
- خالد منتصر هاجمك مؤخرًا وذكرك بالاسم في منشوراته.. لماذا؟
ذكرني بالاسم في أحد منشوراته التي هاجم فيها تصريحات الدكتور حسام موافي، في حين أنني لم أتعرض له في شيء، ولم أكن طرفًا في المسألة، لكن «منتصر» وشخص آخر يريدان جرني إلى خط لن انجر إليه، لأنني لدى شوطًا إضافيًا في الحياة أريد استكماله في علاج الناس والطبطبة عليهم، وفي النهاية كما يقولون القافلة تسير.
- ما رسالتك لخالد منتصر؟
«ركوب التريند لن يصنع لك مجدًا لأنها فقاعات تنفجر بعد يوم واحد عبارة عن زوبعة في فنجان، ولا أريد أن يدفعك التريند إلى حملات بلا هدف».
إذا كنت تريد النقاش بطريقة عملية فأنا مستعدًا، وإذا كان لديك تحفظات نجلس ونناقشها بأسلوب علمي وليس مخاطبة للغوغاء ودغدغة لمشاعر بعض الكارهين للدين والملحدين والحاقدين.
«هيقولك جمال شعبان بيصنف، أنا لا بصنف ولا بعمل، ولا لي علاقة بـالإلحاد والملحدين، ويقول لك ده حسام موافي بيتاجر بالدين، طيب هو بياخد أصلًا فلوس على البرامج أو أنا باخد فلوس على حلقات البث المباشر!، بالعكس هذه الأصوات هي التي ربما تكون ممولة لشن الحملات ضد الدين، لكننا لسنا حماة للدين، والله يحافظ على دينه».
-هل من المنطقي تخدير وخطف الفتيات بـ«شكة دبوس»؟
من المستحيل نجاح «شكة دبوس» في تخدير كلي، وأكثر ما يمكنها إحداثه دوخة بسيطة، لأنّ التخدير يحتاج إلى حقن في الوريد بجرعات معينة محسوبة بدقة في مناطق محددة بالجسم.
«الذهن البشري متكلف»
التخدير ليس أمرًا سهلًا، وأحيانًا يظل الطبيب المختص لمدة من 15 إلى 30 دقيقة وهو يحاول تخدير المريض، لأنّ عملية تغييب الذهن البشري ليست سهلة لأنه «متكلف» ودوظيفة الوعي التي يتميز بها المخ البشري معقدة للغاية وتسكينها يحتاج إلى جرعات عالية وطرق مدروسة، ولم يصل العلم حتى الآن إلى التخدير عن طريقة شكة الإبرة حتى ولو في العضل.
-هل يمكن تخدير وخطف الفتيات بحقنة الأنسولين؟
هذه المادة تتسبب في إحداث هبوط حاد، يؤدي بحياة الشخص بطريقة سريعة قبل التفكير في نقله إلى المستشفى حال استخدامها بعشوائية، واللص لن يستفيد شيئًا لو قتل إحداهن لأنه يريد السرقة لا القتل.
-هل يوجد كلية للقمة وأخرى للقاع؟
الثانوية مرحلة في حياة الطلاب ولا وجود لما يسمى بـ«كلية القمة وكلية القاع» لكن هناك شخص في القمة وآخر في القاع: «تستطيع دخول أبسط تعليم فني لكن تكون عبقري ومبدع في مجالك وتبقى أهم من أحسن دكتور معرفش يبرع في هذا المجال».
- ما ردك على الهلع الذي يصيب طلاب الثانوية العامة في الامتحانات؟
الامتحان عبارة عن نجاح مرحلة أمّا الفلاح فهو النجاح المستدام، وبعد ظهور نتائج الثانوية العامة أو بكالوريوس الطب يبحث الناس عن الـ10 الأوائل بينما أهتم أنا بآخر 10 طلاب لأنه ربما يكون أحدهم الأسعد حظًا في الحياة.
قد نجد طالبًا من أوائل الثانوية العامة يلتحق بكلية الطب، لكنه لا ينجح ويتميز فيه لافتقاره الإبداع، وفي المقابل يوجد آخر حصل على مجموع عادي، والتحق بكلية الحقوق أو الآداب، وصار أفضل محامي وأعظم أديب، وأشطر صحفي وإعلامي، لأن العبرة بالعطاء، ولا ينبغي الخوف من المستقبل لأنّه بيدي الله.
