الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:45 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
الطريق تنشر في عددها الجديد: جهود الحكومة لرفع الصادرات إلى 145 مليار دولار على خطى لازمة أحمد العوضي ”أحلي ع الأحلي” لـ محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهدة أطفال دراما رمضان للمرة الأولى في ضيافة ”الستات مايعرفوش يكدبوا” فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح

لمّا عملتوا للـ ويجز سعر

طارق سعد
طارق سعد

لا يتوقف الفن والإبداع عند حدود معينة، فدائما هناك أبعاد أخرى جديدة خاصة في الموسيقى والغناء، فلا يوجد سقف يعلن النهاية، ولكن دائما هناك الجديد فيقدم لنا مواهب واعدة تصنع أعمالاً جماهيرية تثري العملية الفنية وتدفعها إلى مناطق أبعد ويستمر الضخ بمعدل دوري ويستمر النبض محافظاً على روح الفن.

أيضا، وسط هذا المشوار يتعرض الفن لإصابات ومتاعب ويئن من المرض وتظهر به التقيحات ويخرج إفرازات تقودك لتلوث حادث لم يُنتبه له ربما نتيجة ميكروب أصابه ، أو ربما ضربه فيروس أدى لخلل في وظائفه!

آخر هذه التقيحات والإفرازات تدعى "ويجز" والذي خرج في غفلة من الزمن ليعلن نفسه مطربا متلونا بلون الـ "راب" الغنائي دون سابق إنذار، فيقدم كلمات غير مفهومة بإيقاع الـ "راب" الذي يجذب محبيه مدعياً أنه يهاجم بها "محمد رمضان" لكسب أرض جماهيرية فينسحب خلفه قطاع كبير من المراهقين وبعض من الباحثين عن الاختلاف.. ربما ظهور هذا الـ "ويجز" وبزوغ نجمه مع بداية ظهور فيروس "كورونا" يفسر الوضع دون عناء الشرح ويفسر ما تبعه من إفرازات على نفس الشاكلة.

المشكلة الحقيقية ليست في "ويجز" ورفاقه ولكن في من يقومون بتضخيمهم و"النفخ" فيهم دون سبب ودون فهم .. مجرد انتشاء بالحالة والانجرار خلفها دون وعي ليصدروهم نجوم الجيل فيصدقون ذلك وهم "عايشين الدور" وتتحول تعاملاتهم من هذا المستوى بعدما اقتنعوا أنهم نجوم أوائل يقودون الجماهير ويحملون لواء الفن!

مؤكد أن ما يحدث من كثير من الصحفيين في هذا الاتجاه مهزلة تدل على مستوى المرحلة التي نمر بها ومؤكد أنهم أول من يدفعون ثمن هذا الانجرار خلف شيطان الـ "تريند" الذي لم يعد له كبير فيذهبون لتغطية عرض خاص لأحد الأفلام الجديدة والمتواجد به "ويجز" يتسابقون لتصويره وعمل لقاءات صحفية وإعلامية معه بعد الهالة الضخمة التي صنعوها له معتقدين أنه سيرد لهم الجميل ليصدم الجميع بالتطاول عليهم ونهرهم ووصل الأمر بهذا الـ "ويجز" للاعتداء بمنتهى الوقاحة والبلطجة على أحد المراسلين مطيحاً بيده والـ "مايك" الذي تمسكه مخترقاً صفوفهم وسط حراسة رافضاً التصوير مردداً "ماليش مزاج أتصور" ليقف وحيداً بعيداً في أحد الأركان يدخن سجائره بشراهة وبطريقة تتناسب تماماً مع هذه الشخصية وخلفيتها!

هذا المشهد العبثي الذي تم تصويره وتداوله ظهر به النجوم الشباب أبطال الفيلم وهم يلبون رغبات التصوير واللقاءات من الصحفيين والمراسلين والجمهور وزملاءهم أيضاً بلا حواجز والابتسامة على وجوههم ثم يروجون لصورة النجمة الراحلة "دلال عبد العزيز" في آخر ظهور فني لها في حالة من الاحتفال بعملهم والاحتفاء بالتغطية الصحفية التي تروج لهم في نفس الوقت الذي ينزوي فيه هذا الـ "ويجز" منفرداً يستكمل تدخين سجائره بشراهة متلفتاً حوله حائر النظرات عابس الوجه ليكتمل هذا المشهد العشوائي ويظهر الفارق الكبير بين الأخلاق الفنية .. وتشردها.

الحقيقة أن لا أحد يستطيع أن يلومه فيما فعل وما سيفعل فالذنب ليس ذنبه ولكنه ذنبكم أنتم باللهث الخائب خلف الـ "تريند" لتحقيق مشاهدات أعلى فقد اختصرتم التنافسية في عدد المشاهدات على حساب المحتوى .. صنعتم من اللا شيء شيئاً عظيماً لخدمة أهدافكم التنافسية الجديدة .. تتلقون الإهانة ثم تعودون لتلهثوا خلف نفس الشخص الذي أهانكم في مناسبات أخرى تتسابقون لتصلون إليه وتحصلون على كلمة منه فتسقط أسوار الكرامة واحترام النفس والمهنة أمام شهوة الـ "ترافيك"!

نعم تتحملون المسئولية كاملة فأنتم من روجتم للـ"عك" وأصحابه عندما انزلقتم معه بتسميته "راب" رغم أن الـ "راب" في الأصل لون غنائي مميز يُقدم من خلال كلماته موضوعاً وتعبيراً عن مشكلات مجتمعية أو قضايا يعاني منها المجتمع ويعبر عنها المطرب الذي ربما يعاني منها هو الآخر وليس مجرد "رص كلام" على الإيقاع المعروف ودس كلمات وعبارات ومصطلحات شاذة وسط هذا الهراء وتحصينه بأنه "راب" لون غنائي وله جمهوره بالكذب والتضليل والتدليس بما يساعد على الإغراق في إفساد الذوق العام وتزييف ثقافته.

الترويج للجماهيرية الزائفة وصناعة آلهة من العجوة هو الخطر الأكبر فتنجرف خلفكم العقول بلا وعي وهناك أجيال جديدة يتم العبث بعقلها عن طريق هؤلاء وبمباركة داعمين كان الأولى بهم فرز الصالح من الطالح ووضع كل شخص في حجمه الحقيقي فالاحتفاء بصورة متداولة لحفل "ويجز" والتأكيد على شعبيته الجارفة من كثافة الجماهير بها وتثبيتها دون انتباه لخطورة ما يحدث من انحدار فني أو حتى التحقق من صحة هذه الصورة التي قد تكون جزء جديد من حفلات مسلسل "لؤلؤ" المبالغ فيها بالمؤثرات والمونتاج والفوتوشوب!

تبحثون الآن عن حقوقكم المهنية بعد الفعل الرخيص الذي قام به هذا الـ "ويجز" من إهانة متدنية وتطالبون بحسابه ومن على شاكلته وسط حالة من الغضب وأنتم الأولى بالمحاسبة والوقفة المهنية الحاسمة لأنكم الأزمة الحقيقية.

"لما عملتوا للـ ويجز سعر"!