«ناشيونال إنترست»: الأزمة الأوكرانية ومعضلة تداول الأخبار الزائفة

• أصبحت الأزمة الأوكرانية أكثر اشتعالًا في ظل تداول الأخبار والصور غير الدقيقة عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.
• الأزمة الأوكرانية أصبحت أرضًا خصبة لظاهرة "الراية المزيفة أو العلم المخادع"، والتي تعني القيام بفعل بقصد إخفاء فعل آخر، ويتم في ذلك السياق، إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
• انتهجت روسيا نهج "الناتو" نفسه في تدخلاته في الشرق الأوسط، حيث دائمًا ما يبررها الحلف بأنها تستهدف منع وقوع كارثة إنسانية.
سلَّطت ذا ناشيونال إنترست الضوء على الأزمة الأوكرانية التي أصبحت أكثر اشتعالًا في ظل تداول الأخبار والصور غير الدقيقة عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًة إلى أن التلاعب بما يُنشر من لقطات من داخل منطقة الصراع عبر مواقع الإنترنت، يحول دون كشف الحقائق بشأن تطورات الصراع.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن الأزمة الأوكرانية أصبحت أرضًا خصبة لظاهرة تاريخية تتكرر باستمرار، تُعرف باسم "الراية المزيفة أو العلم المخادع"، والتي تعني القيام بفعل بقصد إخفاء فعل آخر، ويتم في ذلك السياق، إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن ذلك ظهر جليًّا من خلال اتهام روسيا لأوكرانيا بامتلاك منشآت للأسلحة البيولوجية، تعمل بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل الأخيرة ترد على المزاعم الروسية بتأكيدها أن "موسكو" تتبع نهج "الراية المزيفة" بما يعني احتمالية استخدامها أسلحة كيمياوية في صراعها ضد أوكرانيا.
ولفت التقرير الانتباه إلى وجود تشابه بين الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية فيما يخص استخدام الأسلحة الكيماوية، فقبل أيام من تعرُّض منطقة الغوطة في شرق سوريا عام 2013 لصواريخ تحمل غاز "السارين" القاتل، أعلن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عن نيته عدم التدخل في الحرب الأهلية السورية، ما لم يتم استخدام الأسلحة الكيماوية، وبالفعل تم استخدامها، ورغم الاتهامات الغربية المكثفة بأن حكومة "الأسد" قد نفذت هذا الهجوم، فإن هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون المعارضة -بدعم أمريكي- قد نفذت هذا الهجوم كذريعة للتدخل الأمريكي.
وفي هذا السياق، تطرق التقرير إلى أن روسيا انتهجت نهج حلف شمال الأطلسي "الناتو" نفسه في تدخلاته المستمرة في الشرق الأوسط، حيث دائمًا ما يبرر الحلف تدخلاته بأنها تستهدف منع وقوع كارثة إنسانية تلوح في الأفق، فضلًا عن رغبته في حماية أمن أعضائه، وهو ما استخدمته "موسكو" كذريعة للتدخل في كلٍ من سوريا وأوكرانيا.
وختامًا، أكّد التقرير توظيف كل من روسيا وأوكرانيا لحرب المعلومات، بهدف الترويج للقوة العسكرية لكل طرف منهما، ومكاسبه على الأرض، بما يضعف الروح المعنوية للطرف الآخر، وهو ما سيكون له دور مهم في تحديد مستقبل الصراع في المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضا: الأزمة الأوكرانية تسلط الضوء على مشكلة النفور من الطاقة النووية