- ما نصيحتك لطلاب الثانوية العامة في الامتحانات؟
على طالب الثانوية العامة السعي والمذاكرة والاجتهاد وعدم الاكتراث بالنتيجة، لأنّ الله يختار الأفضل دائمًا، مشيرًا إلى أنّ الهلع والفزع والانهيار يتسبب في محو المعلومات من الذاكرة، أمّا الشخص صاحب الثبات الانفعالي والّذي يتمتع بقوة روحية فيستطيع استدعاء معلومة قرأها منذ 6 شهور.
ويجب التمسك بالهدوء والالتزام بالسكينة وعدم تغيير نمط الحياة خلال الامتحانات، أو تناول الأدوية التي تزيد الانتباه، مع ضرورة الابتعاد عن احتساء القهوة.
تناول الخضروات والفواكه والنوم مبكرًا واستذكار المعلومات، وقراءات الأسئلة أكثر من مرة، من أهم الأمور التي يجب على الطلاب التركيز عليها.
احذر التوتر
على أولياء الأمور عدم تحميل الأبناء فوق طاقتهم مع ضرورة تشجيعهم معنويًا، والاكتفاء بتوجيه النصح لهم وأنّ النجاح في الحياة أهم من تجاوز الامتحان، محذرًا الطلاب من أن الكثير من الشباب يصابون بسكتة قلبية نتيجة التوتر الشديد.
-ما الرسالة وراء إصابتك بأزمة قلبية؟
«أشكر الله الذي أنقذني من المحنة الصحية الأخيرة ومنحني فرصة أخرى للحياة حتى اعطف على أناس بسطاء وأقدم إضافة جديدة في مجالي وأنقذ الكثر من القلوب، وأعتقد أن دعوات الراحلة والدتي والمصريين كانت بعد كرم الله وستره هي السبيل لإنقاذي، لأن حالتي كانت صعبة».
الإنسان سواء كان طبيبًا أو مريضًا فهو بين يدي الله والطبيب الأعظم هو المولى عز وجل، وكل أطباء البشر وسائل للعلاج لكن الشفاء بيدي الله، مستشهدًا بقول الشافعي: «قل للطبيب تخطَّفتـه يـد الـردى.. يا شافي الأمراض من أرْدَاك».
«الله يشفي والطبيب يتقاضى الأتعاب»
«دائمًا ما أقول للعيان بتاعي يا حبيبي: الله يشفي والطبيب يتقاضى الأتعاب» مردفا «أنا بساعد بس لأني وسيلة وكما قال الخليل الفراهيدي وَقَبلَكَ داوى المَريضَ الطَبيبُ فَعاشَ المَريضُ وَماتَ الطَبيب».
وطبيب القلب أيضًا معرض للإصابة والمعجزة بيدي الله عز وجل، وهذا جعلني أعلم أن العمر لحظة وأن الله منحنى فرصة ثانية حتى أقدم عطاء أفضل».
حب الناس
«لقد عرفت خلال الأزمة الصحية مدى حب الناس لي ويبدو أن الله عندما يلقي على الإنسان محبة منه تسري في قلوب العباد، وبشكر ملايين القلوب الذين دعوا لي، وتلقيت 50 ألف دعوى خلال 24 ساعة على صفحتي الشخصية».
الخير والحب والعطاء
شاهدت اختلاف الآراء حول بعض المشاهير عند التعرض لوعكة صحية أو أزمة ما، فهناك من يعدو لهم ومن يدعو عليهم ومن يشمت في مصيبتهم، لكن على العكس كان الناس يدعون لي بعد تعرضي للأزمة القلبية، وهذه رسالة للاستمرار في الخير والحب والعطاء.
- ما السبب وراء ردك على الأسئلة الطبية مجانًا؟
عاهدت الله على أن تكون الساعات التي أقضيها في الرد على أسئلة المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي صدقة جارية على روح والدتي، وأتمنى أن تكون في ميزان حسناتها لأنها علّمتني العطاء.
غير أن الموضوع أصبح منتشرًا وإجابة المرضى عن بعد وسيلة جيدة حققت نتائج رائعة خلال جائحة كورونا واستطعت علاج عدد كبير من المرضى.
الطب أونلاين
الدول الأوروبية بدأت البحث عن الطب أونلاين والعلاج عن بعد لما له من أهمية في توفير الوقت، وإرشاد المريض إلى أفضل طريقة لإسعاف نفسه أو تخطي مشكلة صحية خطيرة.
- ما سر كلمة «متزعلوش»؟
الزعل قاسم مشترك في أزمات القلب ويؤثر على عضلة القلب، ومن الممكن أن يتسبب في تصلب الشرايين أو انقضاض الشريان التاجي، وقد يؤدي إلى القولون العصبي وضغط الدم، والسكر العصبي.
الزعل قد يصيب الشخص بمياه بيضاء على العين وكون عتامة على العدسة والقرنية، وهذا يتضح من خلال تدبر الآية الكريمة في سورة يوسف: «وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ».
شوط إضافي في الحياة
«أشكر الله على وقوفه معي في محنة مرضي، وأعطى لي شوط إضافي في الحياة، حتى أساعد الناس لأني أرى السعادة في مساعدة الآخرين، وأعاهد المولى بأن أكون خادما لقلوب المصريين».
- ما أسباب انتشار الفيروسات في العالم؟
3 أسباب وراء انتشار الأوبئة في العالم، أولها زيادة عدد سكان الكرة الأرضية، والاحتكاك المباشر بين الشعوب نتيجة سهولة الانتقال بين الدول، والأمر الآخر هو زيادة العلم وسرعة اكتشاف الفيروسات، والسبب الثالث يكمن في الإعلام ووسائل الاتصال التي جعلت العالم عبارة عن «غرفتين وصالة».
في العصور القديمة كان الخبر يستغرق وقتًا طويلًا حتى يصل من دولة إلى أخرى، لكن الآن التغطيات باتت لحظية، من أبعد نقطة في الكرة الأرضية.
هل صنع كورونا في المختبرات؟
توجد معامل تعمل على تغيير جينات الفيروسات لكن ذلك لا يعني أن كورونا مصنع، لأن معظم الدول أصيب مواطنيها وكانت الأنظمة الطبية في أوروبا على وشك الانهيار وهو ما ينفي نظرية المؤامرة.
إبليس تعهد بأمر البشر لتغيير الجينات الوراثية وهذا سيتحقق لأنه ذكر في الآية الكريمة بسورة النساء: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾.
- كيف نجحت مصر في مواجهة كورونا؟
مصر نجحت في تخطي جائحة كورونا وامتصاص الصدمة الاقتصادية التي خلفها الفيروس، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الدولة وقوة مناعة المصريين، والتضافر المجتمع والشعبي والسياسي في مقاومة الجائحة، والجيش الأبيض من الأطباء قدم ملحمة ووصفهم الرئيس السيسي قائلًا: «أنتم تقودون حربًا أنتم أبطالها».
- كيف نواجه أي فيروسات قد تطرأ؟
تقوية المناعة مهمة في مواجهة الفيروسات، وضرورة البعد عن الأماكن التي ينتشر يكثر فيها تلوث الهواء، والاهتمام بفيتامين د، وتناول الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على نباتات وخضروات مفيدة لتحسين جهاز المناعة، مع الابتعاد عن التدخين والمخدرات والكحوليات.
وعلى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د ضرورة تناول الأدوية تحت الإشراف الطبي لتقوية مناعتهم ضد أي فيروسات.
- بماذا تنصح مرضى ضيق الشرايين؟
يجب على مريض ضيق الشرايين التاجية، تقليل الوزن، وخفض كميات الطعام، والاهتمام بالنشاط البدني، وضبط السكر والضغط والكولسترول، والابتعاد عن التدخين والمدخنين.
وفي حال استمرار الألم لدى مرضى ضيق الشرايين ينبغي إجراء فحوصات طبية متقدمة، سواء موجات صوتية أو مسح ذري أو أشعة مقطعية، أو قسطرة على الشرايين، أو تركيب الدعامات إذا استدعى الأمر.
طب القلب تطور في مصر، وعلى المريض عدم الانتظار عند الشعور بالأعراض: «الواحد ميسكتش ويقول ده شوية حموضة أو دور برد، لأن البرد والحموضة مفترى عليهما في الموضوع ده».
- ما مدى خطورة ضعف عضلة القلب؟
أنها مرحلة متأخرة في أمراض القلب، قد تكون نتيجة مشاكل الصمامات أو انسداد الشرايين، وأيضًا اختلال كهرباء القلب، حتى بعض الأمراض الخلقية تنتهي بضعف وتمدد عضلة القلب، موضحًا أنه عندما يتضخم القلب يضعف ولا يستطيع ضخ الدماء فيحدث هبوط في القلب، مع تورم الساقين، ومياه في الخصية والبطن والصدر، ثم يحتاج المريض إلى عناية مركزة.
بعض الأجهزة تساعد في علاج عضلة القلب، وأحيانا بعض الأدوية الحديثة تأتي بنتائج إيجابية: «يا رب ما نصل إلى ضعف عضلة القلب لأنها تحتاج دخول المستشفى كتير، وبيكون فيه نهجان مع المجهود القليل، ونمط الحياة بيبقى مش كويس».
اقرأ أيضًا: خاص | جمال شعبان يحسم الجدل حول التخدير بـ«شكة دبوس»
